* لم أَكُنْ منتمياً *
وقفت مذهولا
قبالة لائحةَ القبولِ
تخطى بصري
كلَّ أصولِ الترقبِ
وعرىّ البعدَ القاتم للأشياء
تؤطرني الغبطة تَعتريني الحيرة
أحاول افتراس اللوحة
أن أمحو كلَّ الأسماء
التهمتْ عينايَّ كل الوجوه المحدقة
وبين هذا .. وذاك !
ضجيج التهاني يخترق الأسماع
وأنا: تذبحني خفايا الأسرار
تمزقني سطوة الإبهار
أستشرت عرافة الأحجار
أوزع نظراتي ما بين …
وجه هذا .. وذاك !
ونحو البواب الواقف عند الباب
تتماوج حولي الحدقات
وهمسٌ مريب يشعل النار
حولَ خشيتي
وصمتٌ مخيفٌ يحتوي المكان
يلاشي الزمان
قطعُ لهاثَ معرفتي المؤقتة
يوقظ سطوة فطنتي البارقة
تـَلَبدتُ حينها
احتبسَ النفس في رئتيّ
أفترشتُ الأرض ملاذاً
وحين أفقت
من ضيعتي المروعة
كان المسكين البواب
يمسح وجهي
ويصب الماء
فوق بقايا دهشتي
بكيت حينها !
أسرجت مطية حنقي
تأبطت فداحة قلقي
مفجوعاً يأكلني حزني
سرتُ محنيّ الظهر
والبواب مكسور الخاطر
يوصلني لسور الباب
رفعت رأسي إليه بعدها …!
أيقنت من خلال دمع مآقيه
بأن اسمي كان مرفوعاً
بالحبر الأبيض من قائمة المقبولين
ملغيا ًمن واجهة اللوحة
لأني ……
لم أَكُنْ منتمياً !
بغداد / 1980
د سعدي عبد الكريم
