لِنتحدَّثْ …
فالحديثُ بيننَا لمْ ينتَهِ
و اللُّغةُ بامتِدادِ تعابيرِها لا تكفي
حينَ تأتي أسرابُ الكلماتِ جائِعةً
تبحَثُ عنْ قَمحِ الشَّوقِ
لِنتحدَّثْ قليلاً
حتَّى ينفَتِحَ بابُ اللَّيلِ
و يرتَسِمَ عنْ قمرٍ
يُزيِّنُ وجهَيْنا
يَضُمُّ حَريرُ ضِيائِهِ حَنِينَنا
لِنتحدَّثْ …
و نكتبْ شَيئاً عنْ أيَّامِنا
عنْ قصيدةٍ سَكْرى تكتُبُنا
تعبَثُ بهُدوئِنا
لا تخجَلُ منْ اندِلاعٍ
حينَ تُقرِّرُ الصُّعودَ
بِشُهُبِها إلى أحضانِ الغابةِ
لِنتحدَّثْ
فلا زالَ الوقتُ باكِراً
فالقمرُ لا زالَ في بِدايةِ سَكْرتِهِ
والأحلامُ في عَيْنَيْنا تَشِيْ بالكثيرِ
ثَمَّةَ الكثيرُ لم نَبُحْ بِهِ
لا زالَتِ الحقيبةُ ملأى بالأغاني
و لا زالَ فَيْضُ الأحلامِ بِكراً
لنْ يترُكَ رِئَةَ الأرضِ في لُهاثِ عَطَشِها
لِنتحدَّثْ …
لِزاماً أنْ نتحدَّثَ
لِنملأَ الجُروحَ حَبَقاً
و نُخْرِجَ الجُنونَ منْ سُباتِهِ
و نتوهَّجَ كعاشِقَيْنِ
فأَضِيءَ بكَ
و تَضِيءَ بي
الحديثُ لنْ يَنتهيَ
فمنْ عادةِ العُشَّاقِ
أنْ يبثُّوا الرُّوحَ في جُثَثِ الكلماتِ
لِنتحدَّثْ حتَّى تتدانى السَّماءُ
فتضُمُّ زُرْقَتُها عِناقَ طُفُولتِنا
لا زالَ الوقتُ باكِراً
فتعالَ … لِنتحدَّثْ
✍️ نَـــدوة يُـونِـــس
