الرئيسية / إبداعات / حديث الكلام/ بقلم: حسين المحالبي

حديث الكلام/ بقلم: حسين المحالبي

حديث الكلام/ بقلم: حسين المحالبي

ــــــــــــــــــ

ضُمِّي شَتاتي فقد حُطِّمتُ يا أُمِّي

لَعَلَّ روحي تَعودُ الآنَ بالضَّمِّ

كادَت تفِيضُ كمِثلِ النِّيلِ أَورِدَتي

مِن شِدَّةِ الخَوفِ والأحزانِ والغَمِّ

كَم صِحتُ بالآهِ لكِن لَم يُجِبْ أَحَدٌ

كأَنَّني صِحتُ بَينَ الصُّمِّ والبُكمِ

وكَم كُسِرتُ وكَم واجَهتُ عائِقَةً

واجتَزتُها بخُطَى الإصرارِ والعَزمِ

..

لَم أذرِفِ الدَّمعَ والآلامَ مِن مُقَلي

ولَم أَعِشْ فِي حَياةِ التِّيهِ والوَهمِ

حتَّى شَرِبتُ مَعَ العُشَّاقِ ذاتَ مَسًا

وهَا أَنَا الآنَ أَحسُو لَعنَةَ الإِثمِ

قد ذُقتُ مِن حُبِّ لَيلَى كُلَّ مُوجِعَةٍ

كَم جُرِّحَ القَلبُ مِن لَيلَى وكَم أُدمِي

———

ضُمِّي لِأَستَنشِقَ المَعنى

وأَقطِفَهُ شِعرًا

بدُونِ أَسَى التَّكليفِ والنَّظمِ

الشِّعرُ مَا الشِّعرُ إلَّا آيَةٌ نَزَلَت

مَا زَالَ يُبحَثُ فِي إِعجازِها العِلمِي

والشَّاعِرُ الفَذُّ قَلبُ الحَرفِ يَنبِضُهُ

ورُوحُهُ تَهطِلُ الأبياتَ كالغَيمِ

وبالقِراءَةِ تَذكُو شاعِرِيَّتُهُ

كَمَا يُذَكِّي الوُقودُ النَّارَ فِي الفَحمِ

ضُمِّي ..

فآخِرُ مَا فِي العُمرِ قافِيَةٌ ثَكلَى

وأَوَّلُ تَوقيعٍ عَلَيهِ اسمِي

———

قد كانَ يَملِكُ عَقلي أَلفَ نافِذَةٍ

كُلُّ المَسائِلِ لَم تَقدِرْ على فَهمِي

بَحَثتُ عَن حَلِّ أَلغازِ البِلادِ فَمَا

وَجَدتُ حَلًّا لِلُغزِ الجُوعِ والظُّلمِ

هِيَ البِلادُ تُحِبُّ العَيشَ مُنهَكَةً

وتَستَريحُ على الأَنقاضِ والهَدمِ

مَتَى سنَكتُبُ حُبًّا فِيكَ يا وَطَنِي ؟!

أَمَا اكتَفَيتَ مِنَ الأَوجاعِ والضَّيمِ ؟!

———

ضُمِّي لأَرجَعَ طِفلًا لا يَهُمُّ وَلَا ..

إِن نامَ – لا شَكَّ – لَاقَى رَاحَةَ النَّومِ

أَرجُوكِ ضُمِّي فَإِنِّي مُتعَبٌ قَلِقٌ

تَسِيرُ ذَبذَبَةُ الجُدرانِ فِي عَظمِي

..

لا خَوفَ مَا دامَ رَبُّ العالَمِينَ مَعِي

بِذِكرِهِ كُلَّ حِينٍ ؛ يَنجَلي هَمِّي

ومَا يَزالُ أَبِي خَلفِي يُسانِدُنِي

وآخِرَ الليلِ تَدعُو اللَّهَ لِي أُمِّي

حسين المحالبي

٢٠٢٠/٩/٢٨م

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman