أيها الصمت/ بقلم: عزوز العيساوي
ـــــــــــ
أيها الصمت الذي يسكننِي
كدورَة الدماء،
هَبْنِي قَبَسًا من ضياءِ الكلام..
لعَلني أرى العابرين إلى سِدرَةِ الاشتياق..
فأعبر مع العابرين ..
وأصِلُ مع الواصلينَ لأتذوَّقَ فاكهة الفناء..
أراني أبنِي هيْكَلًا من حُلمٍ تَجَلَّى،
أنصهِرُ فيه بقبسٍ النور اللامع،
بالحرف الفاتن،
ومُوسيقَى تقيس جنون رقصي
الزائد هذا المساء ..
فلا شيء أجمل من الرقص على الجراح.
من أكون أنا في رحم أحلامي
إن لم تكن أنت سِرِّي المكنون
في منتصف الغربة القاتمة
بلون السماء؟
فلا وَحْيَ يحضُرُ إلا أعتابِ الوحشة،
ولا مَطَرَ يغسِلُ جبينَ الصيف
إلا تحت جحافلِ الرياح..
أنا وظِلِّي المسكونِ بأغنياتِ الانزواء ،
كِلانا في مفترقِ العزلة
وذُهولَ الوجد،
ننتظر البشارة في أرَقِ الضياع..
تجمعنا قيلولَةُ المَسِّ على مائدة الدهشة،
لنشرب خمرة الكرامة بطعم الانتشَاءِ ..
فهذا الحب
صَلصَالُ الزمن،
ونداء الروح..
يجمعنا في هيكل الشوق
لنقرأ تَميمَة الوصال ..
لعل الحلمَ الأزرق يزهر في أعماقنا
فترقُصُ على أعطافه جحافل الفراش،
على شطحات الرياح..
عزوز العيساوي
