احتفاء بيت الرواية بمرايا نوران لِبسمة مرواني في مدينة الثقافة ـ تونس
خالد ديريك
………….
لرواية مرايا نوران الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بالأردن مشاركات في المعارض الدولية، وقد أتت هذه الرواية بعد تجارب شعرية زاخرة للشاعرة والكاتبة التونسية بسمة مرواني، فالشعر يحتل حيزًا كبيرًا في عالمها الأدبي، وهي التي تنسج قصائدها في بيئة معزولة، هادئة بعيدة عن الصخب ، تظهر لوحاتها الشعرية في القالب المزج بين الخيال والواقعية. تكتب مرواني بلغة عميقة وتزين أوراق مؤلفاتها بأدب جميل ذو رؤية فلسفية…
ديوانها الأول “نبراس في سقف الغيم” فيه وجه بسمة مقروء بين الغموض والإغماض، بين النقاء المسيطر على قلبها والواقع المختلف عن الأعماق والنيات أحيانًا، هو ترجمة فعلية حقيقية لذات شاعرة تقود سفينتها الشعرية في وسط بحر أدبي متلاطم الأمواج
ديوان الثاني “تجليات على حافة التجريد” لشاعرة بسمة مرواني وقعت ترجمة قصائده إلى الإنجليزية في المجلة الأمريكية العالمية للشعر universal poetry revew وكتبت عن هذه القصائد الجريدة العالمية charles river journal boston
كما تم اعتماد ديوان” تجليات على حافة التجريد” لشاعرة مرواني كمرجع للتدريس في كلية الآداب ولاية غرداية في الجزائر!
الكتاب بعنوان جلال الدين الرومي إيقاع المتصوفين، هذا الكتاب سيكشف الجانب الصوفي والفلسفي في شخصية بسمة مرواني ومدى قدرتها وإبداعيتها التي نعرفها في خدمة هذا الكتاب المهم، فهي/ بسمة تميل لفكر المتصوفة وإشراقتهم!
الرواية في 342 صفحة مبوبة إلى فصول خمسة وكل فصل يتراوح بين الثلاث أو الخمس مشاهد.
وضعت أساس لمشروعها الروائي “مرايا نوران” في دولة كندا وهي رواية تتحدث في فصولها عن المرأة، التي تنتهك حقوقها بفعل الموروث التقليدي غالبًا وبعض العادات التي طبعت باسم التعاليم الدينية، لترسخ في ذهنها / المرأة بأن الاستقلالية والسلطة قريبان من الإثم وتستوجب فرض العقوبات الصارمة عليها. مرايا نوران غوص في أعماق السفر، في الوجع الأنثوي، حالة من الاستهجان والتمرد لامرأة قوية وواثقة سقت شتلات أفكارها ووعيها من أنهار العلم والثقافة، فتصرخ في وجه مجتمع ذكوري الذي يرى في المرأة الجسد والمتعة فقط دون النظر إليها ككيان مستقل أو أي اهتمام بها ككائن له ذهنية متقدة فالمرأة قادرة على المشاركة وصناعة الأحداث والتاريخ!
تعالج مرواني الألم الأنثوي من خلال شخوص متعددة، فالشخوص الرواية أغلبها من تونس ودول أخرى من أرض الواقع، تتمحور الرواية عن رحلة أنثى مثقفة عانس إلى كندا، هناك بدأت بوضع المقارنات والتوازنات في الحقوق والواجبات والدساتير بين المرأة الغربية والعربية. نوران التي هي بطلة الرواية تواجه العقبات، تتخبط، تهتز في وسط زوابع المتاهة لكنها تظل الرافضة المكابرة بذات الكبرياء وعزة النفس فلا تقع في قيد الواقع المؤلم لرجاحة عقلها ودأبها على تحقيق الأهداف مهما كلفتها الأمر…
من أهم تيمات الرواية هي حديث الجسد، السفر في الموت والحياة وفي البحث عن الذوات العشق والحياة والموت، الغربة، التعايش، الاغتراب، التناقضات، المقارنات، المكاسب والخسائر …
وبتاريخ 6 نوفمبر 2019 كانت الروائية بسمة مرواني ضيفة في بيت الرواية بمدينة الثقافة في تونس العاصمة لتقديم روايتها وقد حضر اللقاء العديد من الوجوه البارزة في المشهد الثقافي التونسي، حيث كان لهم مداخلات نقدية وانطباعية ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر من الرواة والشعراء والنقاد وأيضا من الأساتذة الجامعيين: مراد ساسي، محمد بن رجب، يوسف رزوقة، محمد الهادي الجزيري، عادل الجريدي، امال مختار، نجاة البكري، نورة العثمان دون إغفال وجوه إعلامية لامعة في المشهد التونسي: منى الدريدي، سماح قصد الله ونيفين الهوني. التلفزة التونسية عبر القناة الثانية والتي واكبت وكانت حاضرة.
بسمة مرواني أستاذة مدارس ابتدائية، متحصلة على شهادة في الحسابات من كلية العلوم الاقتصادية والتصرف وشهادة في الإنجليزية من البريتش كونسيل، وعضو باتحاد الكتاب، ولها مشاركات في مهرجانات دولية داخل تونس وخارجها …
صدر لها: ديوان “نبراس في سقف الغيم” سنة 2014 – ديوان “تجليات على حافة التجريد” 2016 ـ رواية “مرايا نوران” 2019 ـ ترجمة رواية “جنة الشيطان” للروائي يوسف رزوقة من الإنجليزية إلى العربية. وبصدد تجربة أخرى في ترجمة قصائد جمعتها من الأدب الآسيوي سيكون في قادم الأيام
قيد الإنجاز: كتاب “جلال الدين الرومي إيقاع المتصوفين” ـ كتاب “مقاربات نقدية” لضيوف الأربعاء الأدبي للمواسم الأدبية (6 سنوات).
