الرئيسية / إبداعات / ما أكذبُ الـشّعر / بقلم: عبد الرحمن سراج

ما أكذبُ الـشّعر / بقلم: عبد الرحمن سراج

 

ما أكذبُ الـشّعر / بقلم: عبد الرحمن سراج

ـــــــــــــــــــ

مــا أكـذبُ الـشـعرَ ! مـهلًا ، لا أكـذّبُهُ

فـالـذّنبُ ذنــبُ الـذي مـا زال يـكتبُهُ

هـل كـانَ قـولي مُسيئًا ؟ كي تؤنّبَني

يــا مــن بـعـينِيكَ تـرمـي مـن تُـؤنّبُهُ

فـالـقولُ مــا كــان حـقّـًا ، إنّـما حـنقًا

أو قــل : غـبـاءً بــرأيٍ ضــاقَ أشـعبُهُ

يـبـدو الـعـقابُ ضـئـيلًا عـنـد مـولدِه

حـتّى إذا شـبّ شـقّ الـصّخر مـخلبُهُ

إنّــي لأعـجـبُ مـنّـي كـلّـما اسـتبقت

عـيـناي سـهـمًا سـريـعًا لـسـتُ أرقـبُهُ

مـا إن غزت صولجانَ الشّعرِ (فزلكةٌ)

حـتّـى غــدا عـنفوانُ الـخبطِ يـصلبُهُ

جـرثـومـةُ كـلـما حـطّـت عـلـى ثـمـرٍ

تـقضي عـلى بـرعمِ الـتّفريخِ تشطبُهُ

سـربٌ مـن الـبومِ يـختالُ الـنّعيقُ بـهِ

والـسـرُّ فـي ثـورةِ الـطّاعونِ مـذهبُهُ

يـحـمـيهِ درعٌ مــن الـقـانونِ حـلـقتُه

يُـبنى عـلى الـضمِّ قـطعًا حين تعربُهُ

والـضـمُّ يـبـقى بـأيـدي الـعاملينَ بـهِ

لا تـرتـجِ الـرّفـعَ مـمّن كـنتَ تـنصـبُهُ

دهـرٌ يـرى الـمجدَ بـرجًا يـعتلي مدنًا

تـحـنو عـلـى طـيلسانٍ ، لاحَ مـوكبُهُ

عـهـدُ الـنّـفاقِ الــذي غـطّت مـعاطفُه

وجـهَ الـحياءِ ، وثـوبُ الزّهدِ يحجبُهُ

يـخيّلُ الـشوكَ وردًا ، والجحيمَ ندىً

والـدمعَ شـهدًا ، فيـصفو منهُ مشربُهُ

يـجثو عـلى ركـبةِ الأوجـاعِ مـبتسمًا

فـي وجـهِ وعـلٍ بـوجهِ النّعلِ يضربُهُ

تــبّـًا وسُـحـقـًا وبــؤسـًا لـلّـذيـن رأوا

بـالحرفِ جـسراً إلى السّلطانِ مركبُهُ

يُخفونَ ما الحالُ يُبدي من شقاوتِهم

وكـلُّ نــذلٍ ســرابُ الـمـلكِ يـجـذبُهُ

يُـهـديـهمُ الــرّسـمُ بــالألـوانِ ذائــقـةً

تـطـلي الـرّتوشَ عـلى لـوحٍ ، وتـقلبُهُ

هـل وافقَ الشعرُ شرعَ العرشِ فاتفقا

ليرأسَ الشّعبَ في التّشـريعِ أنصبُهُ؟

أم ضـاعَ مـن أهـلهِ الـتّعبيرُ حين علا

صـوتُ الأبـاطيلِ فـوق الـحقِّ يُرعبُهُ

أيـنَ الـمروءةُ؟ أيـن الـعزّ ؟ يـا زمني

أيــنَ الـشٌـموخُ الـذي لـلعدلِ يَـجلبُهُ؟

لـــم يــبـقَ لـلـشّـعرِ فــي روّادهِ أمــلٌ

يُـعـطيهِ إرثــًا مــن الـتّاريخِ ، يـطلبُه

عبدالرحمن سراج

#اليوم_العالمي_للغة_العربية

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman