جريحٌ أنت أيها الوطن
الوطن …ضائع
وضائعون نحن
في غمرة ضياعه
نفتش عن ذواتنا
في حبال الزوابع
في دياجي المواجع
نتفقد أبصارنا
فلا نبصر رغم بصيرتنا
نتفقد أطرافنا
مشلولة رغم دماء القهر
الجارية في عروقنا
نتفقد أقدامنا
متوغلة في وحول الإخفاقات
رغم خطواتنا الدائرية
حول محور الجهالة
وحوش نحن
في غابة الحياة
نقضم أفراح بعضنا
مفترسون… نحن
نصطاد أحلام بعضنا..
وتصرخ فينا..دماؤنا
تسيل القذارة من أشداقنا
* *
أين أنت أيها الوطن….؟
جريح أنت …أيها الوطن
فيض دمائك
يصب في بحيرة تشتتنا
باكٍ أنت أيها الوطن
دموعك تغسل ضمائرنا
من نجس التقاعس
صارخٌ أنت …
أيها الوطن
أما صراخنا
زئيرٌ.. نباحٌ.. صهيلٌ… نهيقٌ
* *
آهٍ ..يا خدعة التاريخ الغابر
أي عارٍ يلطّخنا…. ؟
آهٍ …يافجر الانتظار
متى تنبلج …. وتجلي عذابات
شعبٍ ضائع…..؟
شعبٌ ضائعٌ في سواد النهار
شعبٌ يقبع في شحوب الجهل
تضمه ذراعا الصمت
شعبٌ سُلِخ عنه بهجته
وظل منتشياً من ثقل النوم
ظل في ثمل تشتته
غنيمة هينة
ظل طبقٌ من الماس
على مائدة الأمم
يخمد سغب المترفين
اْواه… يا وطن
الجراح النازفة
يا ربوع النواح و المآسي
يا عذوبة النايات ..
من زفرات الرعاة
يا رقة الأوتار ..
من أنامل العشاق
يا صدى غناءٍ ..
من حناجر الأمهات
أواه …يا وطن الخيبات
كيما توقظ شعباً غارقاً
في سيول الضياع
لك أْن تهدهد القلوب القانية
النفوس العاصفة المستعرة
لك أن تومض في عيوننا
شعلة الوطنية..
شيرين شيخو
شاعرة
