أوراق مبعثرة
أوراق مبعثرة
وبعض من كلمات مغناة
وكوبين من القهوة ومصباح قديم بضوئه الخجل
وصندوق صغير…فوق طاولة رسمت عليها أغصان أشجار
لايزال لونها أخضر ونافذة تداعب الريح ستائرها
فتستنشق عبير البحر المجاور لها وموقد صغير فوقه آنية قديمة
وفي الركن المظلم كرسي تحركه الرياح وكأن هناك من يجلس عليه
وها هي السماء تعانق الشمس مودعة
ويبدأ الليل ينسل وكأنه يخشى القدوم
أحضر معه نجمة من سماء ليست سماء الدنيا
وبعض من قناديل تضيء ليلي الطويل وأحلامي السبعة وامتد الليل
وها هي خواطري تتوارد الواحدة تلو الأخرى
وفي لحظة شعرت بإن كل شيء قد توقف
لم أعد أسمع أي صوت حتى الريح هدئت وصوت صرير النافذة قد توقف
ضوء المصباح أصابته رعشة خوف وأقبلت الغيوم تغطي وجه القمر
متناثرة هنا وهناك بأرجاء السماء وكأنها تجتمع لأمر ما تراه ما يكون ذلك …
هل هو الكون أصابه الوجوم وقرر الرحيل بهذه الليلة؟
ابحث عن سراب وسط البحر
وهجير الشمس يراقص الأرض يمزقها
وتغفو فوق الزهر فراشة نامت منذ الأبد
وقمم الجبال تعانق السماء وتنتظرها
وصوامع النساك تصدح بتراتيلها
وبين أنين وفرح جاءت النوارس تؤنس وحشتها
وتسأل الغيمات أين سرابك أيها البحر!
وأين أنت من أجنحة الحلم المعلقة بروح الأرض؟
تنهد البحر وأطلق زفرته
من أيقظ سكوني ويتمتم في أذني
أنه أنا ولا شيء آخر فقط أنا
مررت أبحث عن سراب كان يوما يحمل الحياة …
عد أدراجك فما تبحث عنه
غادر قبل رحيل البوح من الحناجر
عد ففي الغد حكاية أخرى
عد فأنا لست من يجيب
عد فسيأتي يوما وتَنسى
عد حراً قبل أن تُنسى.
بقلم: ازدهار فارس الصعوب
