الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / روح بتول/ بقلم: أحمد نصار

روح بتول/ بقلم: أحمد نصار

روح بتول/ بقلم: أحمد نصار

ـــــــــــــــــ

مذ كنتُ خلف خطوطك الحمراء

أبحث في وجوه الغيم

عن دربٍ ليوصلني

لقلعتك الحصينة في ليالي البرد

ألتحف الوصول

….

لا زلت خلف رشاقة الكلمات

أبحث عن توردها

لأخفي ما تفجر في فضائي

من فضول

…..

ماذا وراء تفتح الأضداد

في عينيكِ

أيقظني جنون الليل

يختتم المواسم والفصول

….

ليقوم فصلي باحثاً عن فصله

في غابة الشوق

التي حلت على الأهداب

والكحل الخجول

….

أخفي حفيف القلب

عن بعضي وعن كل العيون

فبكل نبضٍ من شراييني

عذول

…..

وبكل وسواس من النبض الشهي

شقية

زعمت بأن حظوظها

حمى تنازعها الهدوء

وبأنه لا زال في أعطافها

روح بتول

….

فتقول للطيف المسافر

في مساحاتي

ترفق

أو نكون وأنت في هذا

عُدول

وتقول للطيف المقيم

ردي لنبض هائم إيقاعه

ردي لوجد ثائر أضلاعه

ردي لصبحي مركبي وشراعه

ودعِ المسافة بيننا

تحكي روايتها هنا

إن كان خلف تمنع الكلمات

رغبات يراودها النزول

كالماء شلال به شوق الموتر

في تضاريسي

قرار للنزول

….

الحي يعرف والدروب

وشهوة الصيف المجازف

أننا بتنا على وترٍ

يدندننا يقول ولا يقول

…..

عرق الزنابق فوق خديها

أذاع السر

يحمله نسيم الصبح بين الورد

مثل النار

في صيف الحقول

…..

فتقول ظامئة لأخرى

قد رأت شبق الزنابق

في ذهول

. ….

هذي التي نصبت شباكاً

للهوى في ليلها

تصطاد في عينيه

ومضات القبول

وتقول حاسدة

لمرآة تنكر وجهها بالظل قولي.

كيف للعذراء

أن تبدي نبيذ نضارها

وتعاتب النجمات

في قول يطول

…..

وتقول سيدة تعطرت الضياء

لا شيء يشبه أن تكون

كما تشاء

إن هب فيك الماء

فاترك سحره ينساب

في جنبيك رقراقاً خفيفاً

أو ستأخذك السيول

…..

أدخنُ سيجارتي

وأنظرُ من نافذتي باتجاه الشّارع

تقع عيني على بائع اللبن جالسًا على القهوة يدخن

أنظر إلى أصابعه التي تمسك الشِّيشة

إنها كاملة؛

فلماذا إذن كان يعدُّ أصابعه بدلًا من النقود؛

عندما أعطى لجارتي حفنة من اللّبن، تشربها كلها وتلحس باطن كفيه؟

ولماذا بعد أن أعطته نقودًا من حصالة صدرها

لم يَعُد يصب لها اللبن في الإناء،

ويَعدُّ أصابعه، بعد كل مرة، ويكرر العدّ؛ تحسبًا لعدم الخطأ

هل كانت جارتي تشرب أصابعه بدلًا من اللبن؟!

 

//

 

عندما تزورني أمي كلّ جمعة

تفتحُ مطبخي وثلاجتي؛ لتتأكد من مخزون الطعام لديَّ

وتراجع معي عدد الزيارات التي قمتُ بها لأقارب زوجي

ويعجبها أن صوتي لم يطلع عندما تشاجر معي زوجي؛

بسبب الملح الزائد في الطعام والعلاقة الحميمية.

ولا يهدأ لها بال حتى تقع عيناها على

العلامة الزرقاء في رقبتي

تطمئن أني مازلتُ أشرب اللبن من الإناء

وأمسك النقود في يدي

ولا حصالة في صدري كمعظم النساء، اللاتي يشربن

أصابع الرّجال

ولم أخبرها طبعًا أني أكتب الشّعر

كانت ستقطع رأسي.

 

أمي في كل مرة “تبوس” رأسي

على الحروب التي خسرتها حتى أكون زوجة صالحة ومطيعة.

بينما هناك حروب أخرى تخصني وحدي

لا تعرف عنها شيئًا

وقد ربحتها كلها.

 

كنت أريد أن أخبرها في آخر مرة

عن موت “عناية جابر”

لكنها لا تعرفها مثلي.

ماتت عناية جابر. عرفت ذلك من أصدقائي

ماتت كما تموت العصافير

فوق عشها البعيد، ماتت وحيدة وهادئة

أظن أني سأموت مثلها يا أمي.

لكن شيئًا ما في ملامحها يخبرني

أننا في حياة ثانية سنكون صديقتين مقربتين جدًّا.

أحمد نصار

القدس

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman