الرئيسية / مقالات / على أعتاب عام جديد / بقلم: خالد السلامي

على أعتاب عام جديد / بقلم: خالد السلامي

على أعتاب عام جديد

بقلم: خالد السلامي

ــــــــــ

من الطبيعي أن تقوم الدول والشعوب ، عند اقتراب نهاية عام وبداية عام آخر ، باستعراض واستذكار ما أنجزته خلال عام مضى في كافة مجالات الحياة وخصوصا تلك التي تمس حياة الناس وتعمل على رفع مستويات معيشتهم ورفاهيتهم واستقرارهم وكافة متطلبات الحياة الكريمة لهم وعادة ما نسمع ونقرأ ونشاهد إنجازات دول العالم المتقدم بشقيه الغربي والشرقي فهذا يحتفل بوضع شمس اصطناعية في سماء بلاده وهذا يبدع ويتفنن في ابتكار طرق إنجاز المعاملات إلكترونيا خلال دقائق وآخرون يبهرون العالم بتطوير وسائط النقل بأنواعها وتوفير افضل الشوارع والمطارات والمرافئ وأمم تبدع في تطوير مرافقها السياحية لتعزيز مواردها المالية ودول تستغل ثرواتها الطبيعية بأفضل الطرق وحكومات تغزو الفضاء بعد أن أمَّنت كل حاجات شعوبها … إلى آخره مما لا يعد ولا يحصى من إنجازات علمية وصناعية وزراعية وخدمية متنوعة.

فماذا عنا نحن العرب وبماذا نحتفل من إنجازات خلال عام رحل وماذا سنعمل خلال عام آت؟ فبالتأكد سنفتخر بذكرى انهيار أَمْنِنا وزيادة حركاتنا وفصائلنا المسلحة وكثرة فتننا والألاف من شهدائنا وأراملنا وايتامنا والملايين من نازحينا ومهجرينا وسنحتفل أيضا بارتفاع مقياس الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي ومئات الألاف من

خريجي  الجامعات وحملة الشهادات العليا الذي يعملون صباغي احذيه أو بقالين أو عمال في مساطر العمل ومحظوظ منهم من يمكنه أن يعمل سائق تكسي عدا الملايين من العاطلين عن العمل من كافة الفئات الأخرى ومن دواعي الاحتفال الأخرى  انهيار منظوماتنا الاقتصادية الصناعية منها والزراعية والخدمية وقتل جميع منتجاتنا الوطنية بكل أنواعها وتحويل بلداننا إلى أسواق مفتوحة للبضائع الأجنبية و سنحتفل كذلك باستيراد الوقود والغاز من الخارج مع إن وقودنا وغازنا  يكفيان العالم بأسره لكنهما نائمين تحت سطح الأرض أو مستغلان من قبل شركات اجنبيه ربما تتفضل وتتكرم علينا ببعض فضلاتها مما تستخرجه من ثرواتنا الطبيعية وقد نحتفل بانهيار نظامنا التربوي والتعليمي والقضائي والصحي وتفشي الفساد في جميع مفاصلها وأخيرا وليس آخرا سنحتفل بخلافاتنا حول الانتخابات ونتائجها وتصارعنا على محاصصة الكراسي وامتيازاتها مما يؤدي إلى تأخير تشكيل حكوماتنا شهورا طويلة إضافة إلى انشغالنا بالهم الأكبر  الذي لم يبق لنا هم سواه على مستوى الأمة العربية والإسلامية  ، أَلا وهو  جواز الاحتفال برأس السنة الميلادية من عدمه … إلى آخره من مآسي ومصائب ومفاسد لا يمكن حصرها . ترى متى سنحتفل بزوال كل هذه المصائب وأصحابها ونفكر في مصالح شعوبنا وبلداننا ونحاول اللحاق ببعض ما وصلت إليه بلدان وشعوب العالم الأخرى؟

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman