الرئيسية / مقالات / تُصلح الرياضة ما تُفسده السياسة / بقلم: خالد السلامي

تُصلح الرياضة ما تُفسده السياسة / بقلم: خالد السلامي

تتطلب السياسة في جميع أماكنها وأوقاتها وشخوصها إلا ما ندر ، (وخصوصا في الشرق الأوسط ومن ضمنه بلادنا العربية) ، مختلف أساليب المراوغة والتزييف وإثارة المشاكل بين أطرافها لتحقيق مصالح ذاتية وفئوية محددة بغض النظر عن المصالح العامة للبلد والشعب لأنها لو كانت تهدف الى خدمة البلد والشعب لما جعلت من تلك الأساليب الملتوية سبيلا وحيدا لإبقاء نفس شخوصها وتنظيماتها على رأس هرمها لعقود من الزمن ولألتجأت الى الطريق الأمثل للبقاء الذي يعتمد أولا وآخرا على إرضاء شعبها ولملمة اوصاله ومداواة جروحه وآلامه بدلا من كل هذا الشتات الذي تعيشه المنطقة وبالذات بلادنا العربية التي لاهم لسياستها وسياسيها سوى كيفية تأمين استمرارها وبقاء شخوصها أطول فترة ممكنة على كرسي سلطتها والتحكم بمقود قيادتها حتى لو اضطرت الى الاستعانة بأطراف خارجية التي لا تساعد لسواد عيون طالبي مساعدتها الا بشروطها التي غالبا ما تكون اثمانها غالية جدا على مستوى الوطن وحريته وسيادته ،

ومن أبرز  تلك الاساليب التي يستخدمها سياسيو الوطن العربي خصوصا والعالم الثالث عموما هو اختلاق الازمات السياسية والامنية والاقتصادية التي تؤدي الى انهاك المجتمع وتشتيته الى أجزاء يتبع كل جزء منه طرفا سياسيا محددا والذي يقوم بدوره على شحنه ضد الأطراف الاخرى بشكل دائم لضمان ولاءه ودعمه له في كل موسم ( انتخابي ) يمر به ذلك المجتمع ولهذا  نرى المشاكل والفتن تنشط بشكل واضح مع اقتراب أياً من تلك المواسم ثم تهدأ نسبيا لحين اقتراب الموسم اللاحق مما أدى ويؤدي الى المزيد من الشتات والتفرقة بين أفراد المجتمع وربما حتى بين أفراد العائلة الواحدة في تلك المجتمعات

وعلى مر السنين وخصوصا منذ بداية قرن الشر والفتن القرن الحادي والعشرين ورغم كل محاولات السياسة والسياسيين للحفاظ على ما انجزوه من تفرقة وخراب في المجتمع العربي فيما بينه كأقطار ودول مصطنعة وفيما بين اهل القطر الواحد من الشعب العربي كله وعلى مدى كل تلك السنين اللعينة ، الا ان الشعب العربي يفاجأ كل اصحاب السياسة المحلية والخارجية المؤثرة فيه وعليه وبمناسبة رياضية واحدة بأن كل خططهم قد فشلت في تشتيته وتشظيته ليثبت لهم والعالم اجمع انه شعب واحد يسكن وطنا واحدا يمتد من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي وما نجاح مونديال قطر وانجازات اسود الأطلسي المغربي وكأس الخليج العربي في البصرة الا غيض من فيضِ تماسك العرب فيما بينهم وتمسكهم بعروبتهم وقيمهم ودمهم العربي الواحد لتُصلح الرياضة في ايام قليلة كل ما افسدته السياسة خلال عقود من الزمن .

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman