خديجة بن عادل
كَفانا …
سأكون كما أول مرّة
لفحة هواءٍ
أسير في الدّروب وأهيم في الظَّلام
أنسج من خيوط الليل لحاف من سلام
أعاقر الرِّيح
ألاطف المكان
بالقول بالفعلِ
بما كان وما يكون
فهل يهيمُ الورد
يتهاوى الفكر
تتشرّد الآمال
وتنتحب الأشجارُ؟
كفانا ما مرَّ من جفاء ودم
كفانا الصّقيع المتراكم
نريد شيئًا جديداً
يهزُّ المكان
يرُّج الأجواء
يسافر بِنَا حيث نتحسّس الدِّفءَ
نأكل الخبز ساخنًا
نلتفّ حول مدفأةٍ نتبادل الحديث
دون رفع وضمٍّ
وتأوّهات فم
كفانا نرتجف
والخوف ثوبٌ رثّ على أجسادنا
مصائرنا تحتاج معجزةً
فهل سيأتي الوقت ونكونُ؟
مللنا الهدهدةَ
سأعانق الأنا وأتصالح معها
قبل أن أمضي أطلب العذر
عليَّ ببعض
الجرأة في القفز أو الرّكض
فما عادت الأسماء تنفع
حين دم الوقت يهدر
تعالوا
نهتف برحيل الأنا
قبل رحيل الطُّغَاة
عسى الضّمير يصحو
من سباته الطّويل
وينقشع السَّحاب
ويبعث النّهار في المكان والأرجاء
بقلم: خديجة بن عادل / الجزائر
