الرئيسية / إبداعات / لم أقبض ثمن القصيدة السابقة/ بقلم: إبراهيم مالك

لم أقبض ثمن القصيدة السابقة/ بقلم: إبراهيم مالك

 

 

 

 

 

لم أقبض ثمن القصيدة السابقة

بقلم: إبراهيم مالك

________

لم أقبض ثمن القصيدة السابقة

لا أَكتبُ في السّر،
أَكتبُ في العَلَن
وَ أَمشي في العَلن،
مَا هَمّني يَوما
إن تَمّ اغتِيَالي
أو تَم سَجني،
وَ ضَربي
وَ اعتقالي بِجُرمِ القَلم

لا أُعاقبُ المُفردات السّلِسَة
التي تَأتي دُون مُقدّمات
لِتَنفضَ الغُبَارَ عَن وَجه الحَاكم
و تُزِيحَهُ قَليلا عَن عَرش العَالم

أَرتكبُ الحَمَاقات طَوِيلا
كَأن أَكشفَ لِصّا
بَغَى عَلى الشّعب
وَ رَبَطَ أَعنَاقَهُ بِحِبَال الجِزَم

أَرتكبُ جَريمة الشّعر
مُنذُ أَوّل زَلّةٍ لِلخليفة
وَ أول سَقطةٍ لِنساء الخليفة
و مُنذ نُعومةِ أول نَهدٍ
إستغلّته حَاشِيته،
فأُعيدَ اللّصوص الى سُجونهم
و النّهود الى نُفورها،
و نُنَادِي مَعا
يَسقط الخليفة،
و نِساء الخليفة!

كَتَبتُ نُصُوصا عَديدة
و رَسَمتُ صُورا عديدة
لِوجه الوطن،
لكن كُل كَلمة
و كل رَسمةٍ
كَانت تَأخذني الى المِقصَلة!
***
فِي الليلة المَاضية
هاجموني في سَريري
و انتَهَكُوا حُرُمَاتي
صَادَروا أَجهِزَتي و مُمتَلكَاتي،
ضَربِوني بِنَعلهم
و أَحرَقُوا أَوراقي و أَدَوَاتي

أَصرخُ بَأعلى صَوتي
و بَراءتي
لا أَحد يَسمعُني الآن
لا أحد يُصدّقُ أَنّني
لم أَقبِض ثَمَنَ قَصيدةٍ سَابقة
و لم أَقبض ثمن القَصيدة المَاضية

-مُكبّلا بِحُروفه
وِ آهاته،
كان يَصرخُ لِوَحدِه
شَاعرٌ في مُواجَهةِ مُخَابَرات الخَليفة-!!

إبراهيم مالك

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman