الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءة في ديوان “قبل النسيان بقليل” للشاعرة فاطمة فركال / بقلم: بوسلهام عميمر

قراءة في ديوان “قبل النسيان بقليل” للشاعرة فاطمة فركال / بقلم: بوسلهام عميمر

قراءة في ديوان “قبل النسيان بقليل”

   للشاعرة فاطمة فركال

بقلم: بوسلهام عميمر

ــــــــــــــــ

إنه ديوانها الأول. كان كافيا ليضمن لها موقع قدم ضمن

كوكبة الشعراء والشواعر المعروفين، لتثبت أن الشهرة

وإثبات الذات، لا ترتبط بالضرورة بكثرة المطبوعات

وبوفرتها، خاصة إذا كانت على حساب الكيف الإبداعي

والجودة الأدبية.

ديوان يمكن الجزم بأنه بمثابة خارطة طريق، يرسم المعالم

الكبرى التي ستسير على هداها

الشاعرة فاطمة فركال في لاحق دواوينها الشعرية، لا من حيث

مبنى قصائدها وهيكلها، بالجمع بين ما يعرف بالشعر الحر أو

شعر التفعيلة، وبين الشعر التقليدي بما جاءت عليه بعضها

بقوافيها ووزنها مع ما يعرف بالعلل والزحافات، كما أكد على

ذلك د. سعيد يفلح العمراني في مداخلة له، بنشاط ثقافي باذخ

بمدينة المضيق خصص للديوان، بجانب ثلة من النقاد المرموقين

(د. محمد الفهري و د. مزوار الإدريسي) وتسيير د. سعاد الناصر الأكاديمية وإحدى

أيقونات الكتابة الإبداعية، ربما تأكيدا منها عكس ما يروج له البعض من أن اللجوء إلى

شعر التفعيلة، إنما مرده إلى عجز عن نظم القصائد وفق بحور الخليل الفراهيدي، ولا من

حيث مضامينها، تتوزع بين تعبيرها عما يخالج ذاتها باعتبار الشعر مشاعر وأحاسيس

أولا، وبين ما يهم وطنها باعتبار الشاعر لسان قبيلته بتعبير القدامى ونبض مجتمعه، وعينه

على ما يعتمل في الجسم العربي باعتبار عروبته وبقية مكونات هويته. وطبعا دون إغفال

ما يمور به الواقع الدولي من تفاعلات ما يخفى منها أعظم مما يطفو على مسرح الأحداث.

كل هذا وغيره نجد له صدى داخل هذا الديوان “قبل النسيان بقليل” بجمال شعري رفيع، إن

بشكل جلي واضح، أو بين ثنايا قصائدها وما بين سطورها وخلفها.

الديوان بطبعته الأنيقة وبعدد صفحاته (109 ص) بتسع وعشرين قصيدة، ابتداء من عتباته،

يغري بالقراءة وإعادة القراءة. فلوحة غلافه بريشة الفنان محسن وداد، بتمركز امرأة

وسطها مسبلة العينين، وضع عادة ما يكون علامة على مشاعر الحب. تتناثر عليها بعض

الحروف العربية بخط جميل، مع مكتبة تؤثث خلفيتها، يعكس عشق الشاعرة للغة الضاد،

يتساوق تشكيلها الفني ومحور قصائد الديوان. فهي في عمومها احتفاء بالإبداع الشعري

الراقي؛ قراءة وكتابة وخاصة النظم الشعري، هوس الشاعرة الذي يملك عليها شغاف

قلبها. دون أن تغفل اللوحة عنصر الزمن. يتماهى مع عنوان الديوان “قبل النسيان بقليل”

في سباق معه قبل اجتياح النسيان، فيضيع الجمل بما حمل. فالعنوان العتبة الرئيسية، مصاغ

بذكاء لا تخطئه العين، يطرح أكثر من سؤال حول هذا الذي تداركته الشاعرة بقليل كان

على حافة الضياع والاندثار، قبل أن نعثر على الجواب في ص 7 في كلمتها الافتتاحية

بقولها “النسيان الذي نجت منه هذه النصوص بأعجوبة مرتين، مرة أولى حين أمسكت

بها كفراشات تعبر الفكر في لحظات وكتبتها “قبل النسيان بقليل”، ومرة ثانية حين

عاشت بين رفوفي طويلا تقاوم وتنتظر لحظة الانعتاق لترفرف حرة طليقة“.

“الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف” فالعنوان بصيغته هاته “قبل النسيان بقليل”

يتوافق تركيبيا مع عنوان “قبل الموت بقليل” باكورة أعمال الكاتبة فاطمة ياسين الروائية،

وعناوين أخرى “تناظره تركيبيا” بتعبير د. محمد الفهري بنفس النشاط “قبل النوم بقليل”

للكاتبين عبد الحميد الغرباوي وحسن برطال. الديوان الشعري حافل بمقومات الشعر

الأساس، من انزياح لغوي مائز لا إفراط فيه نحو الإيغال في الرمزية والغرائبية تحول

دون إدراك معانيه وسبر أغواره، ومن تم تعطيل مفعوله، ولا تفريط ليكون كلاما عاديا لا

ملح فني فيه، يخرجه من دائرة الابداع. إنه يطفح بالصور الشعرية الجميلة، يصعب

حصرها في هذه العجالة، لكن يكفي من القلادة ما يحيط بالعنق، كما يقال. في ص68 نجدها

تقول:

فقد تعودت أن أسابق الوقت

حتى صرت أسبق ظلي

في تقاطع بديع مع ما ورد في رائعة أم كلثوم “الأطلال”، كلمات إبراهيم ناجي وألحان

رياض السنباطي

وضحكنا ضحك طفلين معا    وعدونا فسبقنا ظلنا

وفي ص 69 تعبير ماتع عن الظل. فبقدر عمقه المعنوي، بقدر جماله الباذخ، تقول:

ظلي لا ملامح له…// لذلك فهو أقوى مني// لأنه ليس مضطرا لتحمل المجاملات// ولا

تفضحه دموعه مثلي…// لا يعاني آلام الصدمات// لا تهمه المظاهر أبدا// عاريا// دون

أن يلتفت إليه أحد// ويستمتع دوما بالسباحة في مياه النهر// بكل فرح الطفولة…لدقيقتين

//حين أكون أنا. صاحبته// أمر مسرعة على الجسر// أفكر في مئات الأشياء…إلا في

السباحة.

الشاعرة على درب الكبار، تحضر تيمة الليل في ديوانها بشكل لافت بحوالي عشرين مرة،

بصيغ متنوعة (ليلا، الليل، لليلة، ليله، ليل،)، وفي سياقات مختلفة. لكن حضوره في

شعرها غير حضوره لدى جل شعراء العصور الأدبية السابقة، وحتى اللاحقة في عمومها.

فالقاسم المشترك بينها، هو ارتباطه بتراكم الهموم والضيق والأحزان تثقل كواهلهم. يقول

امرؤ القيس

ولَيلٍ كَمَوجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدولَهُ +++ عَليّ بأَنْواعِ الهُمُومِ ليَبتَلي

وزاد مشبها إياه بأمواج البحر المظلمة والمتلاطمة المخيفة، حتى إنه يتمنى أن يسارع

بالانجلاء والانقضاء. حسان بن ثابت في صدر الإسلام يشكو من تأخر أفول نجوم الليل.

فالنوم لا يأتيه إلا بعد تواريها عن أنظاره. بشار بن برد يتساءل قائلا بتعجب:

هل ضيّع الصّبح المتوهّج طريقَه +++ أم أنّ الدّهر كلّه ليل مظلم؟

وقس على هذا ما قيل في العصور اللاحقة، فهو عادة ما يرمز إلى الوحشة والأسى

والأحزان والأسقام. حافظ إبراهيم لضجره من طوله يؤنسنه وعلى لسانه يقسم أنه سيلازمه

إمعانا في تعذيبه. على عكس شاعرتنا في ديوانها هذا. فهي تشكو من نهارها بما أنه ليس

لها. إنها ليلية بامتياز. إنها مدينة لليل بالشيء الكثير. فيه كان غيابها الطويل، وإن كان ليس

فاطمة فركال

كأي غياب. تقول في ص62:

غبت كثيرا …

كنت أحفظ دروب الليل

وأتعلم كيف أرتب أحلامي

إنها تتخيله مدينة لها دروبا تعتكف لحفظها، حتى إذا انبرت لغزل كلمات قصائدها، تأتي

كما تريدها، لا شية فيها يكدر صفو جمالها. إنه وقت التتويج، إنه وقت مشاغبة اللغة

والبحث عن مفردات جديدة لنظم القوافي، تقول على ظهر الديوان:

أشاغب اللغة كل ليلة

أبحث عن مفردات جديدة

لملء الفراغ الشاسع

بين المعنى وصوته

ففي خضم التحليق بحروفها في سماء نظم الشعر الذي يسكنها، ويملك عليها جوارحها

تعكس أحاسيسها ومشاعرها، فعينها على واقعها وما يضج به من تناقضات. بلغتها السلسة

المنسابة، وبسخرية المتمكن من صرة فنون القول نجدها في “أسباب القصيدة” في سياق

حديثها عن شاعر كان دائما مسلحا بقلم الرصاص بجيبه الخلفي، ليكتب أي شيء يباغته في

طريقه، مخافة ضياعه (العلم صيد والكتابة قيد). فالأهم لديه هو القلم أما ما يدون عليه،

فقال لها “حولك أشياء كثير تفي بالغرض” 26، ك “تذكرة حافلة // تنكر لها سريعا من

حملته لوجهته“، أو “علبة عصير فارغة //. مكسورة الرقبة على الطريق“، أو فاتورة

سددها // صاحبها مرغما// فرماها انتقاما عند أول منعطف.

ليصل بها مقام الأسى والحزن سدرة منتهاه، على الوضع المزري، بتعبير غاية في

الشاعرية على لسان صديقها الشاعر ص 27-28:

 شوارع بلادي يا صديقتي // امتداد كبير للمزبلة // دوما حزينة بها أشياء حزينة…

ومهملة // تصلح للتأمل … وكتابة القصائد // شوارع بلادي يا صديقتي // يكفي أن

تمشي بعينين مفتوحتين // لتنهمر عليك المطالع //…// وتنفجر في داخلك كلمات

وفي قصيدة لاحقة من طوال قصائد الديوان بخمس صفحات. من عنوانها “بشاعة” إلى

نهايتها كلها جراحات وآهات، مَنْ لا يقدر حتى على البوح بما يحز في نفسه ويجز

دواخله، فلا تجد غير الله ملاذا. قصيدة آية في الجمال مبنى وغاية في القتامة معنى، تقول

غادرتنا براءتنا يا الله باكرا // مبعدون نحن يا الله // وجوهنا كانت جميلة // قبل أن

تطفئها عتمة الليل // أشعلنا أحلامنا واجتمعنا حولها// تركناها تحترق حلما حلما// غرباء

نحن يا الله. // يجرحنا كل ما يفرحهم…//تجرحنا الأعياد …// حفلات الميلاد.. مدينة

الملاهي…// من نحن إذن؟؟؟// نحن من نجعل العالم بشعا// لتحاولوا أنتم إصلاحه// نحن

من أفسدنا ا لبلاد...// وخربنا الشوارع// ومزقنا كراسي الحافلات // نحن من نلوث

أشجار الحدائق // وننام تحت سياراتكم الفارهة // نحن من نسرق هواتفكم// وحقائبكم

… وبيوتكم. ص 35، لتختمها بمرارة قائلة: “لنخدر ما بقي من نبض //عسانا ننسى تماما

// وحدة هذا الوجود // وحقيقة أننا وإياكم // ننتمي لعالم واحد // وإله واحد.

على نفس المنوال، قصيدة ساخرة، من أربع صفحات بعنوان “امرأة الطين” قمة التقزز من

شاعر رقيق، بعطره الفرنسي همه المراهنة على “جذب فراشات الربيع” ف”إياك أعني

واسمعي يا جارة”، ينصب نفسه مدافعا عن المرأة القروية في عيدها العالمي 15 أكتوبر،

بنظم القصائد، علما فبينه وبينها ما بين السماء والأرض. إنها تستنكر عليه وأكيد من خلاله

مرتزقة الصالونات الفاخرة بالفنادق المصنفة، ممن لا تسمع لهم همسا وولا ركزا إلا في

المناسبات العالمية أو الوطنية، فتجدهم يسارعون بكل الوسائل، ليتصدروا المجالس تحت

الأضواء الكاشفة لتدبيج الخطابات ونظم القوافي، كم منهم، حتى لا نعمم “حاميها حراميها”

لا علاقة لشعاراتهم الرنانة بممارساتهم الواقعية.

فالشاعرة ابنة البادية، وتتمنى لو ظلت تحت شجرتها المفضلة، بعيدا عن حسابات البنوك

ص77. إنها لا تتحدث من فراغ، تتساءل مستنكرة عن مدى معرفته بعالم المرأة القروية

الذي لا يتجاوز حسبها جدلية البيت والحقل، ولا دراية له بإمبراطوريتها التي ترعاها من

عرق وملح، ولا بأنواع الطين التي تملط به حوش الدار وجدران الغرف وترميم البيت،

ليصل غضبها مداه، فتُوالي عليه أسئلتها الاستنكارية كالمطارق، قائلة:

ماذا تعرف عن مواسم الحرث // عن أنواع السماد؟

ماذا تعرف عن البيدر. // عن جمع السنابل// عن الحصاد؟

وبسخرية لاذعة تعرض به قائلة ص49:

كيف تتحدث أيها الشاعر الفصيح // بكل ثقة // عن امرأة من صخر وحليب // وأنت لا

تعرف أبدا // معنى أن تلد أنثى هزيلة//..// أطفالا أصحاء. أقوياء// يرضعون الصبر من

الجبال// دون أن تعرف يوما // طريق الطبيب.

إنه اختيارها، لا تريد لشعرها أن يطل على قومها وبني جلدتها من برج عال، لا يعكس

واقعهم المر بكل تلاوينه. نقد لاذع بفنية عالية للقبيلة في قصيدتها الجميلة “قرابين على

مذبح القبيلة”، تؤكد أكثر من مرة امتنانها لهذه القصيدة بالذات، فقد كانت جوازها

للانخراط الفعلي في نادي الشعر والشعراء من بابه الواسع. تسرد فيها إحدى مآسيها مع

شيوخها ص52 -55 وهي لا تزال طفلة يافعة. تقول: أعلنوني خارجة على قانون القبيلة

// حين رفعت قليلا من تنورتي //ووضعت بعضا من أحمر الشفاه // وابتسمت لرجل

غريب // ألقى على مسامعي ..قصيدة // فأصبحت أنكأ جراحاتي // وأنبشها عمدا ..

لأبكي// وأقدم القرابين من دمي// وأتخلى عني // لاستعادة وشاح الفضيلة // ولتجديد

الولاء لوطن كامل // يعتبر الحب ذنبا .. والشعر رذيلة//..// ليقال عنها ..عاقلة.

وهي مهوسة بما يخالج دواخلها من هموم ومشاعر تعتصر روحها وتعتمل في نفسها كمدا

على ما تعيشه من أحزان. لم يفتها في ديوانها هذا أن تتجاوز حدود وطنها. فنظر الشاعر لا

تحده حدود. قصيدة “قلق” من طوال قصائد ديوانها 94-98 (خمس صفحات)، آية في

الجمال الشعري الباذخ، مهداة “إلى كل المبعدين قسرا عن أرض الياسمين“، والتي ليست

سوى دمشق الجريحة، تقول، “وطن ..أحرق ياسمينه // شرد أبناءه // باعهم للغرق //

وطن ..أطفأ قناديله // أبكى نساءه // نذرهم للقلق.  بعد استهلال القصيدة بما يناسب ما

أصبح عليه هذا الوطن من خراب ودمار و يباب. استهلال يختلط حابله بنابله، لم يعد شيء

على حاله تقول فيه، “قلق// أرق// وفنجان قهوة مندلق// على كومة من ورق// بقايا

أشواق..// صرخة مكتومة// ضاق بها الصدر // تأبى أن تنطلق..” وهل هناك أقسى على

الصدر من الضيق لما يضحى كأنما يصعد في السماء فيختنق !؟

أبدعت في وصف حال هذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية، وأكيد هناك من وراء الستار

من يؤجج نارها، ممن ليس في مصلحتهم أمنه واستقراره. لم تسمه ولكن أشارت إليه بما

يدل عليه ويعرف به، كالياسمين الذي تغنى بها الراحل نزار قباني ذات تاريخ حين قال، “لا

أستطيع أن أكتب عن دمشق، دون أن يعرش الياسمين على أصابعي، ولا أستطيع أن

أنطق اسمها دون أن يكتظ فمي يعصر المشمش والرمان والتوت والسفرجل“، كما أشارت

إليها بجبل “قاسيون”، يشرف على دمشق، من قمته يمكن رؤيتها بكاملها، على سفحه نصب

الجندي المجهول، وبه مغارة الدم أو ما يسمى بمقام الأربعين، إشارة إلى إقامة يحيى بن

زكريا وأمه به أربعين عاما، تقول ص96، “حين كان ظل “قاسيون” يمتزج بظلك //

فتذوبان معا // في تاريخ الأساطير القديمة // حين كانت كل الدروب // تؤدي إلى بيتك…

ففرادة الديوان في تتبع ولادة القصائد شعرا تؤكد تميزه. فليس سهلا التعبير شعرا عن

الشعر وللشعر، كما ليس سهلا الحديث عن الفلسفة بالفلسفة وللفلسفة. فلم يكن اعتباطا أن

تفتتح أضمومتها الشعرية هاته بقصيدة “مجاز” لتعبر بالجزء عن الكل الذي ليس سوى

البلاغة بأقانيمها الثلاثة؛ علم البيان بأساليبه المعروفة من خبر وإنشاء وتقديم وتأخير وفصل

ووصل وقصر وحذف وغيرها، وعلم البيان بتشبيهاته ومجازاته وكنايته، وعلم البديع

بمحسناته المعنوية واللفظية. لكل هذه الأقسام تجليات في قصائد الديوان، وظفتها الشاعرة

باقتدار فني بارز، فجعلت للكتاب قلبا، تقول في ص61 “وذهب بعيدا..// دون أن يعرف//

أنه قد دمر قلب كتاب” في سياق حديثها عن قارئ عابر فضل رواية أنيقة عن كتاب رمادي

تغير لونه وصار باهتا. وجعلت للغة سقفا تتساءل كيف تلامسه 64، و جعلت الدموع

حروفا تذرفها في قصيدة73، وتوجت النجمة ملكة لليلة واحدة، وجعلت الظل يمشي حافيا

عاريا، يسبح وينام ويرتاح، بل ويحتج عليها حين تسبقه “لماذا تتركيني خلفك؟“ص68،

كما صورت بجمالية ما نعرفه عن الكتابة بأنها ولادة بقولها ص64-65 “أحاول التعلم من

جدتي// كيفية التحايل لسرد القصص// ومن أمي البسيطة// كيف تكون الولادة طبيعية//

عسى أن أنجب يوما // قصيدة سليمة.

ويبقى الديوان لغزارة معانيه عن الذات الشاعرة والوطنية والقومية، وفرادة مبانيه بجزالة

لغته الانزياحية وشاعريتها، يحتاج لأكثر من قراءة من منطلقات مختلفة، ومن زوايا نظر

متنوعة.

بوسلهام عميمر

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman