لا اريد ان أخوض في اي يوم ولد حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه مهما اختلفت الآراء بالنسبة لليوم فإنها لن تختلف على ان الولادة المباركة قد حصلت في شهر ربيع الاول من السنة الهجرية.
كذلك سوف لن أتحدث عن شمائل وصفات وبطولات وانجازات هذا النبي العربي الذي شرف الله به امة العرب باختياره له من بين أبناء هذه الأمة المجيدة ليكون حاملا لآخر الرسائل الإلهية وآخر الكتب السماوية ويختم به تواصل الوحي مع أهل الأرض ، فهي معروفة لأعدائه قبل محبيه .
فبهذه المناسبة الخالدة وهي ذكرى الولادة المباركة لنبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اريد الحديث عن خبث اعداءه الذين هم بالفطرة اعداء للعرب والمسلمين في محاربة دينه وحملة راية الدين الى العالم كله وهم العرب ، خير امة أخرجت للناس ، وكيف تمكنوا من جعلنا نتجاوز على هذا النبي وآله وصحابته الكرام ولم نهتم لهذه التجاوزات كونها بيننا كمسلمين بينما نثور ونصرخ بأعلى أصواتنا اذا تجاوز أعداء ديننا على اي رمز من رموز هذا الدين وفي مقدمتهم نبي الرحمة الاعظم متناسين انهم اعداء مناهضين لهذا الدين ورموزه وحاقدين عليه أشد الحقد لا لشيء إلا لأنه عربي من ولد اسماعيل وليس من ابناء اسحاق واسرائيل عليهم السلام جميعا وطبيعي أن نتوقع كل شيء من العدو لكن غير الطبيعي أن نتجاوز نحن المؤمنون به وبنبوته ورسالته وقومه واهله عليه وعلى رموزنا العظام من الآل والأصحاب ونتصارع بيننا على أمور مضت عليها مئات السنين ومهما تكلمنا عنها او تصارعنا بسببها او شتمنا رموزها لن نغير منها شيئا لان الماضي لايمكنه العودة مطلقا ولهذا يستحيل تغيير شيء من أحداثه بل مجرد التفكير بهكذا امور لن يؤدي الا الى تفكك أواصر ديننا وانهيار بنيته التي جعلها رسولنا الكريم كالبنيان المرصوص بينما نحن الآن ندمر كل تلك الاواصر والبنية العظيمة لديننا العظيم. فهل حاولنا مجرد محاولة ان نفكر لمصلحة من نهدم ما بناه نبينا الكريم واله وصحابته الكرام بسبب أحداث مضى عليها قرون عديدة وكل طرف يرويها حسب اهواءه بينما نحن نعلم جيدا أن كل ما حِيك عليها من قصص جاءنا من الخارج من اعداء لا يريدون سوى فرقتنا واضعافنا لانهم يعلمون جيدا ان في وحدة الاسلام والمسلمين ستكون نهايتهم وعدوانيتهم واطماعهم ومشاريعهم الانتقامية .
نحتاج فقط لإعادة النظر فيما جرى ويجري من مؤامرات وألاعيب لاهم لها سوى الانتقام من العرب اولاً لانهم كانوا حملة تلك الرسالة العظيمة الى بقاع الأرض واستطاعوا تغيير جغرافيتها السياسية والدينية آنذاك مما ولَّد احقادا تاريخية تراكمت عبر اكثر من اربعة عشر قرنا على امة لا ذنب لها سوى اختيار الله سبحانه وتعالى لها ليكون آخر انبياؤه من نسلها ولتحمل رسالة الاسلام الى الناس كافة ولتكون لغتها هي لغة الاسلام قراناً وعبادة وفي الجنة.
افتخروا بنبيكم ودافعوا عنه فهو خاتم الانبياء وسيد المرسلين والخلق أجمعين ولا تسمحوا لأعدائه ان يسخروا منا ونحن نتحارب بيننا ونسيء له ولرموز امتنا وديننا فانا بهذا نضعف أنفسنا وبضعفنا ينهار ديننا فيزداد تماديهم على حبيبنا المصطفى وعلينا وعلى ديننا الحنيف.
