من الذكريات المقدسة
بقلم: مها كندور
ـــــــــــــــ
بعضُ الذكريات كالمقدسات
لا تفقدُ عذريتها وإن مضى عليها الزمن
كان صباحاً
ِكان وقتاً من أيامِ الفرحِ الملونِ
الشمسُ كانت مستيقظة قبلي بساعات
وأنا استيقظتُ على صوتِ طرقِ البابِ تواً
كنتُ أخطو بكسلٍ
وأصابع الشمس تقرصني
إذ بشابٍ في الثلاثينات
واقفاً أمام بيتنا، والبابُ موارب
مسافة الفِتْر بين السبابةِ والإبهام
سألتهُ والكلام يسعل من حنجرتي
ادَّعى إنهُ يقرأُ الكف
ولهُ في الماءِ نبوة
عجبني فيهِ نعومة وحرير الكلمات
مَددتُ يدي، نظر فيها ملياً
مَدَّ هوَ يدهُ في جيبِ ثوبهِ العربي
أعطاني قرآناً صغيرا
وقال، خذي الحصنُ الحصينْ
لا أستطيع أن أكذب على أصابعِ السكر
صنعها الله لتحملَ القلم
.. واستدار
قد رأى أن الحبر يجري في عروقي.
