الرئيسية / إبداعات / لا تقفلوها…/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

لا تقفلوها…/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

لا تقفلوها…/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

____________

النوافذُ عيونٌ محنَّطَةٌ على الجدرانِ ..

عيونٌ حزينةٌ بطبعها ..

ترقبُ دربَ التحليقِ وتعكسُهُ

على زجاجٍ مكسورٍ

كي تطعنَ لعنةَ العتمةِ

تتمنى لو أنها من طينِ الأَرْضِ

كي تأوي إليها كلُّ المياسمِ المسافرةِ ..

تتمنى لو أنها بدونِ قضبانٍ أو زجاجٍ

كي لا تشبهَ السجونَ ..

كلما أوصدوها تئنُّ

فتأتي لمواساتِها العصافيرُ ..

والنوافذُ عيونٌ تجمدَتْ منذ نشأتها

وما زالت ترقبُ الشوارعَ التي لا تجيءُ

بصدفةٍ من ندى الأحلامِ ..

عيونٌ ترقبُ الأرصفةَ المرتجفةَ

تحت أقدامِ الخائفينَ والمستوحدينَ ..

كلما غامتْ حولَها السماءُ

فتحَتْ حضنَها لبكاءِ المطرِ ..

لطيرٍ مهيضِ الجناحِ ..

لثغاءِ خرافِ الرعيانِ البعيدينَ ..

لزغبٍ يشدو أصداءَ الراحلينَ ..

والنوافذُ قناديلُ ليلِ القابضينَ على عتمتهم ..

لهجُ الأغاني القديمةِ،

مسرحُ الكسيحِ المضيءُ ،

ومؤذن النورِ جيئةً وذهاباً ..

النوافذُ بطاقةُ تعريفٍ تفرِّقُ

بين دفءِ البيوتِ وبردِ القبورِ ..

فلا تقفلوها ..

دعوها مفتوحةً لتكونَ ملجأً

لكلِّ لحنٍ شريدٍ ،

مفتوحةً لفراشةٍ أغوتْها نارٌ تحتَ إبريقِ شايٍ،

او لنحلةٍ أضاعتِ القفيرَ

لتُفرِغَ عسلَها فوقَ الأقداحِ القديمةِ ..

دعوها مفتوحةً

لليلٍ يمشطُ شَعْرَ الضوءِ

وينامُ في ظِلِّ الجدرانِ المتداعيةِ ..

لشمسٍ تلملِمُ ضفائرَ الليلِ ..

لمراجيحِ الصباحِ ..

لنسمةٍ حييةٍ تمسدُ الندى

على وريقاتِ الحبقِ العتيقِ ..

لريحٍ تهزُّ حنينَ ستائرِ الدانتيلِ الممزقةِ ..

للصُّوَرِ المعلقةِ على جدرانِ الذاكرةِ ..

للبردِ كي تعودَ الذاكرةُ للأحضانِ ..

لي أنا .. لنا كلُّنا

عندما نعودُ من منافينا

بطبعِنا وطِيْبَتِنا ..

كسربٍ أبيضَ يحقُّ له التحليقُ في المُطلَقِ ..

بذاكرةٍ من رمادٍ ودخانٍ

وأجنحةٍ حرةٍ من كلِّ قيدٍ …

_____________

ميرفت أبو حمزة

من ديوان * كنتُ أرى *

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman