جولة صيد
– قصة قصيرة
بقلم: سالم الياس مدالو
ـــــــــــــ
أستيقظ حميد عند الصباح والثلج يكسو الأرض بطبقة بيضاء ناصعة تكسو قمم الجبال وأغصان
الأشجار العارية ارتدى حميد بنطاله وحمل فخاخه وهم بالخروج كانت الريح في الخارج تهب باردة
والجمر في موقدهم يعطي بصيصا احمرا شرع حميد بالنط فوق الثلج كقط اليف كانت اسراب الزرازير
تطير في السماء كسحابة دخان اسود باعثة زقزقات عذبة شرع حميد بنصب فخاخه بعد أن أزاح
الثلج المتراكم ومن ثم ركض مسرعا بعد أن رأى سربا من الزرازير يبغي الهبوط قرب فخاخه ليختبا خلف
صخرة مراقبا الزرازير وهي تلقط الحب من بين فخاخه تمنى لو يصطاد زىزورا واحدا من هذه الزرازير
رأى حميد أخاه الصغير يقترب منه ود لو يصرخ بوجهه لكنه كتم صرخته خوفا من أن تطير الزرازير
لكن الزرازير فرت فزعة حين سماعها صوت إطلاقة صيد دوى قرب المكان إذ ذاك بكى أخو حميد خائفا
لا تبك لا تبك يااخي قال حميد سأصطاد لك زرزورا جميلا قال حميد ذلك مفتعلا ابتسامة خجولة كان الثلج
يتساقط بغزارة والريح تهب غاضبة ورويدا رويدا استحالت إلى عاصفة سرعان ما مرت بسلام عاد
حميد إلى البيت خالي الوفاض موعدا أخاه باصطياد له في المرة القادمة زرزورا جميلا عذب الزقزقة.
