لأن الجبال انهارت
بقلم: زهرة الطاهري
………..
ليس هناك من حبال للصعود
وليس هنالك من عشب أو ورود
وحتى دمي من طعنة
لا يسيل
ومن لعنةٍ
لا يقرأ شيئا أصيل
فما بي لا أرى
أي باص نحو بار أو مكتبة
أو نحو سرير طويل
أو نحو غيري في محطة
في جحيم بديل
ما بي لا أرى
أي شبح
أي دليل
فما بي لا أرى رصاصة
أو رمح
أو برج منتصر على قبر قتيل
لقد سبق وأن أجريت عملية على أصبع قدمي
وعملية على ألمي
فلا أنا سرت جيدا
ولا أنا كنت بمتناول الفرح
إني أشعر أني فقدت طريقي
أني مررت زمنا بالخطأ
قلت:
لا لم تفقد شيئا
لكن كل ما في الأرض
أن الطرقات امتلأت بالجثث وبقايا الحروب
وتسطحت كأرض يابسة
لا شارع فيها ولا دروب
ولا سماء فوقها لتعرج علينا الطيور
فلا تنظر خلفك
ولا تخشى من ازدواجية وجهك
فهذا أنت وليس طيفك
وقد تسلقت فعلا كل تلك الصخور
لكن لم يعد لها أثر فَقَدْ أكلناها …
أكلناها من جوعنا المفرط للموت والقتال والكره
وخلق عدو لصديق وصديق لعدو
قال:
ألم توجد أنثى جميلة
لتعلم وَحْشَنا الداخلي الحب على أجمل نحو
قلتُ:
حتى هي أكلناها
من جوعنا القاتل للجمال والحياة
وأكلنا أنفسنا بلا ندم
وشربنا عليها البحور
قال:
رُبما لكن لِمَ نحن نجونا
من ذاك الجو!؟
قلت:
لَمْ ننجو بل إننا معهم ومعنا في هذا الأسفل
وإذا لم تصدقني حاول أن تتململ
أو تدور
أو أن تلمس جسدك
أو ترى حركة مرور
قال:
ولِمَ حدث كل هذا يا صديقي
قلت:
لأن الجبال انهارت يا صديقي
وإذا ما أردنا الصعود إليها
فعلينا أن نبنيها
وإذا ما أردنا الشمس
فعلينا أن نسطع أولا كالنور
زهرة الطاهري
