الرئيسية / مقالات / الينابيع والروافد / بقلم: هالة علاء

الينابيع والروافد / بقلم: هالة علاء

الينابيع والروافد / بقلم: هالة علاء

ــــــــــــــــــــــــــ

كلمة رافد تعني (مَجْرًى مائيّ يَصُبّ في مَجْرًى مائيّ آخر.)

وكلمة ينبوع تعنى

مَخْرَج ماء، نَبْع، عَيْن، مَنْبَع

“ماء يَنبوع”

.

ما يصدُر عنه شَيْء، ما ينبُع منه ويخرُج، مَنْشأُه وأَصْلُه وَمَبْدَأُه

.”يَنْبُوع سَعادةٍ”

كل شخص يعيش على هذه الكرة يحتاج إلى الآخر يُكمل به مسيرته في الحياة سواء أكانت طويلة أو قصيرة،

فلا يمكن لرضيع أن يُكمل حياته بدون أمه ينبوع الحياة رافد النعمة الذي يصب في شرايينه.

به يعيش وبه يكمل حياته.

رافد الأم حياة تسقيه حليبها حتى يوم الفطام، عندما يُحرم الرضيع من ينبوع حياته والرافد الذي يستمد منه نور الحياة.

وأحياناً تستبدل بأم أخرى ولكن أبدأ لا يمكن أن تكون مثل أمه الذي أنجبتهُ. يكون الينبوع شبه صناعي آلة تحاول أستكمل ما فقد مثلها مثل الطرف الصناعي أظن أنه في أغلب الأحيان يفتقد فيه الرضيع للحنان الجاري عبر الحليب من ثدي أمه إلى جوف جائع منتظر لمن يملأ هذه المعدة الخاوية وكأنه أصبح مثل آلة فقد دون مشاعر ربما كان أفضل له أن يكون رافده هو الحليب الصناعي بوجد أمه الحقيقية لتكمل معه طريق الحياة الطويل،

ويدخل رافد آخر كان يراقب من بعد هو أبيه ينبوع أساسي لأستكمال ما بدء ينبوع الحب والعطاء وكثيراً من يحرم هؤلاء الأطفال من هذا الرافد شديد الأهمية ولكن لفقدان هذا الرافد تأثير سلبي قوى علي حياة هذا الطفل، كيف يدخل معترك الحياة وحيداً دون سند؟ ونابع قوي يمده بالقوة والأمان ورافد نادراً لا يتكرر إلا في اقل الظروف سوف يخسر كثيراُ على الأقل أن فقده في العشر سنين الأولي سوف يعاني الكثير من الحرمان الأبوي، وربما ينظر إليه نظرات متباينة من ضعف وشفقة وعطف وكلهم غير مرغوب فيها.

وهناك رافد لا يقل أهمية عن الرافدين الأولين هما الأخوة ويعتبر هذا الرافد أو هذه الروافد من أهم الروافد في حياة الشخص، بهما تكمل حياتك فهم من ينبوع مشترك معك تجري بينكم دماء وجينات وملامح من نبع واحد هو أساس الحياة بالنسبة له.

هذه الروافد سوف تكون سند ودافع قوى لمواصلة الحياة ووجودهم في الحياة معك لهي نعمة كبيرة،

أعلم حينها أنك من المحظوظين جدًا، ولكن لابد أن يكون نابعهم طاهر طيب لأنه (كل إناء ينضح بما فيه) أن تربيتما على الحب والعطاء كانت تلك روافد تمدك بنسمات الحياة طوال العمر

ورافد مصطنعة جديدة الأنساب وأنت على ما تلقيك المقادير يمكن أن يكون أخوة (فالنسيب هو أخيك بالقانون) لو نبتت بينكم بذرة الحب، وويلاك لو تحرك الحقد في قلوب أحد منكم.

وروافد أخرى أراها متوسطة وضعيفة وقد لا تجدى نفعاً رغم أنها من نبع واحد ولكن من جذور أبعد ممتدة في العمق أبناء العم والخال ولكن كثرة الروافد أفقدتها الحب الحقيقي ونادراً ما نجد رافدًا يُمدك بنفس القوات السابقة.

 

وهناك روافد لا قيمة لها رغم أن جميع الحكماء والكتاب اجمعوا على أهميتها ولكن في الحقيقة هي لا تجدي نفعا ً ما لم تكن تملك صفات وملكات خاصة تجعل منك إنسان جذاب فيقتربون إليك فهم أشبه برافد جاف أو رافد معطل لا يعمل إلا إذا أصبحت ينبوع لهم أن تصب أولا لهم وهو رافد الصديق، نعم لا أجد لهذه الكلمة معنى سواء تبادل مصالح بينه وبين هذا الشخص لا يوجد صديق يمدك أو يسندك إلا لمصلحة ينتظر أن يجنيه فيما بعد فلم يكون رافدًا أبدا ولا تتعشم به خيرًا ما لم يكن لديك ما تعطيه لأجله

ورافداً آخر هي الزوجة أو الزوج وهو الرافد الأساسي الذي يكمل به الفرد حياته إلى المنتهي وهذان رافدان يسيران في أتجاه واحد رغم أنهما يأتيان من اتجاهات بعيدة جداً أو قريبة، لكنهما يتقابلان ليصيرا ينبوع واحد يصب في حياة جديدة ويكونان أسرة جديدة في مجتمع مستمر.

هذان الرافدان اللذان صارا ينبوع واحد عليهم أن يحسنا مواردهم لأجل هذا القادم والرافد الجديد في سلسلة الحياة المتعاقبة في قصة الحياة التي لا تنتهي.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman