الرئيسية / مقالات / نون النسوة وجبروت الرجال / بقلم: خالد السلامي

نون النسوة وجبروت الرجال / بقلم: خالد السلامي

 نون النسوة وجبروت الرجال

بقلم: خالد السلامي

ــــــــــــــــــ

يقال إن حواء قد خلقها الله من ضلع ادم ومعنى ذلك إنها جزء لا يتجزأ من الرجل لأنها خلقت من ضلعه هذا إذا أخذنا الموضوع من جانب خلق وتكوين المرأة، ولكن لو نظرنا إلى الموضوع من ناحية أخرى تتعلق بمكانة وأهمية المرأة لعلمنا أن لا وجود للرجل بلا امرأة ولا للمرأة من وجود بلا رجل فهما متلازمان لا يستغني أحد منهما عن الآخر بل ويكمل أحدهما الآخر وبعضهما من بعض فلولا الرجل لما وجدت المرأة ولولا المرأة ما كان الرجل ولولاهما معا لما وجدت البشرية.

ورغم كل ما ذكر من مقومات التكامل بين ادم وحواء فإننا  نجد أن السيد السائد الرجل يحاول في أكثر الأحيان أن يكون طاغيا على تلك المخلوقة الرقيقة الثائرة واللطيفة الهائجة حواء بكل ما تعنيه كلمة وصفة الطغيان والهيمنة فهو ( وخصوصا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ) السيد الحاكم وهو الآمر الناهي ولا وجود للمرأة إلا لخدمته وتربية أولاده وقضاء حاجته , نعم قد يوفر لها الملبس والمأكل والمسكن , ولكنه لا يعطيها مكانتها الحقيقة كمخلوق قد خرج هو وكل أبناء البشر من الرجال والنساء من رحمها الطاهر الشريف وهي من حملته لتسعة اشهر في بطنها رغم ما يعنيه أن تحمل جسما غريبا في بطنك طيلة هذه الفترة وهي من أرضعته من حليبها النقي الزكي لأكثر من حولين بعد ولادته  وظلت تتلهف لرؤيته يكبر  ويرتقي وينجح حتى وصل إلى ما وصل إليه من رجولة ونجاح وبهاء وتألق , بينما كان من الواجب عليه ( الرجل ) أن يتعامل معها وفق ما أعطته وتعطيه له من عطف ورقة ومحبة وحنان وحرص  فهي الأم الحنون والأخت الرؤوم والابنة الغالية والزوجة الحبيبة وغيرها من صلات العلاقة الاقاربية  معها فهي تستحق أن يقبل يدها وجبينها كأم ويحنو عليها كأخت وابنة ويتجمل لها كزوجة وحبيبة كما يطلب منها أن تتزين له ويتعامل معها بكل مواقعها منه بلطف ورقة وحنان ولا يحملها ما لا طاقة لها به وان يساعدها في عملها و لا يجعلها تنظر إلى غيرها من النساء بعين الحاجة والتحسر فهي لم تبخل عليه بتحملها لآلام طلقات الولادة  ووفرة حليبها طيلة فترة الرضاعة وسهرها لمرضه وفرحها لفرحه وحزنها لحزنه عندما كان ابنا تحت رعايتها حتى بلغ عقله وعمره وحياته التي هو عليها بفضل الله ثم فضلها ورعايتها له وخدمته وتربية أولاده وحفظ غيبته عندما أصبح زوجا وهي التي جعل الله الجنة تحت أقدامها وهي المدرسة التي لو أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق وأجيالا لا يخشى عليها من الزلل والخطأ , ألا تستحق منك يا أيها المتجبر المتسيد أن ترد إليها بعض من فضائلها عليك فبالتأكيد انك لا تستطيع أن تعوضها آلام طلقة من طلقات ولادتها لك ولو حاولت ذلك طيلة حياتك.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman