كيف حالك/ بقلم: صباح سعيد السباعي
ـــــــــــــــــــــ
كيف حالك؟
لم يسألني أحدٌ عن حالي؛ كان السؤال روتينيًّا ضمن سلسلة المجاملات: كيف حالك؟
ينفتح باب الجواب قليلًا، يسنده حجر الانفلات.
_ أنا صغيرة جدًا، قليلة وكثيرة، لاشيء وكل شيء.
أجمع إمضاءاتي الباهتة من على صفحات الحياة، أحاول تلوينها، ثم أحرقها.
ليس حزنًا، ليس اعتراضًا، ولا تراجعًا، إنما هو غسيل متدرج لمعنى صفق بالهواء.
كان توقيعي في كل مرة، مختلفًا مرة بنتوء ظاهر في آخر حرف، وأخرى ممدود الطرف، لم أكن أنا، وكنتُ أنا.
زرعتُ بيتًا تحت العريشة، وفيه أمٌ تحيك بسنارتها ثوب صوف بين ورداته فراغات صغيرة.
جددوا بناء البيت، نبت مكان العريشة فراغات تشبه الشبابيك، ستائرها تتحرك مع الأصوات.
الفراغات لبستني، وهذا تفسير منطقي لتعدد التوقيعات التي لايجمعها إلا حرف يمدّ رأسه تارة، ويخفيه تحت وسادة الهواء.
يمكنك أن ترى اسمي الصافي، بين كلمات أغنية كانت ترددها عالقًا بسنارة الصوف.
صباح سعيد السباعي