الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / شخصية إبراهيم عليه السلام: قراءة في المصادر اليهودية والدراسات الحديثة

شخصية إبراهيم عليه السلام: قراءة في المصادر اليهودية والدراسات الحديثة

 

شخصية إبراهيم عليه السلام: قراءة في المصادر اليهودية والدراسات الحديثة

 

مقدمة

إن شخصية سيدنا إبراهيم عليه السلام تعد من أهم الشخصيات في التاريخ الديني نظرا للمكانة الرفيعة التي يتبوؤها في الأديان الثلاثة الكبرى: اليهودية والمسيحية والإسلام.

وتتجلى أهمية إبراهيم عليه السلام عند العبرانيين في كونه من أهم الآباء الأوائل للشعب العبري، وهو، فضلا عن ذلك، أب لسلسلة من الآباء كانت لهم علاقة متميزة بالإله. وهو عند المسيحيين الجد الأعلى ليسوع المسيح. ويُرجع متى في إنجيله نسب المسيح إلى إبراهيم، حيث يقول في الإصحاح الأول: «هذا نسب يسوع المسيح بن داود بن إبراهيم». لكن ما يستعصى على الفهم هنا هو كيف يمكن أن يكون المسيح من نسل إبراهيم مع أن المسيحية تؤكد مرارا على أن يسوع المسيح اله ليس له أب بشري. أما عند المسلمين فإبراهيم هو خليل الله، وهو النبي الكريم أب الأنبياء جميعا. انحدر من صلبه سلسلة من الأبناء والأحفاد يحملون بذرة النبوة، وذلك انطلاقا من قوله تعالى: «وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب» العنكبوت الآية 27

لقد أدى انعدام وجود أي دليل أثري، سواء أكان كتابا أو نقشا أو حتى نصوصا تقبل التأويل، بعدد من الباحثين إلى القول بأن شخصية النبي إبراهيم هي شخصية أسطورية لا تمت لعلم التاريخ بصلة، بل إن البعض منهم اعتبر قصص البطارقة كلها (الآباء القدامى) مجرد قصص خرافية أو أسماء لشخصيات إلهية في بلاد كنعان، وأن العبرانيين عندما ورثوها ورثوا معها تراثها القديم. ومن ذلك ما أكده عصام الدين حنفي ناصف من أن هناك من الدارسين من أرجع اسم إبراهيم إلى أسطورة “براما” التي كانت منتشرة في بلاد إيران والهند وما حولها، وأنها هي الأصل في عقيدة “براهما” الهندية، وأن العبرانيين تبنوا هذه الأسطورة، وحولوها إلى شخصية إنسانية، واحتسبوا “براما” جدهم الأعلى. وكان عدم وجود الدلائل التاريخية سببا لأن يقول طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي:« للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم و إسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا أيضا ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي».

وتأسيسا على عدم وجود أي مصادر تاريخية تشير إلى سيدنا إبراهيم سواء في مصر أو بلاد الرافدين كان لابد من الرجوع إلى التوراة الحالية، ولابد من التذكير بأن تقديمها على القرآن استدعته الضرورة التاريخية لا غير. ومن المعلوم أن ثمانين في المائة من أسفار “العهد القديم” هي عبارة عن تاريخ. إن عودتي إلى التوراة لاستنطاقها بخصوص هذا الموضوع لا يختلف عن موقف ابن كثير الذي أدلى بسنده الشرعي مبررا الأخذ بالتوراة حتى لا يقع عليه لوم أو تثريب. وكان يورد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: « بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

إبراهيم في التوراة 

لننظر الآن في التوراة لنتعرف على شخصية تُدعى أبرام وأبراهام في “سفر التكوين” الذي لو عبرناه بست وعشرين آية من الإصحاح الحادي عشر فإننا سنجد التوراة تصعد بنسب النبي إبراهيم عبر أسلافه حتى تصله بسام بن نوح. وهذه الشجرة هي على الشكل الآتي: إبرام بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح. لذلك كان تارح هو أب النبي إبراهيم، أما سارة فهي زوجته، ولوط كان حفيد تارح أي ابن أخ أبرام. فقد خرجت هذه القبيلة من “أور الكلدانيين” في اتجاه أرض كنعان، ونزلوا بحاران حيث مات تارح، ودُفن هناك. ويخبرنا الإصحاح الثاني عشر أنه بناء على أمر إلهي تابع أبرام رحلته رفقة ابن أخيه لوط إلى أرض كنعان، الأرض التي وعده بها الرب.

وبالفعل نفذ أبرام الأمر، ونزل بأرض كنعان، وبنى فيها مذبحا للرب، لكنه اضطر بسبب مجاعة حلت بأرض كنعان إلى الهجرة إلى مصر، حيث سيحدثنا السفر عن قصة من غرائب القصص، إذ نجد أبرام هذا ينكر زوجته خوفا من فرعون، وطلبا لجمع المال. فيقول عنها أمام الفرعون أنها أخته، فاتخذها هذا الأخير زوجة له. ولولا الضربات العظيمة التي ضربت فرعون، وأهل بيته بسبب ذلك لما علم الفرعون أنه اتخذ امرأة متزوجة زوجة له، فأرجعها إليه آمرا إياه بأن يسترجعها، ويخرج من البلاد. ويكرر إبراهيم نفس الفعل دون استحياء مع ابيمالك ملك جرار حيث سيدعي مرة أخرى أن سارة هي أخته فاتخذها أبيمالك زوجة له. ولولا أن الله كلمه في الحلم وأخبره بذلك لعاشرها معاشرة الأزواج. والظاهر أن كاتب “سفر التكوين” كتب هذه القصة عن قصد لأننا لا نجده يكررها مع إبراهيم مرتين فقط بل نجده أيضا ينسب نفس الفعل لإسحاق حيث ادعى هذا الأخير بدوره أن زوجته هي أخته خوفا من ملك جرار. ويروي لنا “سفر التكوين” أن رحلة أبرام إلى مصر كانت موفقة إذ أصبح هو وابن أخيه يملكان كثيرا من الماشية والفضة والذهب لدرجة ضاقت بهما الارض معا، ووقعت خصومة بين رعاتهما فاضطرا للافتراق فسكن لوط جوار سدوم. وسكن إبراهيم بحبرون وبنى بها مذبحا للرب. ويتابع “سفر التكوين” في الإصحاح الرابع عشر قصة أبرام ذاكرا هذه المرة الأسر الذي وقع فيه لوط بعد الغارة التي شنها الملوك الأربعة:  امرافل ملك شنعار وأريوك ملك الآسار وكدر لعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييم على الملوك الخمسة: ملك سدوم وملك عمورة وملك أدمة وملك صبوبيم وملك بالع. فلما علم أبرام بالخبر، وبوقوع ابن أخيه لوط وثروته في الأسر حشد جنوده واقتفى أثرهم وباغتهم ليلا، واسترد لوطا وثروته.

إننا في هذه القصة أمام ملك جبار لا يُشق له غُبار استطاع بمفرده القيام بما لم يستطع خمسة ملوك القيام به. والغريب في هذه القصة ما صرح به الكاهن ملكيصادق ملك شاليم من عبارات التوحيد لما خرج للقاء أبرام، وباركه بقوله «مبارك أبرام من الله العلي خالق السماوات والأرض وتبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك إلى يدك».وهي عبارات لم يقلها أبرام نفسه من قبل، والأغرب أنه استعمل نفس العبارات من بعد في مخاطبته لملك سدوم لما رفض أن يأخذ ثروته قائلا «ارفع يدي واحلف بالرب الاله العلي خالق السماوات والأرض أن لا آخذ خيطا ولا رباط نعل من جميع مالك لئلا تقول أنا أغنيت أبرام ».إن  أبرام الذي أنكر زوجته مرات عديدة، وباعها من أجل المال نجده هنا يرفض مالا استحقه بالفعل. ماذا يريد هذا السفر أن يقول: هل كان أابرام يقبل المال الحرام، ويرفض المال الحلال الذي تعب وكد في سبيل الحصول عليه. وينتقل بنا الإصحاح الخامس عشر إلى حوار دار بين الله وأبرام في المرة الأولى التي نجد فيها هذا الخطاب موجها من الله لأبرام.  ولم يورد كاتب هذا السفر هذا الحوار إلا مضطرا. إن الوعد المزعوم الذي أعطاه الله لأبرام بأن يورث الأرض لنسله لا بد أن يكون سنده إلهيا. فكل الحوارات بين الله وأبرام موضوعها هذا العهد الذي أعطاه الله لأبرام ونسله من سارة أي من ولده إسحاق. ويحاول كاتب السفر أن يبين لنا أن الله من أراد ذلك في قوله «فقال ابراهيم لله ليت إسماعيل يحيا أمامك فقال الله بل سارة امراتك ستلد لك ابنا وتسميه إسحاق، وأقيم عهدي معه عهدا  مؤبدا لنسله من بعده ».

وليست هذه المرة الوحيدة التي يلجا فيها صاحب السفر إلى مثل هذه الحيل ليحرم الولد البكر من حقه الذي أعطته الشريعة بل نجده يسلك نفس الحيلة ليحرم عيسو من حقه في البكورية، ويعطيها يعقوب مدعيا أن هذا الأخير استحقها بعدما تنازل عيسو عنها. و تتحدث التوراة عن مقابلة الله لإبراهيم في صفة ثلاثة رجال. ولاشك في أن هذا التصوير التوراتي هو الذي جعل المسيحين يستدلون بهذه القصة على إثبات عقيدتهم في التثليث. وقد أشار ابن حزم إلى ذلك فقال عند تعرضه لقصة التقاء ابراهيم بالملائكة: «قال أبو محمد رضي الله عنه في هذا الفصل آيات من البلاء شنيعة نعوذ بالله من قليل الضلال وكثيره فأول ذلك اخباره أن الله تعالى تجلى لإبراهيم وأنه رأى الثلاثة نفر فأسرع إليهم، وسجد، وخاطبهم بالعبودية فإن كان أولئك الثلاثة هم الله فهدا التثليث بعينه بلا كلفة بل هو أشد من التثليث لأنه إخبار بشخوص ثلاثة والنصارى يهربون من التشخيص. وقد رأيت في بعض كتب النصارى الاحتجاج بهذه القضية في إثبات التثليث».

و تخبرنا قصة لوط في التوراة أن الله جل وعلا بقي حائرا مترددا هل يخبر إبراهيم بما ينوي فعله بقوم لوط أم لا: «فقال الرب في نفسه هل أكتم عن إبراهيم ما أنوي أن أفعله».  بل أكثر من التردد بحيث نجد الله لا يعلم إن كان قوم لوط فعلوا شيئا يستوجب العقاب أم لا:      « وقال الرب لإبراهيم كثرت الشكوى على أهل سدوم وعمورة، وعظمت خطيئتهم جدا  أنزل وأرى هل فعلوا ما يستوجب الشكوى التي بلغت إلي  أريد أن أعلم ».

وكم هي غريبة قصة زنى لوط مع ابنتيه لا تقبلها العقول، وتستحي من ذكرها الأسفار والكتب.  ونأتي إلى قصة الذبيح الواردة في التوراة. فهذه الأخيرة تخبرنا أن الذبيح هو إسحاق. وعندما تموت سارة، تدفن في أرض كنعان ثم يزوج إبراهيم ابنه إسحاق من فتاة من آرام النهرين كما أراد من أرضه وعشيرته، ثم يموت أبرام التوراة، وعمره مئة وخمسة وسبعون سنة.

خلاصة القول إن القارئ لسيرة هذه الشخصية، كما وردت في التوراة، لا يسعده الانتماء إليها.

إبراهيم في بعض الدراسات العربية الحديثة

انطلاقا مما جاء في التوراة نرى بأن إبراهيم تحرك مع أبيه من “أور الكلدانيين” الموجودة حسب الخريطة التوراتية في الجنوب الغربي للعراق. ولم يذهب مباشرة إلى كنعان أي ما يُعرف بفلسطين رغم قربها من مكان استقراره الأول. إذ تقع في الغرب مباشرة، وإنما انتقلوا إلى حاران، وأقاموا هناك ( سفر التكوين 11-31،30). إلا أننا نجده في السفر نفسه (12 -1) يقول له الرب «ارحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريدك».

 إن التوراة تشير صراحة إلى أن حاران الموجودة في الشمال داخل الحدود الأرمينية التركية القديمة هي أرض وموطن عشيرة أبرام، وتؤكد ذلك عندما أمر أبرام ابنه إسحاق بأن يتزوج امرأة من أرضه وعشيرته، فيرسل رئيس عبيده إلى آرام النهرين أي مدينة ناحور. وناحور هذا، كما سبق الذكر، هو جد إبراهيم. ولو بحثنا عن هذه المدن لوجدناها تقع في شمال بلاد الشام، وشمال غرب العراق.

إن السؤال المطروح: ما هو الموطن الحقيقي للنبي إبراهيم؟ هل هو “أور الكلدانيين” أم حاران أم آرام النهرين أم فدان آرام؟ وهل هو من أقصى جنوب العراق على الحدود العربية؟ أم في أقصى الشمال داخل الحدود الأرمينية؟

هذا ما سيحاول سيد القمني الإجابة عنه من خلال دراسة مستفيضة في هذا المضمار. يذهب سيد القمني إلى القول بأن رحلة إبراهيم من “أور الكلدانيين” الموجودة في الجنوب الغربي للعراق إلى بلاد كنعان الواقعة في الغرب من “أور” لا تفصلهما سوى بادية الشام الأردنية. أما المسافة بين هاتين النقطتين فهي قصيرة لا تستغرق على ظهور الحيوانات أكثر من أسبوع. في حين نجد أن الطريق التي سلكها إبراهيم عبر حاران دامت حسب التدقيق التوراتي خمسة عشر سنة ما بين خروج الركب من “أور” والاستقرار في بلاد كنعان. والغريب في الأمر أن حاران كما وردت في التوراة تبدو وكأنها محطة ترانزيت معروفة على الطريق من أور إلى كنعان. بينما في الحقيقة هي تقع في الشمال بعيدا عن هذا الطريق بمسافات شاسعة. ويؤكد سيد القمني أن حاران التوراتية لم يُقصد بها مدينة بعينها، فهي في التوراة منطقة واسعة تضم مجموعة من الدويلات الآرامية (آرام صوبا وآرام النهرين وآرام معكة وفدان آرام وآرام بيت رحوب). تلك الدويلات التي ضمتها بلاد الحور أو الحوريون. وفي تحليله لاسم ناحور جد إبراهيم يقول بأن هناك إمكانية لأن تنطق ناحار على غرار هارون هاران، وبظاهرة القلب المعروفة في اللغويات السامية يقلب الاسم ناحار إلى حاران.

وهنا لم يعد التناقض قائما ما بين آرامي أي أبرام الآرامي وحاراني كأصل للعشيرة الإبراهيمية. غير أن الإشكالية التي تُطرح هي أولا من جهة العلاقة الجغرافية ما بين “أور الكلدانيين” (أقصى الجنوب الغربي للعراق) وبلاد الحور (أقصى الشمال )، ومن جهة أخرى العلاقة التاريخية إذ أن دولة الكلدانيين (أي أور الكلدانيين) لم تقم إلا بعد انقضاء زمن إبراهيم بحوالي ألف سنة أو يزيد. هذا بالإضافة إلى أن كلمة “أور” تدل في اللغات السامية على معنى المدينة بوجه عام مثلا “أورشليم” “أوركوكينوس” أوروك وأورآرتو المشهورة باسم “آرارات”. والجدير بالذكر أن “آرارات” هذه هي نفسها المنطقة التي رست فيها سفينة نوح. ويؤكد المؤرخون أن هذه المنطقة تقع في أرمينيا. ويحاول سيد القمني أن يربط ما بين هذا الاستنتاج الأخير وبين أرفكشد بن سام بن نوح متبعا المنهج اللغوي السامي. وهكذا فإن اسم أرفكشد يُنطق أيضا أربكسد والمنطقة الواقعة جغرافيا بين أرارات أرمينيا وبلاد الحور كانت تُعرف باسم أرابخيتيس، وتعرف حاليا باسم البك. ولا حاجة للتذكير بأن أرابخيتيس بحذف التصريف الاسمي (الياء والسين) تُصبح الكلمة أرابخيت، وبتبادل حرف الكاف مع الخاء والتاء مع الدال في اللسان السامي والهندوأروربي فإنه يسوغ لنا القول دون تردد بأن ارابخسد هي ذات التسمية أربكسد.

وتجدر الإشارة إلى أن الخاصية التوراتية تقتضي أن تُسمى البلدان بأسماء الأبطال. وهكذا فإن اسم أربكسدا يلتقي تماما مع اسم أربكسد أو أرفخشد بن سام بن نوح جد إبراهيم. ومن هنا يستنتج سيد القمني أن منطقة أربكسد هي المعنية في التوراة بأور الكلدانيين التي هي في الأصل العبري “أور كسديم” (وهي جمع لمفرد كسد أي الكلداني). وقد أشار ماير في كتابه “حياة إبراهيم” أن الرأي السائد قديما أن مدينة “أور” تقع ما بين النهرين. لهذا تكون النتيجة التي خلص إليها سيد القمني هو أنه لم يعد هناك أي مبرر للبحث عن حاران تجاور أور الكلدانيين أو ما يُعرف بأور العراق. فلم يعد مرور إبراهيم بمنطقة حاران مثيرا للتساؤل والاستغراب لأنه في هذه الحالة لم ينطلق من “أور الكلدانيين” في الجنوب متجها إلى حاران في الشمال ليعود مرة أخرى نحو كنعان، وإنما سيغادر إبراهيم منطقة أربكسد جنوب غرب أرمينيا، ويتجه نحو بلاد حور أو حاران، وتصبح بذلك حاران محطة ترانزيت. هي منطقية تماما في الطريق نحو كنعان. من هنا فإن العشيرة الإبراهيمية وافدة على المنطقة من أرمينيا، وقد وصفت التوراة إبراهيم بأنه رجل آرامي، وأقر التراث الإسلامي أنه ليس من أبناء الجنس العربي، ولم يكن عربيا. وقد أكد ذلك ابن هشام حينما قال بأن لسانه كان سريانيا (لسان شمال بلاد الشام)، وأنه عندما عبر نهر الأردن نحو كنعان حول الله لسانه إلى اللغة العبرية. وليس ذلك على الله بعزيز.

وقد أدى الاضطراب في شخصية أبرام أو إبراهيم التوراتي ببعض الباحثين إلى الحديث عن أبرامات وأبراهامات كثيرة بدلا من أبرام أو أبراهام واحد. فقد تحدث كمال الصليبي عن أبرام العبراني وأبرام الآرامي وأبرام التكوين وأبرام الشباعة، وأبرام اليمن. حيث تميزت كل شخصية من الشخصيات الخمس بصفة خاصة مختلفة تماما عن الشخصية الأخرى.

المراجع

الكتاب المقدس

ابن كثير (1977): البداية والنهاية، تحقيق مجموعة من الأساتذة، دار الكتب العلمية، بيروت، ج1

حنفي ناصف، عصام الدين (1985): اليهودية بين الأسطورة والحقيقة، دار المروج، بيروت.

حسين، طه (1926): في الشعر الجاهلي، دار الكتب المصرية، القاهرة.

الصليبي، كمال (2002): خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل، دار الساقي، بيروت.

الشوك، علي (1989): الأساطير بين المعتقدات القديمة والتوراة، شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع، الرباط.

القمني، السيد (1990): النبي ابراهيم والتاريخ المجهول، سينا للنشر، القاهرة

ماير، د.ف.ب (1980): حياة النبي إبراهيم وطاعة الإيمان، ترجمة القس مرقس داود، مكتبة المحبة، القاهرة.

 

د كريمة نور عيساوي

 

عن wahaalfikir

تعليق واحد

  1. نوال بوعياد

    مقالة جد غنية وتحوي خلاصات مهمة .شكرا د كريمة نور عيساوي دائما متألقة .طرحتم إشكالية اختلاف الروايات في الكتاب المقدس نفسه وما يحمله من تناقضات تطرح السؤال عن مدى مصدافيته .تساؤلات حول نسب سيدنا إبراهيم عليه السلام و موطنه وكذا علاقة الرب به كنبي وغيره من الأنبياء وخصوصا فيما يتعلق بالمجال الخلقي والقيم التي يرسخها هذا الكتاب قيم تحمل علامات إستفهام يطرحها الفكر مضرا امام غرابتها … فعلا مقاولة فيها دعوة للبحث في التوراة خاصة والكتاب المقدس عامة عن مدى عقلانية وواقعية نصوصه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كتاب جديد التشكيل الاستعاري في شعر أديب كمال الدين  

  كتاب جديد التشكيل الاستعاري في شعر أديب كمال الدين   عن منشورات ...

لقاء مع الشاعر الحروفي أديب كمال الدين حاوره علي جبار عطية

    الشاعر الحروفي أديب كمال الدين في حوار خاص : * ...

تهديم التابوات قراءة في رواية ( تحت التنقيح ) أحمد طه حاجو

التنقيح هو تشذيب وتعديل ومراجعة للنص الأدبي كي يخرج بصورته النهائية والتي ...

جِلْنَارُ الموَاسِمِ/ كريمة نور عيساوي

  جِلْنَارُ الموَاسِمِ فيِ هَذا المسَاءِ اللاَّزُورْدِيِّ… وَأَمامَ الشَّارعِ، المُقابِلِ لِناصِيَةِ الحُلْمِ… ...

من وصايا العاشق / نمر سعدي

  من وصايا العاشق موسيقا تقطِّرُ لي هواءً عمرُهُ عمرُ النجومِ تنفَّستهُ ...

انتخاب الصورة الواقعية وقصدية الاشتغال على منطقة التحريض في قصيدة * السماءُ لمْ تَزل زرقاء * للشاعر العراقي شلال عنوز   سعدي عبد الكريم / ناقد وسينارست   *دراسة نقدية*  

  انتخاب الصورة الواقعية وقصدية الاشتغال على منطقة التحريض في قصيدة * ...

صهيل من فلوات الأرواح: عندما يصبح الشعر رسولا للإنسانية

  صهيل من فلوات الأرواح: عندما يصبح الشعر  رسولا للإنسانية   إن ...

تشمر عن ذراعيها لزرع شتول الرحمة وعلم الجمال/ فوزي محيدلي

    *تشمر عن ذراعيها لزرع شتول الرحمة وعلم الجمال* هي بطيبة ...

واحة الفكر Mêrga raman