الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءة في نص “لست وهما أو خرافة” للكاتب سالم الحمداني/ بقلم: حيدر الشماع

قراءة في نص “لست وهما أو خرافة” للكاتب سالم الحمداني/ بقلم: حيدر الشماع

قراءة في نص “لست وهما أو خرافة” للكاتب سالم الحمداني

بقلم: حيدر الشماع

ــــــــــــــــــ

الجدلية التفكيكية ومقاصدية النص اللحظوية .. قراءة لنص ( لست وهما أو خرافة ) للشاعر سالم الحمداني ..

النص /

———-

( لست وهماً او خرافة )

 

لست وهما أو خرافة

أو أسطورة رتلتها الأقدار

جزافة

أنا هزيمة تترى

ونشوة جذلى ،

ثمل أنا بأحلامي

أمضي حيث مرافيء الفكرة ،

أنا دم من يعسوب

صب في كؤوس الملوك

فصرت صلصال ورق

نفخ الزمان في روعي

فكنت

أسيرا للشمس

وظلا للقمر

وفي بعض الهوى

ظلا لظلي ،

أنا وردة عشقت مر النسيم

وأغفلت نهرا ظل يجري

بدمي

أنا كبوة

حفرت في ماقي الأرض جرحا

فتعلم النهر

كيف يشدو النغم ،

أنا قيثارة تقطعت أوتارها

فعزف الريح أشجانا

وألم

أنا إنسان خفر الحب

وشيطاني صنعته بيدي

وعدت معصوب الهوى

يقودني حلمي وندمي

هذا أنا ..

لست خرافة

أو وهم .

_______

القراءة 

يقول هايدجر : “أعرف أن الفكر دخل في صحار ولم يجد هناك سوى الأشباح .. حينها تساقطت هفوات العقل وسط كآبة الحنين ، وقلق الانسان الضائع في عالم مفعم بالتناقضات”

 

يلزمنا للدخول الى الرؤية التعبيرية الذهانية للذات الى حالة من عدم الإستقرار من خلال الحالة الجدلية التي تستهلنا بها العتبة النصية التي تمثل المفتاح للولوج الى عالم إستقرائي للذات المتحول الى ذوات متشظية ، وهذا له الأثر للملمة الذوات في الإستدلال والتأويل للمعان المختبئة والمكثفة وفلسفتها الوجودية وكينونتها المتعددة الصور ، ولايمكن حصرها في زاوية إذا تجاوزنا البنى المتفرعة من البنية الأساسية ، التي تضعنا في جدلية حوارية تفكيكية وتحويلية في حالة هدم وبناء وحذف وجرح وكما يطلق عليه البعض ( بالإساءة ) لأيجاد فضاءات متعددة لطرح رؤاها ، (لست وهما أو خرافة أو إسطورة رتلتها الأقدار جزافة ) .. هذه الإمارات الدلالية تعيدنا أو تحيلنا الى زمن غير مستقر بين ماضي وآني ومتسامي بفعل محرك لحظوي دينامي وسط شعور بالإرتباك والفوضى ، فهنا لابد من وقفة للذات أمام نقطة من التأمل وإيقاض الذهن المتفكر والفاعل ; لأيجاد فسحة أو فجوة يستطيع الولوج منها لتحويلية إشراقية وإيجاد حال تنظيمية لأصلاح الأزمنة كي يؤسس لقيمة ذاتوية وسط هذه الانوية المهزومة والمهزوزة على الأقل في علائقيتها مع العالم ( أنا هزيمة تترى ، ونشوة جذلى ، ثمل أنا ، أنا دم من يعسوب ، أنا قيثارة ، أنا أنسان ، أنا شيطاني صنعته بيدي ) ، تراكمات الخيبة في عدم فهمنا لكينونتنا وعجزنا عن تحقيق ذلك اوصلتنا الى منعطف فقدان الأمل وبتنا عاجزين عن تحقيق الغايات المنشودة وفق منظومة الديمومة واعفلنا قطبا مهما من اقطاب الرحى وأولى ركائزه المهمة ألا وهو الزمن بتنحيته خارج معادلاتنا ، وأن نهاية الذهن الفشل ، ويمعن النظر في المغامرات الروحية للتأريخ ونقيضه من الوهم ، نرى الإنسان يقف وجها لوجه مع اللامعقول ، هذا تقابل بين الحاجة واللا معقول من صمت العالم والإنسانية ، وهكذا يصبح العالم الروحي أغنى ويحاول التعلم من جديد ويحول كل فكرة وصورة الى لحظة ، ( صرت – نفخ في – كنت) (عشقت – وأغفلت) (تقطعت – اوتار – عزفت – أشجار) هذه الثنائيات في الصيغ التكوينية لذات مكافئة دلالية لحالة إنكسار (هزيمة نشوة) لخلق فضاءات متعددة للزمن كمفهوم لكونه عصيا عن الإمساك به في أي مقايسة لاتمتلك الوثوق لأنه مفهوم ظرفي مطلق في قدرة غير معرفة متجددة متغيرة يتأكلنا جزأ جزأ (نهرا يجري – نهرا يشدو) بتباطئه أو تسارعه في إقصاء أو نفي غير مبرر في عوالم أفتراضية فنعيش حالة لايمكنك السيطرة عليها ، ذلك الماضي يستنزفني وأنا أغزل أكاذيب وأجملها وأزوق خيبات صنعتها وكنت أعد نفسي حذقا( أنا دم يعسوب صب في كؤوس الملوك ) غير اني الوحيد اوهم نفسي(في بعض الهوى – شيطاني صنعته -معصوب العينين – يقودني حلمي وندمي) حيث يقوم الشاعر في تكوين أهرام للتواصل بينه وبين المتلقي والنص في إنزياح تركيبي حيث ينتمي ولكنه دون أن يستطيع إمتلاك لحظته فتتحرر الرغبة العابرة التي يحوم حولها الشك .

—————————–

 

الاديب حيدر الشماع /العراق.

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman