الرئيسية / حوارات / حوار مع الشاعر الكردي السوري زكريا شيخ أحمد/ أجرى الحوار: نصر محمد

حوار مع الشاعر الكردي السوري زكريا شيخ أحمد/ أجرى الحوار: نصر محمد

زكريا شيخ أحمد

حوار مع الشاعر الكردي السوري زكريا شيخ أحمد

أجرى الحوار: نصر محمد

ـــــــــــــــــــــــــــــ

في إطار سلسلة الحوارات التي أقوم بها بقصد إتاحة الفرصة أمام المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي والكتابة الأدبية بشكل عام والذين يعانون من ضآلة المعلومات الشخصية عن أصحاب الإبداعات الثقافية. لذلك فان الحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم عن قرب.

للقلم أسراره والكلمة شفرة البوح. فما ضاقت نفس إلا وتهاطلت تقاسيم التعبير ناحتة خلجات الروح ومن أسرها تعتق. فتعزف الأحاسيس بين خرير وحفيف. رحما لميلاد الكتاب من مختلف الأقطار. ليجمع الأدب. الراوي بالقاص بالناثر. فنجد المراقم تتنافس. من قديمها لحديثها. ومن رجالها لنسائها. فمنها حاذق اللسانيات. على غرار ضيفنا الشاعر السوري ابن منطقة عفرين الجريحة زكريا شيخ أحمد.

 

زكريا شيخ أحمد من مواليد قرية معراته في عفرين ١٩٧٢ أقمت بمدينة حلب منذ سن الرابعة، تخرجت من كلية الحقوق في جامعة حلب ١٩٩٩ ومن بعدها مارست مهنة المحاماة لغاية ٢٠١٢

أواخر عام ٢٠١٤ غادرت سوريا متوجها إلى تركيا بقيت فيها سنة ثم اجتزت بحر ايجه متجها إلى ألمانيا التي أقيم فيها حاليا.

كانت رغبتي الأولى التمثيل وحين حصلت على شهادة الثانوية العامة لم أتمكن من دراسة التمثيل كون المعهد العالي للفنون المسرحية كان في العاصمة وظرفي لم يكن يسمح لي بالإقامة بعيدا عن حلب ناهيك عن صعوبة قبولي في المعهد كوني لست عضوا في حزب البعث وليس لدي أية واسطة.

كانت هناك العديد من الفرق الكردية والتي كانت فيها فرع للمسرح فانضممت لها وعملنا العديد من المسرحيات قمت بتأليف النصوص المسرحية التي كانت تتم بشكل جماعي من قبل قسم من أعضاء الفرقة وكنا نقدمها في الحفلات أو في رحلات خاصة حتى عام ٢٠٠٠

بالنسبة للكتابة بدأت بكتابة الخواطر والنصوص النثرية القصيرة منذ ١٩٨٨ بالضبط بعد مجزرة حلبجة لكن لم يطلع عليه أي أحد. بعد دخولي الجامعة كنت في أحيان قليلة اقرأ لبعض الأصدقاء المقربين جدا بعضا من نصوصي ما دفعني لعدم إظهار ما أكتبه والانخراط في الوسط الأدبي أو الشعري هو الغرور وبعض العقد النفسية التي كنت ألاحظها على بعض الشعراء.

حين غادرت سوربا لم اصطحب معي الدفاتر التي احتوت نصوصي لأني حين غادرت كنت مقررا تأمين عائلتي في تركيا والعودة ولكن للأسف العودة كانت مستحيلة وبعد مغادرتي استولى اللصوص على منزلي وفقدت أكثر من خمسمائة نص، فيما بعد قررت نشر قسم مما أكتبه على صفحتي في الفيس بوك، وقمت أنا وصديق تونسي بإنشاء مجلة نصوص إنسانية الإلكترونية هدفها الاهتمام بالجيل الشاب وتشجيعهم ونشر نصوصهم.

منذ فترة يقوم صديق لي بترجمة بعض نصوصي للغة الألمانية بغية إصدار ديوان

في فترة قريبة سأنتهي من كتابة أول ديوان لي… والله أعلم متى سينشر.

 

اِعتراف

 

قبلَ ثلاثينَ سنةٍ وجدْتُ نفسيَّ أَكتبُ

أَكتبُ لأسبابٍ لا أعلمُها،

للتباهي ربما أو للتقليدِ

أو لإثباتِ إتقانيَّ اللغةَ التي أَكتبُ بها،

ما لبثْتُ أنْ توقفْتُ عنِ الكتابةِ.

لكني وبعدَ عشرينَ سنةٍ عدْتُ إليها

ففوجئْتُ بإسنادِ تهمةِ الشِعرِ لي.

تهمةٌ أنا بريءٌ منها

براءَةَ الذئبِ منْ دمِ يوسفَ.

 

أنا لمْ أَعدْ إليها كي تُسنَدَ إليَّ تهمةُ شاعر

إنَّما عدْتُ

لأُوقفَ ارتجاف الطرقِ؛

ولأتمكنَ منَ السيرِ عليها،

عدْتُ كي لا أقفَ ساكناً

في هذِهِ الحياةِ المتحركةِ.

 

عدْتُ لإيقافِ هروبِ الأرضِ منْ تحتِ قدمي

ولأضمنَ عدمَ سقوطيَّ في الهاوياتِ.

عدْتُ إليها وما كنْتُ أعلمُ

أنَّ الكتابةَ هي الهاويةُ السحيقةُ التي سقطْتُ فيها.

 

عدْتُ إليها لأتمكنَ منْ رؤيةِ الشمسِ

ولنفخِ الروحِ في أيامي.

 

عدْتُ للكتابةِ كي لا أصبحَ حجراً.

 

س _من هو زكريا شيخ أحمد الإنسان والشاعر وماذا يريد؟

 

ج -أنا قطعة مؤقتة في العالم عاشت ولا تزال تعيش فصولا مختلفة أسقط وأنهض مرارا وتكرارا أحاول دائما الحفاظ على إنسانيتي.

الشعر بالنسبة لي مسكن للألم ولا لأوجاع المتأتية من الشر والجهل والنفاق الموجود في العالم. لدي الكثير من الرسائل الإنسانية سخرتني الطبيعة لإيصالها للعالم بالكتابة والأدب.

 

س _ نأمل منكم معرفة علاقة زكريا شيخ أحمد بالشعر؟ وكيف صنع لنفسه هوية شعرية. دون غيرها. للنظر إلى الحياة والإنسان والمجتمع؟

 

ج _ كان وما زال هدفي في الحياة القضاء على المعاناة الإنسانية في البداية اخترت السياسية أو هي اختارتني

لكني فشلت كسياسي في تحقيق حلمي بعدها أردت امتهان التمثيل لإيصال أفكاري لكن الظروف لم تجعل مني ممثلا

اخترت دراسة القانون لكن القانون لا ولم يقدر على زرع القيم الأخلاقية في الإنسان فالقانون للأسف خلق ليفكر الناس بكيفية عدم إتباعه والتملص والتهرب منه.

جاء الشعر والأدب ليظهرا أنهما أفضل الوسائل لإيصال الأفكار للإنسان.

وأنا أرى أن أسمى هدف هو الاهتمام بالإنسان لذلك أوجه التحية وأكن كل الاحترام والتقدير لكل إنسان يخدم البشرية أيا كان موقعه.

في البدبة كنت أعاني من إرهاب اليأس والتشاؤم وعدم جدوى زرع القيم الإنسانية والأخلاقية في مجتمع يسيطر عليه الشر والجهل والمادة والشكليات المظاهر الفارغة على حساب القيم الروحية والأخلاقية

لذلك كنت أخفى ما أكتبه أضف إلى ذلك كنت في وسط لا يحب الشعر ولا يشجع على كتابته أو قراءته.

بدأت بكتابة الخواطر والشعر النثري بشكل خجول منذ سن الثامنة عشرة

درست الثانوية العامة الفرع الأدبي وكنت الأول دائما

إضافة للكتب المدرسية التي كانت تحتوي على ما تحتويه من شعر وأدب كنت اقرأ كل ما يقع بيدي من كتب

أكثر من قرأت له الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين ونزار قباني وعباس محمود العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي ونجيب محفوظ والعديد العديد من الكتب الفلسفية والروايات العالمية كالحرب والسلم ل ليو تولستوي وكيف سقينا الفولاذ والأم ل مكسيم غوركي، عزيز نيسن…  في فترة لاحقة قرأت لأرنست هيمنجواي وفيكتور هوغو وميلان كونديرا وخورخيه لويس بورخيس والكثير من الكتب الفلسفية، وكل ما تمت ترجمته لتشارلز بوكوفسكي.

 

س _ لأي شيء يكتب الشاعر زكريا شيخ أحمد ولمن؟ وما جدوى الكتابة؟

 

ج _ نصف الإجابة على هذا السؤال كتبته في إجابتي عن سؤالك الثاني

وأضيف هنا إنني اكتب لفئتن متناقضين

الأولى التي اكتب لها هم الذين يملكون حسا إنسانيا مرهفا ولا يمتلكون القدرة على التعبير عن مكنوناتهم لأحييهم واشكرهم على إنسانيتهم وأقول لهم انهم جميلون.

والفئة الثانية التي اكتب لها هي فئة الأشرار والمنافقين والمتذاكين الذين يحسبون الناس أغبياء وأنهم غير مكشوفين

للناس لأقول لهم أنهم أغبياء ومكشوفون ومقززون.

بالنسبة لسؤال ما جدوى الكتابة

أستطيع القول إن هذا ما كان يؤرقني ويحتلني طوال المدة التي كنت أخفى فيها ما أكتبه.

وحتى الآن بعد كل فعل قبيح اسمع به أو خيبة أو صدمة من الذين نظن أنهم لن يخذلوننا يعود هذا السهم (ما جدوى الكتابة) لينغرز في صدري فأسقط ولكني أعود وأنهض وأقول إن السيئون لن يغيروا من معادلة أن في هذا العالم الكثير من الجمال الذي يستحق البحث عنه وعيشه.

 

س _ ألا تجد بأن قاموس الشاعر. يجب ألا يكون محصورا بالضرورة باللغة والإيقاع والصور؟

 

ج _ إننا نعيش في عالم كل ما فيه يتغير والشعر والأدب والفن جزء من هذا العالم المتغير

طاله وسيبقى يطاله التغيير طالما بقي هذا العالم قائما.

لا أعير شكل الكتابة أهمية قصوى بقدر ما أعير الأهمية للرسالة التي يريد الشاعر أو الكاتب إيصالها وطالما أن الغابة إيصال رسالة فأنا اختار لغة وأسلوبا سلسلا وسهلا وبسيطا لأن ما يهمني هو فهم الرسالة فأنا لست عالم طلاسم أو لوغارميات أو مدير استخبارات وأمن لأضمن رسائلي شيفرات وطلاسم تحتاج علماء وخبراء لفكها.

 

ماذا سيحدث للغة الجزلة والقوية والموسيقا والإيقاع الشعري إن تمت ترجمة القصيدة أو النص للغة أجنبية؟ هل ستبقى محتفظة بتلك القوة؟

اشك في ذلك جدا.

للأسف الشديد الكثير من الأدباء والشعراء والكتاب والقراء يرزح من حيث يدري أو لا يدري تحت إرهاب اسمه إرهاب الغموض ظنا منهم أن الغموض والنصوص العصبة على الفهم هي دلالة على عمق الفكرة أو ميزة لا يدركها إلا المبدع

قسم كبير منهم وفي الكثير من الحالات يذعن ويحاول الظهور بمظهر الفاهم للنص خشية الطعن في فهمه أو ذكائه.

أنا اعتقد أن البعض يتعمد الغموض لأنه يعاني من شح الفكرة أو عدم وجود الفكرة أصلا يريد تعويض ذلك بألفاظ غامضة.

الغموض حاكم ديكتاتوري يجب تحرير العالم منه.

 

س -كان تشيخوف يكتب على حافة النافذة. وتولستوي من عادته الصباح. وزكريا شيخ أحمد أين ومتى يكتب قصائده؟

 

ج _ اغلب ما أكتبه يأتي بعد سورة غضب من موقف أو حزن مفاجئ أو حالة إنسانية أو وحشية أصادفها

موقف يذكرني بموقف مر معي أو مع غيري لذلك أكتب في كل الأماكن والأوقات. ولكن بطبيعة الحال الليل هو سيد الموقف لأنه لا أحد موجود ليقاطع قلقك.

 

س _ تكتب قصيدة النثر. برأيك هل حققت قصيدة النثر ما طمح إليه الشعراء أم أنها مازالت تحاول إثبات ذاتها؟

 

ج _ اعتقد أن قصيدة النثر تجاوزت الامتحان ونجحت بجدارة تفوق وخير دليل على ما أقوله هو هذا الكم الذي يحتوي على الكثير الكثير من النصوص النثرية الجميلة والمبدعة في العالم. أحب النص العفوي وليد اللحظة والموقف مهما كان تصنيفه وأعتقد أن هذا لا ينطبق على القصيدة العمودية أو التفعيلة.

استغرب من أن يتم تأجيل كتابة قصيدة للبحث عن كلمة تتفق مع القافية أو الوزن. وكأن عملية صناعية. أو عملية تجميل طبعا أنا لست ضد التجميل ولكن التجميل لا يظهر الحقيقة كما هي. والشعر هي حالة إلهام والإلهام لا يأتي دائما ولا يمكننا استدعاء الإلهام لأننا نريد كتابة قصيدة.

وبالنهاية أرى أن قصيدة النثر هي قصيدة الحرية وهي قصيدة المستقبل.

 

س _ لديك الكثير من القصائد المنشورة في الجرائد والمواقع الإلكترونية. لماذا لم تصدر حتى الآن ديوانك الشعري الأول؟

 

ج _ إصدار ديوان بات ضروريا وفي الحقيقة هناك عشرات الأصدقاء تكلموا معي بخصوص ضرورة إصدار ديوان

وأنا تشجعت وجمعت قبل فترة بعض النصوص.

لكني صادفت صديقي الشاعر والدكتور في قسم اللغات في جامعة بون سرجون فايز كرم تعهد بترجمة بعض نصوصي مع صديقة ألمانية من العربية للألمانية لإصدار ديوان عربي ألماني وفعلا قام بترجمة أكثر من عشرة نصوص إلا أن وباء كورونا أثر على تجهيز الديوان ولكن اعتقد في الفترة القادمة سيتم إصدار أول ديوان لي.

 

س _ لو لم يعد بإمكانك الكتابة والعزف. وحتمت عليك الظروف ذلك. فما الذي تفعله؟

 

ج _ غالبا ما ألجأ للعزف حين يهاجمني حزن شديد أو أتعرض لخيبة نتيجة موقف من أحدهم سواء حصل ذلك معي أو سمعت عن حالة مشابهة أو قرأت عنها وأعزف أحيانا ابتهاجا بصديق الموسيقا ترافقني دائما.

وكذلك كل نص أكتبه يقبع وراءه ألم أو حزن أو قلق شديد سواء كان ذلك الحزن والألم يخصني أو يخص غيري.

أغلب حزني على غيري

في الحقيقة لا اعرف ما الذي سيحصل إن أجبرتني الظروف على عدم الكتابة أو العزف ولكن أعتقد أن الحياة ستكون جحيما وسأتحول لجثة لا تفعل شيئا غير التنفس.

 

س _ حينما يعود زكريا شيخ أحمد إلى أعماق نفسه. كيف يراها حقيقة؟

 

ج _ حين أعود لأعماق نفسي أجد أو أعتبر نفسي مسؤولا عن كل الحروب في العالم وعن كل المآسي التي تحدث وعن كل الدموع التي تذرف وكأن على عاتقي تقع مهمة منع تأذي أي كائن في هذا العالم.

هذه المهام التي من الاستحالة على إنسان تحقيقها تشعرني بحزن عميق احرص أشد الحرص على عدم مشاركته مع أحد.

 

س -أحلامك وآمالك كثيرة. ما لذي علمتك الغربة وما الذي أكسبتها تجربتك فيها؟

 

ج _ حين كنا في الوطن كنا نغني عن الغربة وكنا نتخيلها صعبة ومؤلمة

لكن لا يمكن للإنسان مهما كان مرهف الشعور أن يشعر بالغربة كما يشعر بها من يعيشها

في كل يوم تعود مرة على الأقل للمكان الذي قضيت فيه أيامك بصرف النظر عن كون تلك الأيام جميلة أم سيئة

وتشعر بغصة كبيرة

الأمر يشبه أن تكتب بناءً على طلب صديق لك قصيدة حب لامرأة يعشقها هو.

الغربة زادتني تأملا في هذه الحياة وعلمتني دروسا اعتقد أنى ما كنت لأعرفها لو أنى لم أجبر على العيش في الغربة.

لكن الإنسان كائن يتأقلم والعيش يجبر الإنسان على التأقلم فلا مناص من التأقلم والبدء من الصفر.

أحيانا يا صديقي لا نعيش من أجل أنفسنا بل من أجل الذين نحبهم.

 

س _ ماذا تمثل المفردات التالية في شعر ووجدان زكريا شيخ أحمد؟ الحب. الوطن. الأمل. الغربة. الحياة. كاوا الحداد. نوروز

 

ج _ الحب: حياة

أن تحب يعني أن تضحي بكل ما تملك في سبيل من تحب.

 

الوطن: كرامة.

 

الأمل: أكسجين الحياة ونوع ثان من الدم الذي يجري في شرايين الإنسان.

الغربة: ترافقني منذ وعيت.

الحياة: أعز شيء وهبت للإنسان لكننا لا نعيشها كما نريد.

كاوا الحداد: رمز المقاومة والحرية.

نوروز: العيد الوحيد الذي احتفل به كل سنة.

 

س _ في حياة كل منا لحظات لا تنسى. قد تكون لحظات سعيدة. أو مؤلمة فما هي أهم اللحظات في حياة زكريا شيخ أحمد؟

 

ج _اللحظة الأكثر ألما حتى الآن كانت في عام ١٩٨٨ حين رأيت

فيديو لشهداء مدينة حلبجة في كوردستان العراق.

اللحظة الأكثر سعادة حتى الآن هو حين أرسل لي صديقي الروائي الأردني محمد جميل خضر مقتطفا من روايته نهاوند ليخبرني انه استشهد بعض من نصوصي النثرية في روايته الرائعة نهاوند.

كم واحدا برأيك في العالم يتصور أن هكذا موقف يبعث في القلب هذه الكمية الهائلة من السعادة لدرجة أنني كلما أتذكره ابتسم أستاذ نصر شكرا لك لأنك جعلتني أتذكر هذا الموقف وابتسم الآن أيضا.

 

س _ أنت ولدت في عفرين. كم سينطبق ذلك على حياة الشاعر زكريا شيخ أحمد الشخصية. هل كانت عفرين هي ذاتك أيضا هي الأخرى؟

 

ج _ معراته قريتي التابعة لعفرين غادرتها في سن الرابعة

حتى الآن أنا أحمل في ذاكرتي اللحظات التي سبقت انتقالي منها لمدينة حلب أي مكان جميل أراه أقارنه بعفرين فأقول في نفسي هذا مكان جميل ولكنه ليس أجمل من عفرين

إنها المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالأمان والحرية والقوة وأن الهواء هناك مختلف عن هواء كل العالم

كل بيت في عفرين أعتبره بيتي. أسعى دائما لعدم ارتكاب أي خطأ يسيء لاسم عفرين.

 

س _ عند الحديث عن عفرين وعامودا وكوردستان لا من أسماء، حامد بدرخان. سليم بركات. شيركو بيكس. احمدى خانى. ماذا تقول عنهم؟

 

ج _ حامد بدرخان

لم ألتقيه ولكني سمعت قصة حياته كلها من أهالي قريته وأصدقائه الذين أعرفهم وقرأت دواوينه

كما قرات مقابلة عنه قام بها الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين

وصفه فيها بالرجل المبعثر

حامد بدرخان كان مناضلا وشجاعا عاش حياة قاسية ولم ينل حقه من التكريم والتقدير لذلك كتبت ذات يوم عن حامد بدرخان

 

الشاعر الذي وضع رأسه

على صدر شعبه مات.

لم يدفنه الشعب

واقفا كما أوصى

ولم يزرع أحد حول ضريحه

وردة ..أو زنبقة ..

٢٠١٤

 

سليم بركات

عراب المجاز

حصلت معي نهفة

في إحدى المرات كنت اتحدت مع شاعر صديق

فأطلق علي لقب ” عراب السهل الممتنع”.

فخرجت مني ضحكة لم اضحك مثلها منذ سنوات

قلت له: هل تعرف لمن أقرأ هذه الأيام؟

أجابني: العيد لا لمن تقرأ؟

قلت له: إنني منذ أيام اقرأ ل سليم بركات.

وفعلا كنت وقتها وأنا اقرأ له اشعر أي داخل مختبر كيميائي للكلمات والمفردات وأراقب بشغف الأبخرة المتصاعدة من صهر الكلمات فتخرج كلمات غير مألوفة ونادرا ما تكون قد مرت معي تلك العملية هي التي تخلق الدهشة والصدمة

سليم بركات الشاعر الكوردي الذي كتب بالعربية

ظاهرة فريدة ومدهشة جدا.

 

شيركوه بيكاس

ذات يوم قال لي صديقي مهماز

بأن هناك بعض من نصوصي تنتمي لمدرسة شيركوه بيكاس

الأمر الذي شجعني على القراءة الشاعر الكوردي الراحل شيركوه بيكاس وأنا الذي كنت قد قرأت له القليل الذي وقع بين يدي

فإذا بي أقف مذهولا أمام ما كتبه من قصائد ونصوص مبدعة ما أجمل الشعر الذي كتبه

وأنت تقرأ لشيركوه بيكاس تشعر بنفسك طائرا تحط مرة في جبال كوردستان ومرة تحد نفسك على ضفاف دجلة أو الفرات وفي وادي اخضر من وديان كوردستان

كل قصيدة تنقلك لفصل مختلف من فصول السنة ثم تشعر أنك تسمع سمفونية رائعة وترى مختلف الألوان

تبحر وتحلق في السماء.

قلم كتب باختصار وإيجاز وبشكل مكثف

عن الإنسان وعن الحرية

لروحه السلام والأمان.

 

أحمد خاني العالم والفيلسوف والشاعر الكوردي الذي ولد في النصف الثاني من القرن السابع عشر افتخر به فهو قامة فريدة ومتميزة في الأدب الكوردي

أكثر ما يبهر في أعماله تلك القصائد التي استخدم في كتابتها اللغة العربية والتركية والفارسية وطبعا الكوردية

هذا عمل عبقري صديقي العزيز

إن تحتوي قصيدة واحدة وبيت واحد على كلمات من لغتين وثلاث وأربع.

وقرأت له رواية مم وزين وبعض القصائد المتفرقة.

لروحه السلام والأمان.


عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman