الرئيسية / صحة وعلوم / رسالةٌ عراقية –1– من الرسائلِ الآشوريةِ القديمة / بقلم: عبد يونس لافي

رسالةٌ عراقية –1– من الرسائلِ الآشوريةِ القديمة / بقلم: عبد يونس لافي

رسالةٌ عراقية 1

من الرسائلِ الآشوريةِ القديمة

بقلم: عبد يونس لافي / العراق

 ــــــــــــــــــــ

وإنكَ –  يا ابْنَ عَمّي –

لَتقفُ ذاهِلًا لا تنبُسُ ببنتِ شَفَةٍ،

وأنت تتصفَّحُ الرسائلَ التي كان يتبادلُها العراقيونَ

 منذ أزمانٍ سحيقةٍ، وهي كثيرة.

هاتيك الرسائلُ

 نظَّمتِ العلاقةَ بين الأفرادِ والجماعات،

وأرْستْ دعائمَ المجتمع المُتَحَضِّر·

 

ومن هذه الرسائلِ

 رسالةٌ توقَّفتُ عندها ولك – إن شئتَ – أنْ تتوقف؛

إنها رسالةٌ مالية لاسْتيفاءِ قَرْضٍ ماليّ!

وكما يظهر في الرسالة

 أنَّ قرضًا كان قد مُنحَ لقاءَ أقساطٍ  كان ينبغي أن تُدفعَ في وقتها،

إلاّ أن المقترِضين

لم يكونوا ليوفوا قِسطًا واحدًا خلالَ ثلاثينَ سنة·

إليك عزيزي القارئ

 فحوى الرسالةِ العراقيةِ قبل آلافٍ السِّنين:

 

هذه رسالةٌ من

 شيلا ـ لابُم  (Silla – Labbum)  

وإيلاني (Elani)

أخْبِرْ كُلًّا من بوزور- آشور (Puzur – Aššur)

وأموا(Amua)

وآشور شمشي (Aššuršamši)  :

:

منذُ ثلاثينَ عامًا كنتم قد غادرتم آشور،

ومنذ ذلك الوقت لم تودِعوا مبلغًا من الديونِ المستحَقَّةِ عليكم،

ولم نَسْتَعِدْ منكم شاقِلًا واحدًا من فِضَّة،

ومع ذلك لم نجعلْكم تشعرونَ بسوءٍ جرّاءَ ذلك.

 

لقد أرسلنا الرسالةَ تلوَ الرسالةِ،

نطالبكم بما هو مُسْتَحَقٌّ عليكم،

لكن دونَ جدوى،

لم نستلمْ منكم جوابًا،

ولقد وجهنا خطاباتٍ الى والدِكم

 بشأن هذه المُسْتَحَقّاتِ،

دون أن نطالبَ بشاقِلٍ واحدٍ

 من رصيدكم الخاصِّ من الفضة·

 

لطفًا عودوا حالًا،

وإنْ تعذَّرَ ذلك لانْشغالِكم في أعمالِكم،

أوْدِعوا الفِضَّةَ لِحِسابِنا في أماكنَ وجودِكم.

 

تذكَّروا أننا لم نكنْ لِنُعَكِّرَ شعورَكم بسببِ هذا،

لكننا نجدُ أنفُسَنا مُضْطرّينَ

أن نظهرَ في عيونِكم كرجالٍ إذا لم تفعلوا·

نكرِّرُها عودوا حالًا أو أوْدِعوا الفِضَّةَ لِحِسابِنا،

وعكس ذلك سنبعثُ إنذارًا من الحاكم المحليِّ والشرطة

سيضعُكم موضِعًا مُخْجِلًا

 بين أعضاء جمعيةِ التُّجّارِ،

وسوف تُحرَمون أن تكونوا أعضاءَ بيننا·

انتهت الرسالة!

 

عزيزي القارئ،

قبل آلافِ السٍّنين،

كان في العراق حكّامٌ محلِّيونَ وشرطةً،

وكان هناك نظامٌ للقُروضِ ومصارفُ وفروع،

بل كان هنالك جمعِيّاتٌ متخصِّصَةٌ للتجار،

وقواعدُ تُنَظِّم أعمالَها وشؤونَ أعضاءِها

بل تقومُ بتصنيفِ ائْتِمانِهم جَوْدَةً أو رَداءة،

نعم كان كلُّ ذلك وأكثر.

 

ونعم تَشْرَإبُّ أعناقُنا الى البُناةِ الأوائِلِ فخورينَ

ولكن لا نريدُ أن نفخَرَ بالماضي،

بينما نعيشُ ذِلَّةَ الحاضرِ،

وغيابَ رؤيةِ المستقبل!

 

أما آنَ لكُلِّ أبناءِ الأُمَّةِ أن يَنْتَبِهوا من غَفلَتِهِم،

لكي يحقّقوا رسالتَهم في إعمارِ الأرضِ،

ولكي يكونوا سادةً كما كانوا؟

أما آن لهذا العالمِ أن يُعيدَ الفضلَ لأهلِهِ؟

أيْهاهُ أيْهاه،

“لا يعرفُ الفضلَ لذوي الفضلِ إلاّ ذووه”؛ سلام.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman