قد جاء مني الغياب
بقلم: عبد الصمد الصغير
______
قد جاء مني سر من لم يرجع
زمنا ، كمرتغب الدفا في المضجع
في وجه حبك ، قد بليت بلوعة
تجري بمندفع الوريد .. ملعلع
سقطت عيونك دهشة ، و ترائيا
فرأت ثبات عزيمة .. لم تركع
و تطلعت قلبي .. حين لمحتها
شانا .. حبيسة مقلة لم تدمع
و بلوعتي .. أنواء يصعب صدها
فيصير قلبي .. مستشاط الأذرع
نطق الجوى ، رضخ الوريد لحبها
بسماتها .. شيدتها في أضلعي
بعبور أمنية .. تمسكت الرجا
إذ كان أخمد ، نائما في المخضع
سخر الزمان بنا اجتباء خديعة
و هوى القناع بنال لويل الأطمع
هتف الرسول بنا ، و هاجر قومه
أملا .. تهيأ في أتون الأفرع
أنا ذا ، فأينك قد هربت بلوعتي
ظهر الخداع حثيثا في ما تدعي
هبنا نموت .. فلن نبيع حبيبنا
سنصب جام رجائنا في الأوحد
سنعيد دفقة كل نسلك جذوة
تحيي العهود ، و صوتها للأجدع
و نطول في عين الحبيب سماءنا
نتفا ، نوطن عهدنا في الأودع
سنعيد من ظفر الخداع قلوبنا
وطنا .. ليكتب حبنا في الأروع
و دعاء أم ، كم تقاوم فقدها
ولدا ، يضيع حليبه في المصنع
مخدوعة ، عرب الذهول ، عيونكم
تجرون خلف سياسة لم تنفع
متنصلون من العهود ، و إنكم
عبث يقال من الدعاة ، فيخدع
يا ظالما تجري المساوئ تحته
قد عفت دعوته لسلم مخضع
يا مرسلين من السماء .. دعوتكم
حر السهاد ، و في عناكم مضجعي
ردوا الحبيب بقلبه .. فأحسه
ريحا .. ملقحة وريدي الأتلع
تقفو الليالي بالأماني ، و حبنا
تأوي بمختبئ اللسان .. سميدع
أمروءة .. حرست عهد حبيبة
فهوى الهجوع بها .. إزاء المطمع
☆عبد الصمد الصغير. تطوان/المغرب