الرئيسية / قصة / دعوة ناعمة/ بقلم: عماد أبو زيد

دعوة ناعمة/ بقلم: عماد أبو زيد

دعوة ناعمة/ بقلم: عماد أبو زيد

ــــــــــــــــــــــــ

 

 مروان يتمتع بوجه وسيم، وعينين ملونتين، أنيق الملبس، قبل أن يرجع إلى أمريكا، طلب إليَّ أن أصطفي له بنتًا للزواج بها. جاءني في مقر عملي، فعرفته عليها؛ بعد ذلك كاشفني أنها ليست الفتاة التي يبحث عنها، وأنها غير رومانسية.

 انقطعت الصلة بيننا، إلى أن التقيتهُ في عام لاحق، ولم يكن له غير أسبوع واحد وتنتهي إجازته، وقد دعاني إلى قضاء السهرة معهُ في شقته، ومشاهدة فيلم “فيديو”. ربع ساعة مضت على تشغيل الفيديو، ونفد صبري. كنت قد هيأت نفسي لمشاهدة فيلم “بورنو” أو فيلم أمريكي حديث؛ استشعرتُ حرجًا في إعلان ذلك صراحة.

عندما وجدني تململتُ، حدثني عن أسباب عشقه لأفلام العنف، وشرع يسترسل في جمالياتها، وهو يردد: suspense، وأنه لا تكاد تمضي ليلة واحدة، دون أن يشاهد فيلمًا.

 منذ فترة طويلة، لم أشاهد مروان، إلاَّ أنه أرسل إليَّ بمقاطع فيديو لتعذيب مواطنين عراقيين، من قبل الجنود الأمريكيين، واغتصاب جماعي في سجن “أبو غريب”. وتلا ذلك فيديو تعذيب وهتك عرض السائق عادل الكبير، في قسم شرطة بولاق الدكرور. كان نصفه السفلي مُعرّى، وعصا خشبية، تُدفع في مؤخرته، وهو يصرخ، راجيًا الضابط:

– لا والنبي يا باشا، خلاص يا باشا، أبوس إيدك يا باشا.

مروان طال غيابه في أمريكا، لكن من المؤكد أنه سوف يدعوني عند مجيئهِ لمشاهدة شيءٍ مُغايرٍ.

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman