الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءة في نص “هواجس” لسالم الحمداني/ بقلم: فوزية أوزدمير

قراءة في نص “هواجس” لسالم الحمداني/ بقلم: فوزية أوزدمير

قراءة في نص “هواجس” لسالم الحمداني

بقلم: فوزية أوزدمير

ــــــــــــــــــــــــ

النص:

( هواجس )

هل ستكون الشمس كما هي لولاي ؟

فحينما تمضي

خلف الدجي أتفيء أنا بظلي ،

وأعاود

لأداعب رسمها على متون لوحاتي

وأحس بدفئها في شغفي ،

وكم قمرا خاصمت وركنته

في زوايا مخيلتي ،

لأوراق الشجر لون أخضر تحت ريشتي

كما هي إشارة المرور

حينما تطلق عنان الإنتظار

وللحليب نقاء السريرة

كما للضغينة سواد ،

يتملكتي الحمق

وأنا أتلاعب في مسميات وجود صامت

حتى ليلتي الحمراء لا تشبه

أبدا دمي ،

أتردد كثيرا في معانقة بشرا بوجهين ،

للدموع أبجدية تتهجدها المآقي

وتغار منها الشمس

ويصمت البوح

وترتعد الألوان .

—————

القراءة: 

 

أتساءل كيف بدأ ذلك كله ، داخل هواجس تنتاب النفس بينما تغرق في تأملات اللحظة الخاطفة لهذا الوجود ، في استعراض المرئي المخبوء في قبضة اللحظات اليائسة الأخيرة لانبلاج النور ، بعد أن تسقط خيوط الشمس من على ظهر الحياة وهي تقلب صفحة حياتك كما تقلب صفحات البوم صور فوتوغرافية بين الواقع المتخيل والمجاز الاستعاري لتشبيه الذات بينما أنت تغرق في فيضان ذاكرتك وكأن الهلع يباغت الزمن فيضغطه هكذا دون مقدمات ، ساحقا عقودا منه في قبضة الزمن المنفلت من الوقت الضائع في البحث عن الحقيقة والحلول في اليقين في استعراض عرفاني في ميقات وجودك كله حين ينفجر في وجهك ، انفجار سيرة حياة يسفع حاجب العين تشق الماء في عين الشمس بكل حمولتها والدفء نور نهائي قبل أن تنطفئ كل الأضواء في داخلك ، كتلة من فضة منحنية ضبابية سريعة تنجرف بعيدا ، لا علاقة لها بحياتك أو بموتك

حيث سيأخذك المد ،بينما تغطس أنت نحو فوضى القاع ، تاركا خلفك ما نسيته أنت من قبل ، تجتاح روحك الآن غيوم ترحل عاليا ، تسافر في ملكوت السماوات ممتطية مهرة الحق بصورة التجلي بآيات العرفان ، ترتدي شال بألوان الجمال الروحاني المستفيض بين شوق مستبد وعشق معرق متشحا بجلال الحال تملأ شعورا من ما هو آت في مرثية الخلود في زمن القصاص الفردي تحت لهيب الرماد ، تهز الضياء بكتف اليقين وتختمر الرأس بخمرة الوجود ولا تدري

تحت ظلال القصيد بوح هواجسي النفس بين الروح والجسد ، طفقت ترنم شدو غرابات ترتلها الذات / والأنا ، أيطلقها صرخة ، أم يكتمها لتزاوج سحر المعاني الباهية بين القبول والرفض ، تطعنه بزرقة الليل صحوة الروح ، وتمطر بما يتشاجن بسوسن لا حد لفتنته ولا عد ..

لقد تهجست هذا العالم في داخلك كأنه سجن فأطلقت لصوتك العنان ، وسعيت لإضاءة بعض الجوانب المعتمة مما جعل الصورة الشعرية قائمة على المشابهة في داخلك ، حيث يشكل الإيقاع المتضارب في فلسفته الوجودية بين الشكل والمضمون وهندسة الروح المضطربة بمعالم الحياة الغارقة على ميسم الحقيقة الحسية في داخلك ، لتسقط مفتونا بين الاستعارة والمجاز في عالم أنت خالقه بواسطة اللغة الشعرية حيث يتيح لك إمكانية بعث الحياة من خلال منظورك النفسي ، وليّ أعناق المتناقضات ، وتحويل الشيء المعنوي الصرف

إلى شيء موغل في المادية ، والعكس صحيح

من هذه النظرة الفلسفية الروحانية ، تناول شاعرنا الحمداني هواجس تتعلق فيه النفس بالذات والأنا على حدٍّ سواء ، لتنعم فيه الروح باللقاء والفناء ، وتتألم فيه الجوارح التي يتعذب فيه الجسد

دام بهاء حرف يشدو في نعيم رياض المحبة مع الأصفياء

إن التعبير عن مثل هذه المعاني بطبعه ، يتطلب عمقا في الفكرة ورمزا في التعبير ، فهو يتطلب لغة خاصة ، تنفجر فيها المعاني والدلالات ، وهو ما يحتم التأويل والقراءة الشاعرية العميقة ، التي لا ينخدع فيها المتلقي بظاهر النص ، وإنما يسعى جاهدا إلى قراءة ما وراء ألفاظه وعباراته وهي تحاكي دواخل النفس بفلسفة الاحتدام المعنوي والمادي على حد سواء.

—————-

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman