فِكْرةُ التَّحلِيق
بقلم: زينب ستار
ــــــــــــــــــــــ
في الجِهةِ الأُخرى
هناكَ حيثُ كُلّ شيءٍ حدثٌ نادِر
أولُ قاتِلٍ وضَحيّة
أولُ عائلةٍ حزينَة
أولُ مقبرةٍ في التّاريخ
حيثُ الجَنازة تسيرُ بِلا أتباع
وتقامُ مراسيمُ العزاءِ بِلا مُعزّين
إنّها ليلةٌ لا تسبِقُها لياليٍ طويلةٍ مِنَ الأرَق
يومٌ يطفو فيهِ الاجتهادُ بالخطيئة
زمنٌ فيهِ دَورُ البُطولةِ
دونَ منافسةٍ أو زَخم،
بِلا حِيلَةٍ يزاولُ الغرابُ مسؤولياتِه
كانَت مَسألةَ ضَرُورَة
الحِرص على تنفيذِ الواجِبِ بِمَظهرٍ لائِق،
وكأيّ كائِنٍ يشعرُ بالكآبةِ والإحباط
إذ أنّ لا خياراتَ مُتاحة هُنا
يلجأُ إليها
على جميعِ الأصعِدة
كذريعةٍ للرّفضِ أو القَبُول
لا حبكةَ في زمنٍ سالِف
تُلخّصُ مضمونَ هذهِ الحِكاية
للتّـعافي مِنْ أزمةِ الشّؤم واللّعن
المُلازِمة لهُ كهُويّة منذُ دهرٍ طَويل
راحَ يُمارِسُ التَّحلِيق
مُعلِنًا حِدادَهُ الأبَديّ
مُتردِّدًا بالحُضورِ التّام
مُنطلِقًا بِلا وِجهةٍ مؤكّدَة
تارَةً يَصعدُ
وتارَةً أُخرى يَهبِط
ولا يزالُ الكَون يدوّنُ
قِصةَ الصّعودِ والهبوط،
كانَ عليهِ أن يكونَ قادِرًا
على أخذِ استراحةٍ
في لحظةٍ ما أو حياةٍ كاملة
رُبّما كانَ عليه أن ينقَرِض
ذلكَ الكائِنُ المُصابُ
بعمرٍ مسرود
بالتّهميشِ والخسَارة،
دونَ خارِطةٍ مُتشرِّدًا في الهواء
حيثُ لا مكانَ على وجهِ الأرض
ولا مُتّسعٌ في عرضِ السّماء.
زينب ستار/ العراق
