الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / قال لها…/ بقلم: أحمد سليمان

قال لها…/ بقلم: أحمد سليمان

قال لها…/ بقلم: أحمد سليمان

ـــــــــــــــــــــــ

يجب أن تتوقف عن شُربِ هذه الكميات من الكحول ، أراكَ تُدخن

بشراهةٍ أيضاً

أربع وعشرين ساعة ..قالتْ لهُ!..

عند الثالثة ليلاً يا حبيبتي عندما يلمع وجهكِ كلمح البصر في بالي كما تلمع الكهرباء في خاطرِ البلادِ أشرب كالمُتلهفين لحفنة ضوء .. لأنسى شكل العتمة ، و عندما أدخن في هذا الوقت لِـأَضِئْ بجمرةِ السيجارةِ سهرتي مع وحدتي.. ،

وعند تمام الرابعة فجراً حينما يكون الليلُ قد أقبلَ على الرحيلِ و طيفكِ قد أصابهُ نعاسٌ حاد

أشعلَ سيجارةً لأُنيرَ دربهُ إلى النومِ في كبدي.. وأشرب لأتخيلَّ نفسي أنني النوم الذي تلجئين إليهِ كُلما شعرتِ بتعبٍ ونعاسٍ ..،

 

وعند تمام الخامسة فجراً عندما يكون الإله منشغلٌ بتخبئةِ الليل و نقلهُ إلى رفِ الغد

أشرب لأكونكِ في ذهني شمساً تشرقُ من خمارتي

ثم أُشعل سيجارتي لأدربَ نفسي على الإحتراقِ ..،

 

وعند السادسة صباحاً حيث يكون الليل قد انتهى تماماً و الإله قد وضعَ لمساتهُ الأخيرة في تحقيقِ الصباحِ ..أشربُ القدح الأخير لأودِعَ ثمالتي

وأدخنُ تلبيةً لحسبانٍ وخوفْ من أشتهي سيجارةٍ

كما أشتهيكِ و أنا نائم ..،

 

وحيث تصير الساعة السابعة صباحاً أستيقظ

من موتي المؤقت لأحضر قهوتي السادة على نارِ الحنين إليكِ” ، و بعد أن أنتهي من تحضيرها أسكبها بذاتِ القدح الذي كنت أشرب الخمر منهُ لأرتشفها ممزوجةٌ بنكهتكِ التي تُنقي المزاج من عكرِ السباتِ و تغربل شوائب غيابكِ دمعةٌ فدمعة .. ثم أشعل سيجارة لأنتشر مع شريط الدخان

في الفراغ .. فراغكِ الخالي الذي يُحاصرني من كُلِ الجهاتِ..،

 

وعندما يقفُ عقرب الوقت عند الثامنة تماماً أنهضُ في الوقوفِ بإستعدادِ مُحاربٍ سهلّ ..أرتبُ فوضوية صباحي بشكلٍ عشوائي .. أتناول من ثلاجتي العاطلة عن التبريد رغيفٌ من خُبزكِ ،

و قطعة مُثلثةً تحتوي جُبنكِ الأيلولي لأدهنها على الرغيفِ وأُلقيها بلقمةٍ واحدة في فمي على إندفاعٍ وعجلة .. ثم أقوم بملءِ قدحي بالخمر الطازج ثم أرتشفهُ دفعةً واحدةً لأخفف من ضغط اليوم في دمي و لأنشط ذاكرتي قليلاً ..ثم أُشعل سيجارةٌ ملغومةٌ بصوتكِ من أجلِ إن نسيتُ أن ربّ العمل سوف يطردني من عملي إن تأخرت يرنُ

بدماغي كمنبهٍ ليذكرني ، وأيضاً كي يُلهيني قليلٌ عن تعبي في النهارِ ..،

 

وعندما يرنُ صوتكِ في رأسي أكون قد عرفت أن عقرب الوقت قد وقفَ عند تمامِ الساعة التاسعة

إلا رُبع ….فأقوم من الإنطواءِ المُزدحمِ بالغيبوباتِ

ثم أزيح من أمامي غيمة الفوضى المُبعثرة ، وأنا أتعرقُ خمراً أفتحَ بابَ البيت لأغادر قوقعتي إلى عملي في قصِ الرخام والجمادات أللاشعورية ،

و حيثما تكون قدماي منشغلتان بتوصيلي إلى وجهتي …أكون أنا قد دخنت عدة سجائرٍ عاديةٍ و شربتُ أكثر من لترينِ من فراغكِ ..،

 

يتسع شغفي إلى حيث الإثارة التي تُنمو بإستمرارٍ في قلب رغبتي و يتسع الوقت إلى حيث اللغب

الذي يلون نهاري بألوانِ الجهد والقلق ..أتسعُ معهما وما بين أن ننكمش في الضيقِ معاً تكون الضرورة بفرّطها الحاجة إستغرقتْ بعضاً من جهدي عند حلول الساعة العاشرة صباحاً لرفع لوحٍ رخامي عملاق و في محاولات تثبيتهُ على قاعدةِ المقص وما بين أن تكون الحاجة بفرطها قد جزأت لوح الرخام يصير قلبي يرقص بسرعةٍ كما يرقص جرس المنبه في وجدانِ الوقت ليذكرني أن الساعة صارت الرابعة مساءاً وجسدي صار منهكاً بسبب ضجيج الغبار و ثقل الرخام و دم ربّ العمل ..

وكي ينبهني أن الوقت قد حان لأخلع بدلة العري الحمراء و أرتدي ثياب الرتابة و الملل من أجلِ أن أخلع من ذا الإنكماش إلى التشرد و الضياع ، و ما بين أن أبدل ثيابي و أقوم بغسلِ الغبار عن وجهي وأطرافي .. يكون عقرب الوقت قد وقف بإستعداد عند الساعة الخامسة تماماً .. وبعد العودة إلى الأناقةِ الكاذبة أقف في خارج المعمل ثم بلهفةٍ عارمة أفتحُ زجاجة بيرة و أشربها أمام بوابةِ المعمل الضخمة نكايةً بتعجرف صاحب المعمل وتكبرهُ الذي ينسال منهُ في كلِ صوبٍ وحدبٍ ضمن إطار ساعات العمل وربما بعد وقت العمل أيضاً ..و من بابٍ آخر أشرب نكايةً بهِ لأنه يكره شاربي الكحول .. وبالطبع لا أتلذذ بشربِ زجاجةِ البيرة دون أن أشعل سيجارةً أحرق من خلالها بعضاً من التعب وأقذف دخانها الرمادي من بعيدٍ إلى وجه ربّ العمل نكايةً بكرههِ للمُدخنين و حبهُ للمدخناتْ ..،

 

الساعة في تلكَ اللحظة تكون قد أقبلتْ على أن تكون العاشرة ليلاً ..حيثُ أعود إلى فوضاي إلى منزلي الآيلُ للهبوط في لحظةٍ ما ، وما بين أن أشرب سيجارةً و أرتشف زجاجتي بيرة باردتين

و أدخل الحمام لأستحم وأسرحُ بدفئاً عالياً أعيش من خلالهِ نزواتي المُشتهاة و أستنشق بخار الإسترخاء الذي يُنعش جلدي و وقتي تكون الساعة قد صارت في الحادية عشر ليلاً ..

وفي ذاك الجوِّ بعد إنتهائي من اللوازمِ تزداد رغبتي في تربية الوقت على العشوائية المُنظمة .. فأرتدي نصف العراء .. ثم أنزوي في ركني المُعتاد لأمارس طقوس التحليق كما تشتهي حُريتي .. وكما تشتهي الموهبة .. ،

كان يمكن أن أربح الوقت كلهُ لولا أن الوقت نفسه يرغب أن يخرجني منهُ عند آواخر الليل لأُلبي نداء الشغف و أكتب شهايا الموت وخطايا الحياة .. وما بين أن أكون شربت سيجارتين ثلاث أو أكثر و خدرت دماغي ببعضٍ من المشروباتِ الكحولية و شيدتُ غوْلٌ بين هواجسي .. وكتبتكِ ما يُقارب قصيدةً وعِشرةً لم تزيد عن الشطرينِ و قُبلةً ليس لها قبيلةً سوانا

ليستْ قصيرة للغاية و لكنها أعتقد أطول من حياتنا ، نحرق من خلالها بعض سعيرات العواطف ونبني وداً شاسعاً يربط ما بيننا إلى الأبد ..يكون عقرب الوقت قد وقف بإستعدادٍ أمام الواحدة منتصف الولهْ والقلق ..و يكون قد حان ميعاد قدوم الخمول مُصطحباً معه جيش التثاؤب ليشقشقَ حَنكِ و يطقطق مفاصلهُ…،

 

وما بينَ أن أكون حلقتُ في فضائكِ وهاجرت إليكِ أكثر من عامين وطالعتكِ قليلاً و تخيلتكِ كثيراً يكون عقرب الوقت قد وقف مستنفراً عند تمام الساعة الثالثة صباحاً ليلسعني بلهيبِ الذكريات ..

وفي تلكَ اللحظة المُغمسة بالعتمةِ تظهر فجأةً

,على حينِ غفلةٍ غيمة غيابكِ و تبدأ بصّب زيتها الذي يغلي فوق ماء شوقي لتحرقني

ولتذوبني في النومِ كما تذوبَ النار الشمعة في أرضِ حاويتها الزجاجية السداسية التي تشبه القدح الذي كُنتُ أشربُ بهِ من قبلّ!!

 

يا حبيبتي لم يبقى لدي طاقةً كافية لأن أبقى صاحياً وأيضاً لأن أشرح لكِ أكثر ..

فأسباب إدماني على الكحول ، والأشياء

التي تدفعني للتدخينِ بشراهةٍ.. أغلبها أنتِ و أنتِ أكثرها…،

 

.. قالَ لها ..

أ.س

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman