الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / خلف الجدار الكثير من الحياة/ بقلم: سلوى اسماعيل

خلف الجدار الكثير من الحياة/ بقلم: سلوى اسماعيل

خلف الجدار الكثير من الحياة/ بقلم: سلوى اسماعيل

ـــــــــــــــــــ

كانت أكبر أحلامي وأنا طفلة

حقيبة مدرسية

شرائط ملونة تزيّن شعري

ومجموعة أقلام

طفولة بسيط كهدايا الحجاج

تمرة وكاميرا بلاستيكية

بضغطة زر تدخل الأراضي المقدسة

تتجول بالمدينة

تتسكع بمكة

تنتهي بالطواف حول الكعبة

ويبقى أصبع الطفل

يضغط

ويضغط

أملا بالطوافِ بمدن أخرى

عالم يضجُّ بالضحكات

كانت ساعة الحائط لغزا

تساءلت كثيراً

كيف لهذه العلبة أن تعرف الصباح من المساء

وحين تسألني أمي عن الوقت

أردد الصغير على السبعة

الكبير على العشرة

تهرع لتضمني مع قبلة

وهي تسحبني نحو الباب

هيا تأخرت على المدرسة

أجمل اللحظات جرس الفسحة

نتدافع بلهفةنحو الباب

وصوت المعلم يعلو بالصراخ

/واحد واحد يا قرود/

نركض في الباحة

نتبادل القضمات من السندويشات

زعتر ، جبنة ، دبس بندورة بطعم النعناع

جدار المدرسة مرسمنا

نكتب اسماءنا

نرسم قلوباً دون سهام

وأكثر الأحيان كنا نتسلقه ونقفز

إلى الخارج

لنشتري من الدكان العِلْكةَ و راحة الحلقوم

حياة بلا تعقيدات

لاتلفاز لا هواتف

كانت تسليتنا دمية

تصنعها أمي من الأعواد

قصاصات قماش

و شعر من خيوط ملونة

أو قطعة صوف نسحبها من طرف الوسادة

زمان

كنا ننام جميعاً بغرفة واحدة

متلاصقين كأصابع الكف

نتعارك قليلاً

نضحك كثيراً

قبل أن تبدأ أمي بالصراخ

أيتها الساعة لمرة واحدة عودي للوراء

خلف ذلك الجدار ،الكثير من الحياة.

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman