10 مايو، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

هاوية مثلي / بقلم: ساليماتا با

هاوية مثلي / بقلم: ساليماتا با

ــــــــــــــــــ

لا أحمل كمية كبيرة من الكلمات لأسعف بها لساني، فبطبيعة الحال نادرا جدا ما أجد كلمة مناسبة أو جملة مفيدة لقولها، لست هذا النوع الذي يفضل التسكع في الشوارع ولا كذلك التسوق في المولات ولا حتى الخروج لاحتساء قهوة دافئة في أيام الشتاء الباردة، أذكر أنني أنعزل كثيرا أكثر مما أستطيع تصوره، تعلمت الصمت من الكتب، وأثناء تعلمه، وجدتني أكثر من مرة أسير في دهاليز الكلمات الساحرة، هي بسيطة ولكنها ساحرة.

شأني شأن هاوية أخرى تحاول أن تصمد في هذه الحياة التي أدعوها بالنزهة الطويلة رغم عكسها، فلقد ضبطت نفسي لأكثر من ساعة وهي تقرأ، تقرأ بنهم، تحت أشعة الشمس الحارقة، في الباحة الخلفية، في الرواق وفي ساحة المدرسة أثناء الاستراحة، أنا امرأة ذات حلم يافع وحروف لازالت في طريقها للنضج، أرقص حافية القدمين على ألحان الكتب المتشعبة والمتماوجة لكأنها في أحايين كثيرة تمتاز بالسرعة وعليك أن تفكر أين بالضبط توضع القدم اليمنى عن اليسرى، إنها تحملني من هنا إلى هناك، حيث العالم مختلف ولطيف أكثر.

أؤمن أن الكتابة لا تأتي صدفة وأن الكاتب الحقيقي يجد ذاته ما إن يضع أصابعه على الآلة الكاتبة ليكتب بها أشياء تعجب الناس، الكتابة هي أكبر من كل ما يمكنني تصوره، إنه عالم عميق والعمق دائما يحمل الكثير من المفاجآت، لربما أستطيع أن أقول: أن ما خفي أعظم.

كقطرة الندى التي سقطت على ورقة يابسة وأردتها مفعمة بالحياة، كهذا الطفل الذي ملأ حياة أمه أملا وسعادة، هكذا كانت الكتابة بالنسبة لهاوية مثلي بلا هدف.

بالطبع لست كاتبة وأرفض أن يقترن بي هذا الاسم، أنا عذراء الحرف والكلمات لا تسيل من قلمي إلا بشق الأنفس، كأنها جنين لم يكتمل بعد في بطن أمه، لكنه قريبا، مدة وجيزة من الزمن، سيرى النور، صدقوني.

منذ زمن وأنا أمشي في نفس الطريق وما فتئت أواصل السير لكني لم أصل بعد.

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.