الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءة في نص “اعترافات” للكاتب سالم الحمداني/ بقلم: فوزية أوزدمير

قراءة في نص “اعترافات” للكاتب سالم الحمداني/ بقلم: فوزية أوزدمير

قراءة في نص “اعترافات” للكاتب سالم الحمداني/ بقلم: فوزية أوزدمير

————–

في ردهة الذات لا يغرب الوجع عن متاهاته الذاتية التي لم تتوقف يوما عن تفكيك ذاتها وتدميرها من الداخل بوعي المبدع الخلاق حين الأعتراف اللحظي أمام مرآة دواخله المتشظية ، حين يقف على أطلال الذات بجرأة وتواضع ، من غير حسرة أو ندم ، لم تؤلمه مظالم الحياة التي يعتبرها قدرية كالموت ، أو كالحب ، بل اعتبر الفقد للذات التي اقتصرت فيها الحياة على ما يدور ويختلج في ردهة الذات ، فيجعله يدلي باعترافاته التي ، إن لم يقل فيها شيئا ، فلأن ليس لديه ما يقوله ، لكن ماذا عساه أن يقول أكثر وأعمق وأصدق مما قال .. ?

فهو لم يطلب من الحياة سوى القليل ، وهذا القليل حرمته منه الحياة .. أي تصريف لمثل هذا الشعور في الاستجداء وحياة لا يطحنها إلا الألم .. ?

فهو يكتب لأن وحدته الداخلية تسيطر على كينونته الخارجية كما دائما ، وكما سيبقى على الدوام

لا شروط لكن شرطه الوحيد أن يكون هو ذاته من دون أي شرط

ماذا عسى المرهف أن يفعل سوى أن يبتدع طريقة تنقذه من الوجود

فلا نعلم بحقيقة الواقع ما الذي سيحمله الغد

لقد اختصر كاتبنا المبدع الحمداني حياته المنسوجة بخيوط الغموض والأسرار المعجونة بماء الشك والتساؤلات في بحور مآسي الهوية لكي لا يشبه أحدا

حين حول التحول إلى ظاهرة جوانية فردية بالضرورة وظاهرة جماعية تتجسد في مقولة الهوية واشكالياتها من القلق المشحون بعدم الاستقرار كحالة إبداعية حاضنة لفكر فلسفي

وهكذا ينقلنا الحمداني من السكون إلى الحركة داخل الذات والذات وبين الذات وخارجها، لكنها تتعايش في داخله لأنها تمثل ” أناه ” التي يرفضها أو يقبلها

نص فلسفي تأملي بديع ينطق جوانية الأنا المختنقة المتطلعة للبعيد

لك أيها الحمداني السامق فكرا جميل مودتي والاحترام

—————-

النص /

( إعترافات)

لا بد لي أن أغتال دمي في وضح النهار

وأمام الأشهاد ،

أو أن أعيش معصوب اليقين

متسكعا بليالي العتيقة

أسامر غزل الظل مع الشمس

أعتق خابيتي بعزف الفصول

ودندنات الخرير

أو أن اتعرى أمام مرآتي

بمكاشفة ثملة بلا مجسات

هي لحظة خوف مؤجلة

غير قابلة للصرف

راوغتها

خادعتها مرات عديدة

أجمع من على الرفوف

كل هزائمي

وقد علتها نياشيني

الكاذبة

أعدد انتصاراتي الهاربة

من كم ردائي

القصير

أجمع خيباتي من أفواه الذباب

أفلترها بشرائط الضحكات

أمارس عليها سطوتي

وبعض التعويذات

وربما

أمررها بصومعة ملونة

كي تستكين

أو أتمسك بتلابيب التناسي

كي أمنح لنفسي ساعة إضافية أخرى

ولقطرات دمي

لوناً ارجوانياً

وأزيل بعض الألوان الباهتة من على

إعترافات محياي .

————————————————–

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman