الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / الرابعة فجرًا/ بقلم: محمد الحميدي

الرابعة فجرًا/ بقلم: محمد الحميدي

الرابعة فجرًا/ بقلم: محمد الحميدي

ــــــــــــــــــــ

تسلية فاشلة …

جربتُ
كل الوسائل لإنتزاع ذكرياتكِ
من أحشاء دماغي، اِرتطمتُ بِرأسي، قفزتُ من علوٍ شاهق
لِتسقط، ولم ينفع…

آخر محاولة كانت بِإجراء عميلة
خيانة.

ذهبتُ
إلى البار؛ حيث توزع القُبل بالمجان
ويُعمد الرقص إلهًا…
رأيتُ امرأة في رُكْنِه، تشرب حزنها بِشراهة.
اِتجهتُ صوبها لأجلس معها..
اِقتربتُ منها،
إلى أقصى حد، وتكلمتُ بِصوتٍ تسمعه
أنا مصاب بِامرأة، وأحتاج إلى التخدير
لِإجراء عملية اِستِئصال لها؛
هل أجده عندكِ ؟

ردتْ
أنا امرأة، حاملة بِالحزن في محاولته الثانية لِلانتحار؛ هل
أجد عندك حبل ؟

جلستُ معها
وتقاسمنا نقاط ضعفنا بِالتساوي.
كنتُ أرتكب خيانتي الأولى وحماقتي الثانية، وأنتزع
منها الألفاظ
بِثرثرة فكاهية..
وكانت تحاول النجاة متمسكة بِأظرف فكاهة لتتنفس.
أدركتُ بِأننا ضحايا من يشبِهُنا، نقتاد إليهم بِكامل الانتحار.

الرابعة فجرًا
يطلب منا النادل المغادرة حتي يغلق البار،
نهضنا مغادرين..
وكان الحساب ينتظرنا..
ولكن لم نتناول أي وجبة. ربما الألم له ثمن أيضًا..

غادرتْ
وغادرتُ أنا؛ غرباء، لم نتبادل حتى الأسماء..

صباح تلك الليلة،
اِستيقظتُ
وكان الصداع قد اِستيقظ قبلي، وأعد لي وجبة
صراخ كافية لتصديع جدران غرفتي.

وكعادتي
أتخلص من أعبائي في مذكرتي

“بِالأمس
لم استطيع نسيانكِ
ولكن على ما يبدو بِأن الخريف القادم
سـتسقطين مع الأقنعة التي ارتديتُها، وسأعود
للرقص عاريًا”..

2020-8-1

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman