الرئيسية / مقالات / عيد المرأة / بقلم: غفران سليمان

عيد المرأة / بقلم: غفران سليمان

عيد المرأة / بقلم: غفران سليمان

ـــــــــــــــــــــــــ

لكِ يا جمال العالم، ورحم القادمين والمتواجدين ومن رحل ومن ينتظر لكِ مالك من حقوق، وواجبات وسمات لا تتنازلي ولا تنزلي عن عرشك الذي خلقه الله لك كوني للبشرية سماء وماء وغذاء …كوني القمح والنبع والهواء فمنك تستمد الحياة.

كل عام وأنتم بخير كل عام وأنتن بخير

تحيك المرأة للعالم أثوابا تدفئه من برد الكره، وأثوابا تبلسم الجراح والحروق التي تنشرها نيران الحروب، المرأة تنسج للعالم السلام وتطبخ له المودة وتلد بذور الحب، وتسعى لانتشار المحبة بين الناس والمجتمعات، المرأة رغيف الأبناء والأحفاد، تستمر بالعيش عليه الأجنة، ويتلذذ به الجميع ولا ينتهي ولا يتعفن، لأنها الديمومة والعطاء

في يوم المرأة العالمي

كل عام وأنتن بألف خير ا في كل بقاع الأرض كل عام وأنت بخير ..

وأخص المرأة العربية والإسلامية التي حاصرتها الأحزان

يجب على المجتمع أن يعي أن مستقبله مرتبط بوضع المرأة فإذا كانت بخير سيكون المجتمع بخير ولكنها لن تكون بخير بوجود الحروب والفقر والظلم والاحتلال، ولا في بيئات تطبق قوانين العنصرية بكافة أشكالها عليها

لن تكون بخير في ظلام الجهل وغباء التفسير …

المرأة روح العالم لتعتنوا بأرواحكم نساء ورجال بكافة المراحل العمرية

حقوق المرأة بسيطة يمكن تحقيقها

وتتمثل بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية والتي سرقت منها، ولو بدا العكس، ويجب أن تتحصل عليها بشكل يحترم إنسانيتها

تتجاهلها بعض التشريعات والقوانين في بعض الدول، ولتحقيق العدل لها تشكلت العديد من المؤسسات والتحركات من قبل النساء وحتى الرجال في العديد من الدولة وقامت أكبر هذه التحركات عام 1945 في يوم الثامن من أذار ولهذا سمي عيد المرأة العالمي

وأهم الحقوق التي طالبت بها النساء والمناهضين لها تتمثل في بديهيات، كرفض التفرقة العنصرية الموجهة ضد النساء في الحياة العملية والدراسية، وعدم ترك النساء في جميع أنحاء العالم كبدائل أو حرمانهم من حق التعليم والتعلم. وإلزام الدول بالتساوي بين النساء والرجال في إطار التنظيم القانوني وبالأخص التي تطبق التمييز العنصري بين النساء في حقوق الميراث وترتيبات الحقوق المدنية. ومن حقها الاعتراف بحقوقها وإشراكها في اختيار الزوج والزواج والطلاق وكافة الحقوق المدنية، التخلص من العنف الجسدي والاضطهاد النفسي ضد المرأة بشكل كامل-واعتبار القتلة بجرائم ما يسمى جرائم الشرف قتلة ومحاكمتهم بجريمة قتل كالقتلة بأي ذنب آخر كما فعلت تركيا منذ قيام الدولة الحديثة فيها حيث قامت التشريعات فيها بإلغاء أية أعذار قانونية للقتلة بهذه الذريعة. كما قامت باكستان بذلك، وتونس أيضا. بينما لا يزال القتلة يستفيدون من دعم القانون لهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في بلدان كثيرة مثل أفغانستان، وإيران، والسعودية، واليمن، وتركيا، الصومال، السودان، مصر، الأردن، سوريا، لبنان.

جمعت بعض الأخبار عن المرأة عبر التاريخ:

في الحضارة البابلية:

في العهد البابلي شرع حمورابي للمرأة

حقوقا كثيرة من أهمها: حق البيع والتجارة والتملك والوراثة والتوريث، كما كان لها الأولوية على الزوجة الثانية في السكن والملكية وحفظ حقوق الوراثة والحضانة.

شهد العصر البابلي في عهد   الملكة سميراميس رخاء كبيرا بعد وصولها إلى السلطة لمدة خمس سنوات

وكانت زنوبيا ملكة تدمر سيدة وملكة شهد على عظمة حقبتها التاريخ.

المرأة في الإسلام

ضيعت المرأة المسلمة حقوقها الشرعية مجبرة حينا وضعفا في حالات كثيرة حيث

جاء الإسلام على أساس العدل بين الناس، وكان الدّين عادلا بين الرجال والنساء في مختلف مناحي الحياة، فكانت واجباتهم وحسابهم أمام الله -تعالى-بشكلٍ متساوي لا تمييز فيه، حيث قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يعملون») كثيرون سيتذكرون آيات عكس ما أورد ولكن من المؤكد أن الإسلام ضمن للمرأة حقوقا تنصفها تكفيها ومن يتمسك باضربوهن ضعيف وعاجز، من هذه الحقوق:

1-شرع الإسلام للزّوجة أن تفسخ عقد زواجها من زوجها إذا لم يستطع أداء حقوقها وأرادت الانفصال عنه.

2-شرع الإسلام حريّة الكسب الحلال للمرأة سواءً أكانت تجارةً أم غير ذلك من طرق كسب الأموال.

3-ضَمِن الإسلام للمرأة حريّة التصرّف في مالها الخاصّ، حيث حرّم على أيّ أحد سواءً أكان زوجها أو والدها أن يجبرها على الإنفاق في حاجةٍ معيّنة أو منعها من الإنفاق في حاجةٍ كهديّةٍ أو بيعٍ أو غير ذلك.

4-ضَمِن الإسلام للمرأة حقّها في اختيار الزوج الذي ترتضيه لها، ولا يجوز لأحدٍ إجبارها على الزواج من رجلٍ لا ترغب بالارتباط به، وفي حال أجبر الوليّ الفتاة أن تتزوج من رجلٍ لا تريده، فلها أن تفسخ العقد ويتحمّل الوليّ تكاليف الفسخ.

5-صان الإسلام كرامة المرأة وهيبتها في نفوس من حولها، فحرّم عليها الابتذال

  1. ضَمِن الإسلام للمرأة حقّ المأكل والمشرب والملبس والسّكن،

ويعود ذلك بحسب العادات في المجتمعات، وغالباً ما تكون نفقة الفتاة على والدها، أمّا نفقة المرأة المتزوّجة تكون على زوجها.

7-جعل الإسلام للأرامل والعجائز من النساء حقّاً في بيت مال المُسلمين، فيُنفق عليهنّ منه ولا يُتركن يتكفّفن الناس وينتظرن الصدقات.

8-راعى الإسلام ظروف المرأة الخاصّة؛ حيث إنّه خفّف عنها بعض التكاليف.

المرأة في العصر الفرعوني

كانت للمرأة لدي قدماء المصريين منزلة كبيرة. فكانت تشارك زوجها في العمل في الحقل. كما كانت لها مكانة كبيرة في القصر الفرعوني، فكانت ملكة تشارك في الحكم وتربي من سيخلف عرش أبيه الملك، كما كانت تشارك في المراسم الكهنوتية في المعابد.

في عهد الفراعنة في مصر كانت للمرأة حقوق لم تحصل عليها أخواتها في الحضارات السابقة، فقد وصلت للحكم وأحاطتها الأساطير. كانت المرأة المصرية لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج، كما أنها شاركت في العمل من أجل إعالة البيت المشترك. كان الفراعنة يضحون بامرأة كل عام للنيل تعبيرا عن مكانتها بينهم، إذ يضحى بالأفضل والأجمل في سبيل الحصول على الرضى.

وصلت المرأة في مصر لتكون من الآلهة كالذكور، منهن هاتور وإيزيس وموت وتفنوت، ونوت وغيرهم. وخلفوا لنا تماثيلا كثيرة تظهر فيها الزوجة متأبطة زوجها، علامة صريحة على الوفاء والود والإخلاص. كما ورد في النصوص الدينية أن الزوجة تقترن بزوجها في العالم الآخر، كما يبين التراث المصري القديم في وثائق عديدة. وعندما تكون أعمالهما أعمالا طيبة في حياتهما فتمنح لهم في الآخرة حديقة يزرعونها سويا ويعيشون من ثمارها.

المرأة عند الإغريق والروم

أما في العهد الإغريقي

لم يكن للمرأة الحرة الكثير من الحقوق، فقد عاشت مسلوبة الإرادة ولا مكانة اجتماعية لها وظلمها القانون اليوناني فحرمت من الإرث وحق الطلاق ومنع عنها التعلم. في حين كانت للجواري حقوقا أكثر من حيث ممارسة الفن والغناء والفلسفة والنقاش مع الرجال.

ولكن تميزت المرأة في إسبارطة اليونانية فقد حصلت على بعض المكاسب التي ميزتها على أخواتها في بقية المدن اليونانية وذلك بسبب انشغال الرجال بالحروب والقتال.

وبرزت بعض النساء في نهاية العهد فنالت   المرأة الإغريقية بعض حقوقها وظهرت أثار مشاركتها في الاحتفالات والبيع والشراء، إلا أنها بقيت منقوصة الحقوق.

العصر الروماني

حصلت المرأة على حقوق أكثر مع بقائها تحت السلطة التامة للأب أو لحكم سيدها أن كانت جارية، أما المتزوجة فقد كان يطبق عليها نظام غريب إما أن تكون تحت سلطة وسيادة الزوج أو أن تعاشر زوجها وتبقى مع أهلها وسلطتهم.

المرأة عند أهل فارس والهند والصين

في الصين

فقد ظلمت المرأة ظلما كبيرا فقد سلب الزوج ممتلكاتها ومنع زواجها بعد وفاته.

في الهند

لم تكن المرأة بحال أحسن فقد حرمت من جميع حقوقها، واعتبرت مادة الأثمة، وكانت تحرق أو تدفن مع زوجها بعد وفاته.

المرأة الفارسية:

منحها زرادشت حقوق اختيار الزوج.

وامتلاك العقارات وإدارة شؤونها المالية. كما لا زالت هذه المكانة المتميزة موجودة عند المرأة الكردية، التي تتمتع بحريات كبيرة وتقاليد عريقة.

كما كان من الأمور الشائعة بين طبقة الأشراف والأغنياء في إيران تعدد الزوجات، فلم يكن محدودا بعدد معين، ولا يشترط فيه أي شرط، ولا تتمتع جميعهن بحقوقهن الكاملة، بل تكون إحداهن صاحبة حقوق كاملة والبقية خدم لها.

. كما لا تملك الفتاة حق اختيار الزوج، ولا للزوجة حق التصرف في أموالها بدون إذن زوجها،

ومن غرائب ما كان سائدا أن للزوج أن يعير إحدى زوجاته لرجل آخر في نفس الوقت التي تكون فيها تابعة لزوجها الأول قانونيا ومجتمعيا وإذا أنجبت من الثاني فإنهم يصبحون أبناء الأول.

المرأة المسيحية

أثرت الكنيسة على النظرة الاجتماعية للمرأة في جميع أنحاء العالم بطرق هامة، حسب بعض المؤرخين أمثال جيوفيري بلاين أما في تاريخ المسيحية، فيختلف دور المرأة إلى حد كبير اليوم عما كان في القرون السابقة، وذلك بسبب التطور التاريخي الكبير الذي حدث منذ القرن الأول للميلاد. وهذا ينطبق بشكل خاص في الزواج وفي المناصب الكهنوتية الرسمية داخل بعض الطوائف المسيحية والكنائس والمنظمات الكنسية.

لعبت النساء دورا هاما في حياة الكنيسة

والكنيسة أثّرت في المواقف الاجتماعية للمرأة.

حصرت الأدوار القيادية في الكنيسة بالذكور. ففي الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، الرجال فقط يمكنهم أن يصبحوا كهنة أو شمامسة. والذكور فقط يخدمون في المناصب القيادية مثل البابا، البطريرك، والأسقف، لكن يمكن للمرأة أن تكون بمثابة راهبة. تحاول معظم الطوائف البروتستانتية السائدة تخفيف القيود المفروضة منذ زمن بعيد على رسامة النساء كأساقفة، وذلك على الرغم من وجود بعض المجموعات الكبيرة التي تشدد هذه القيود كنوع من ردة الفعل.

ومعظم التقاليد المسيحية تعترف رسمياً بالقديسين كأشخاص لهم قداسة استثنائية في الحياة تضمنت لائحة بأسماء نساء في تلك المجموعة. أبرزهن هي مريم العذراء، أم المسيح عيسى عليهما السلام التي تحظى بمكانة عالية في جميع الطوائف المسيحية والإسلامية، ولا سيما في الكاثوليكية الرومانية والتي تعتبرها “أم الله”. كما تشمل اللائحة نساءً بارزاتٍ عاصرن يسوع، لاهوتياتٍ أتين لاحقاً، راهبات، صوفيات، وطبيبات، ونساء أسسن جماعات دينية أو قادة عسكريين وملكات وشهيدات. وهذا ما يثبت الأدوار المتنوعة التي لعبتها المرأة في الحياة المسيحية.

أولى بولس الرسول النساء في هذا الصدد اهتماماً كبيراً، وأقرّ بأنها تستحق مناصب بارزة في الكنيسة، على الرغم من أنه كان حريصاً على عدم تجاهل الرموز المتعلقة بتنظيم الحياة المنزلية للعهد الجديد.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman