ثلاثينية الروح
ضاع كل شيء واندثر…
كأوراق خريف ٍ في زمن المطر…
أحببته بقطع النظر…
لم أفكر في الحكم والعبر
لم أفكر في القضاء والقدر
غير وخز الإبر
لم أجني غير انتقاد البشر
ضاع كل شيء واندثر….
فهلاَّ تواضعتي يا روحي ..
وهلاَّ نزلتي من برجكِ
تواضعي، أجيبي، أسألي …
من أنتِ حتى تقسين على قلبي ..
من أنتِ حتى تسخرين من صديقي…
عودي بذاكرتك
تصفحي أوراق تاريخك
تأكدي مَن صنع مجدك
مَن أرّخَ حضارتك …
من نقش اسمه على لوح عرشك …
أليس “إيبو” من رسم كلماته على مقلتيك …
استصلح بور نهديك …
فجّرَ آبار طفولتك
جعلك امرأة ناجحة
أميرة بين النساء
ارجعي بذاكرتك …
ستعرفين أن من بدأ الحكاية ينهيها
من رسم الصورة يمحيها
وأن البالونة مهما انتفخت
إبرةٌ واحدة تكفيها
وأن فقاقيع الهواء مهما ارتفعت
تنفجر …
عودي بذاكرتك …. تأملي ماضيكِ
ستعرفين الصدر الذي كان يأويكِ
الكأس الذي يرويكِ..
لكن أخاف أن تعودي
أفلا تعودي …
لا لا تركعي، لا تذلي، لا تتمسحي على عتبتي ..
لا تترجي، لا تبكي، فالبكاء لن ينفعكِ
كما لن ينفعني قلبي، لن يسامحكِ
كما لن يسامحني إذ أنا سامحتكِ
أرجوكِ لا تعودي، فقد محوتك من ذاكرتيِ
وما انمحى لا يهمني
لقد أصبحتِ من الماضي
وللأسف أنا لا أنظر لغير مستقبلي…
واليوم علمتُ ان ابتسامتك
يا غائبي أول خطوةً لمستقبلي.
روژين سيامند جاجان
كاتبة
