سفر …/ بقلم: د. كريمة نور عيساوي
………….
وأنت تعلنين الرحيل على أبواب الأيام الباقيات، اسمحي لي سيدتي أن أسر لك بحزمة من الهمسات والشطحات، التي كانت إلى حدود الأمس القريب من المستحيلات، طول الطريق وأنا أحاول لف الحروف بالورد وسقيها بعبق الياسمين علها تستطيع رتق ما هرب من الذاكرة الماكرة، التي أصبحت تمرر الممحاة بسرعة على أجمل اللحظات. قد تكون هنيهتي هذه نواة أوجاع مشتعلة لا تخمد إلا بعد طي سنوات ضوئية لكنني أحاول دائما تلوينها بشهقات فرح هاربه لخلق توازن داخلي كاد أن يسقط إحدى كفتي ميزان الروح، فقد صمت منذ زمن ليس بالقريب عن اجترار ما هضمته الأيام الخوالي من وجع مرير.
أخذت قطعة شكولاتة من الدقائق الهاربة وضعتها في فمي علني أستطيع تذوق حلاوة اللحظة، نظرت عن يميني كانت السماء تداعب وجنتي وأنا أغوص في السحاب وأمشي على قطن الذاكرة، دخلت في سجال مع هذه الأفكار المحلقة بجانبي تحاول أن تكسر زجاج النافذة لتنال من عزيمتي، وضعت السماعة على أذني، وأسلمت جسدي لنوتات سمفونية خالدة كتب نوتاتها ملحن الناي الحزين. ركبت صهوة غفوة صغيرة فقد أجد تفسيرا لما يجري، كانت القارات ت تتقاذفني اتباعا والمطارات تحتضنني بصدق رحابة طفل مبتهج، تتسارع صور الوجوه المختلفة وتضيع في زحمة الأصوات المتناثرة أمام مكاتب الجوازات تجري تجري بسرعة، لا منقذ في الآونة الأخيرة سوى تمزيق صفحة الماضي من ذاكرتي والارتماء في أحضان المستقبل المبهم، لم يعد أزيز الطائرات يرهبني فقد ألفت الألحان الصاخبة وولجت عالم هذيان الحروف…
د كريمة نور عيساوي
سلمت اناملك واحساسك بحرؤفك الراقية والمعبرة استاذتي الفاضلة ملكة الطيبة والاناقة والتميز والإبداع والطموح دكتورة كريمة نور عيساوي