ليلة القبض على الحبّ
بقلم: هيام الشرع
————————–
ليلة لُقَانا…
كانت من أجمل الصُدف
تعطرت أجواؤها
بألوان من الشَغفِ
ليلة تأرجَ شذاها بأريج البحر
فكأنَّما الطبيعةُ مضمَّخةٌ
اصلاً بالعطرِ…!
قضيناها في غفوةٍ من الزمن
اِنْغَمَسنا في لُجَّةِ اللَّهْوُ البريء
رَقصنا وعيون النجوم تتلألأ لنا
وتعاكس بلمعانها ظلال الشجر
كما يعاكس المرجان الأحمر
بأعناقه زرقة البحر
بَزَغَ القمرُ الينا بثوبه المنير
وأرسل من ذَوْبِ فِضَّتهِ
شعاعه المثير
تناغمت الهمسات
وتعالتْ خَفقات أشواقنا
فتهادى إلى أسماعِنا
في سَكينةِ اللَّيْل
المرطبة بالطَّلِّ
لحن الخلود
كأغنية مرسلة
على أمواج الأثير
ولَجْنَا باب الحبّ
وتسللنا بخفةٍ لمحرابهِ
ذلك المحراب الناريّ
الثائر على رُهبَانهِ
وتَوَشحنا السماء بزنابقها
فسقط الياسمين والآس
أكواما على أذرعنا
ونفذ الحبّ إلى قلبينا
صارَ عاصفاً مجلجلاً
رقدنا كلاجئين
وغبنا في الوَجْدِ
فوق مهد من الأزاهير.
أيها الساكن في نبضي
ضُمَّني بقوة لصدرك
ففيه بُوصَلتي وغاية التمني
ودَعْ حُبّك يَحرس نُعاسي
سَيخْشَى الفراق قُربنا
إن تشابكت أنفاسكَ بأنفاسي
وسَيَخْسَأ حينها
كُلَّ وَسْوَاس خناس
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
……….
