الرئيسية / صحة وعلوم / استراتيجيات التفكير المستقيم/ بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

استراتيجيات التفكير المستقيم/ بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

استراتيجيات التفكير المستقيم

بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

التفكير المستقيم أسلوب حياة الكثير من الناس الذين نقابلهم في حياتنا اليومية. وأصحاب التفكير المستقيم لهم طباعهم وأساليب تفكيرهم وتربيتهم المثالية الخاصة وعلينا أن نحترم أصحاب التفكير المستقيم لأنهم طبيعيون وصادقون ومباشرون في تعاملهم معنا، وعلينا ألا نقيم هذه الخصال على أنها نوع من قلة التهذيب أو الفجاجة. أصحاب هذا التفكير مستقيمون وشرفاء ولا يستعملون البلاغة في مقاربتهم للأمور وهذا يضعهم في مصاف العظماء. الشخص المستقيم صديق جيد لأنه يخبرك بما يجول في خاطره وينتقدك بصدق وشفافية وهو مصدر طمأنينة لك في حياتك اليومية والمهنية. التفكير المستقيم نقيض التفكير الأعوج. أما الاستراتيجيات التي يعتمدها التفكير المستقيم في الحياة منهجًا وفلسفةً فيمكن أن نوجزها بالنقاط التالية:

يعتقد المستقيمون أن الدلال يضر بالصحة:

 

يحب المستقيمون كل الناس لكنهم يحبون باعتدال. عندما تقدم لهم الحب ليكن باعتدال. يعتقد المستقيمون أن إغراق الآخرين بالحب شيء ضار. يؤمنون بالقول المأثور ” ومن الحب ما قتل ” فما فائدة الحب إذا كان مدمرًا. الإغراق بالحب ضار للمحب والحبيب على السواء. والمستقيمون يفهمون هذه القاعدة جيدًا. غايتهم في الحياة تمكين الناس وتقويتهم وتعليمهم الاستقلال والاعتماد على الذات وعدم التبعية. ويعبرون عن حبهم الحقيقي بالحب الحازم.

 

الحقيقة طريقهم لخلق عالم أفضل:

 

يتحدث المستقيمون بصدق وشفافية. ولا يقصدون الإهانة لأي شخص يسمع الحقيقة التي تجري على ألسنتهم. المستقيمون ليسوا عدوانيين مطلقًا لكن الحقيقة لديهم هي الطريق لخلق عالم أفضل لكل الناس. يعالج المستقيمون المعلومات بطريقة منفصلة عن شخصية الآخر للحصول على وضع أفضل وعالم أكثر رقيًا. ويستخدمون العقل لدراسة الأمور وتشخيص الحالات واستخلاص الأفضل لعالم جديد.

 

المستقيمون شرفاء وظرفاء:

 

المستقيمون شرفاء متجددون وظرفاء. يمكنهم جلب فيل أبيض إلى غرفهم بطريقة ظريفة وأحيانًا تجدهم صقورًا. هناك أناس يحاربون في أطراف الغابة ولا يمتلكون الجرأة لدخولها للحصول على ما يريدون. هم لا يؤجلون الحصول على الحرية والتواصل بالنسبة إليهم قضية رائعة وتجربة فريدة من نوعها.

 

المستقيمون يدقون الحديد وهو حامٍ

 

المستقيمون حاذقون يتحدثون عن الأشياء لحظة حدوثها وهذا ما يجعلهم صادقين وشفافين وصافيي السريرة. لا يسكتون إلا عندما يكون لسكوتهم ضرورة حاسمة أو عندما يتوهجون عاطفة وإثارة. يميل المستقيمون إلى إنهاء جميع الأعمال التي بدأوا بها قبل الذهاب إلى البيت حتى لو بقوا لوحدهم في العمل.

 

يفهمون أن التواصل هو الإجابة عن الأسئلة التي لا تلق جواب:

يكرس المستقيمون أنفسهم لمعرفة الجديد والمفيد. ويعتقدون أنهم كلما وصلوا للهدف بسرعة كان ذلك أفضل. وخلال تعاملك معهم تعلم القاعدة التي يعملون بها وهي إذا رغبت في الحصول على الأجوبة الصحيحة والحقيقية، أطرح عليهم الأسئلة. لا يحتاج الإنسان المستقيم في تعامله مع الناس أن يحمل صليبه على كتفيه وأوراق حياته وأعمالًا غير منجزة. ولا يمكن للمستقيمين أن يتجولوا في الشوارع أو القيام بمشاوير طالما أن لديهم عمل يقومون به.

 

يعترفون أن الحياة قصيرة

 

يعيش المستقيمون اللحظة لا يميلون إلى صرف الوقت للتفكير في الماضي أو المستقبل. لا يمكن لهم أن يصرفوا دقيقة على الندم أو التأمل في التسويف أو الحلم ” بماذا لو؟ ” . لا يحبذ المستقيمون الأحاديث المجوفة أو أحلام النهار التي لا طائل منها لأنهم يتبعون التقدم في الحياة حيث وجدوه ويعتقدون جازمًا أن التقدم نحو الأمام يتطلب فهمًا عميقًا للمعطيات الحقيقية الحالية للواقع.

 

يرى المستقيمون أن كل شيء ممكن ولا مجال للمستحيل:

 

يقارب المستقيمون الحياة ومشكلاتها بطريقة مباشرة ليس فيها لف أو دوران، ويسعون لتحقيق الأشياء متى تتطلب ذلك. لا يؤمنون بأن العقبات يمكن أن تمنعهم من تحقيق طموحاتهم أو الأعمال التي يُكلفون بها. والإنسان الحي بالنسبة لهم هو الحي والنشيط والمدرك لما حوله والذي يسأل الأسئلة ويتواصل مع المحيط. ولهذا السبب تجد أن الإنسان المستقيم يبز أقرانه ويتفوق عليهم.

 

يعتقد المستقيمون أن كل شيء قابل للتفاوض:

 

المستقيمون لا يمكن أن يحبسوا أنفسهم داخل صندوق ولا يمكن أن يقيدوا أنفسهم بقيود لا يمكن حلّها. يعتقد من ينظر إليهم من الخارج أنهم أناس منغلقون ولكنهم في الحقيقة منفتحون جدًا ولا يمكن أن يقيدهم رأي أو معتقد أو فكرة تمنعهم من الاستنارة والتقدم والمعرفة والوصول إلى الهدف. ويعمل المستقيمون بهذا النهج لأنه أسلوب حياتهم لا ليبدون مختلفين عن الآخرين. ويضعون العلامات الفارقة على المناطق التي يعملون فيها لأنهم يعتقدون أن النهايات السعيدة لأعمالهم آتية لا محالة رغم وجود الأخطاء في بعض الأحيان. وعندما تريد أن تدقق أعمالهم عليك أن تخصص شخصًا قويًا ذكيًا ومتفوقًا ليستطيع أن يتابع الحاجات وما يجب أن يتم أو يقال. المستقيمون أشخاص لا يعرفون الهزيمة ويحققون ما يريدون بغض النظر عن النتائج.

 

لا يمكن أن يكون المستقيمون نكرة في أوساطهم:

 

المستقيمون مغامرون حقيقيون ويتمنون أن يكون رفاقهم مثلهم في العمل والصدق والثقة والانفتاح. لا يحبون الأسرار ولا يفضلونها في حياتهم ولا يحبذون إخفاء المعلومات. يقولون ما يعلمون بصدق وشفافية ولا يخشون في الحق لومة لائم لأنهم لا يحتاجون إلى التخفي أو الاستسراق أو الالتواء وتجد أن حياة المستقيمين بسيطة وسهلة ولذيذة.

 

المستقيمون يتحملون الكثير

 

لقد خُلق المستقيم للتجارب والشدائد وجلدهم سميك يتحمل العناء والتعب ولا يعرفون الاستسلام. لقد علمتهم الحياة تحمل شظف العيش وتحمل الشدائد والصعاب ومقاربة الأمور ببرودة شديدة. الأمور الشخصية لا تدخل في حسابات العمل لديهم. ولا يشعرون بالأذى والتراجع في حال الرفض أو الفشل في أداء مهمة ويعتبرون ذلك مفيدا ودافعا جديدا للعمل والبناء من جديد.

 

 

المستقيمون يعتقدون أن الحب الحازم هو الحب الحقيقي:

 

يخبر المستقيمون الجميع أنهم لا يريدون الاستماع لأحد وفي هذه النقطة لا يتورعون عن ايذاء مشاعر الآخرين ولكنهم يغمضون عينا ويفتحون عينا أخرى لأنهم يقدمون يد العون والمساعدة والمساندة في الوقت المناسب. إنهم مدربون حقيقيون لأنهم يساعدون المتدرب عند الحاجة ويساعدونه على التفوق عندما يتخلى الناس عنه.

 

المستقيمون لا يعيرون أذناً للنباح:

 

يدرك المستقيمون أن لديهم براعة خاصة وفريدة في جلب الناس إلى الحقيقة التي يرفضون سماعها. يبرعون في ترجمة مكنونات شخصياتهم بطرق متعددة للآخرين، ويعلمون جليا أن الحقيقة صعب شرحها وتقبلها من الناس وأن إيصالها للأخرين وإقناعهم بها في نهاية النهار علم وفن.

 

كثيرون لا يعرفون معنى الاستقامة ويصعب عليهم فهمها ويعتبرونها نوعا من الغباء الاجتماعي والسياسي ولكن علينا ألا نطمر رؤوسنا في الرمال ونعي أن أولئك الذين نسخر منهم بسبب استقامتهم في مجتمعات تعج بالفساد هم الضوء في آخر النفق الذي يمتلك القدرة لإخراجنا من عصر الظلام الحالك وعصر البؤس والفقر العقلي الذي تعاني منه كامل المنطقة العربية والإسلامية.

محمد عبد الكريم يوسف

 

 

المراجع

 

Straightforward thinking, internet website, 2019

التفكير السليم والتفكير الأعوج – ترجمة حسن الكرمي – سلسلة عالم المعرفة – الكويت

 

 

 

 

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

على نكْءِ الجراحِ أرشُّ مِلحاً / بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

ولــي قــلبٌ تعاندُهُ الصّروفُ ونــهرُ الــحادثاتِ بــه يحوفُ – إذا تــركَ الــرَّبيعُ ...

غزة غزوات / بقلم: عصمت شاهين دوسكي

منى النفس غزواتها وحدها على كبد شروخها راع الصدود عادة حملت الوهن ...

غزة الأمة وأمة غزة/ بقلم: خالد السلامي

منذ نكبة فلسطين في ١٩٤٨ تلك السنة العجفاء بل وقبلها حين بدأ ...

الظل والقرين/ بقلم: فاطمة معروفي

قصيدة من ديوان “نفس الماء” ضوضاء الصمت…… من حولي تكبل نقطي تمسح ...

أسمال الفزاعة البالية للشاعر بادماسيري جاياثيلاكا / ترجمة : بنيامين يوخنا دانيال

هايكو ( 1 ) أسمال الفزاعة البالية يسحب الحباك خيوطها * من ...

في الجهة الأخرى من الخديعة / بقلم: سالم الياس مدالو

  في الجهة الاخرى من الخديعة تفرك الغربان باجنحتها الشوك العوسج والحنظل ...

حلبجة الجريحة / بقلم: عصمت شاهين الدوسكي

  هلموا اسمعوا هذا الخبر نبأ اليوم قد تجلى حضر من قريب ...

واحة الفكر Mêrga raman