الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / من قديم أوراقي/ بقلم: محمود كامل

من قديم أوراقي/ بقلم: محمود كامل

من قديم أوراقي/ بقلم: محمود كامل

ــــــــــــــــــــــ

 

وكم أحبُّ صديقي هذا

هو يشبهني كثيرا..حتى أن اسمه هو الآخر محمود

ليس ذلك وحسب فصنعته الكيمياء أيضا

وتجمعنا هواية لغتنا الجميلة صاحبة الجلالة الضاد..

فكرتُ أن أزورَه فحملتُ هديةً وطرقتُ بابَه

 

استقبلني باحتفاءٍ وفرحٍ بالغين

واستقدمني إلى غرفة مكتبه حيث يطيبُ لنا الحديثُ

وكلما دخلَ علينا بنوُه فرادى أو مثنى أو جمعاً لإلقاء التحية أشارَ قائلاً

 

” ذلكَ ” العمُّ محمود و” تلكَ ” هديتُه

فإذا ما فرغنا عاودنا الحديثَ من حيث انتهينا ..

 

قال :

لاحظتُ أنك تبتسمُ كلما أشرتُ إليكَ وهديتِك

حريٌ بي يا صديقي ان اخبر أبنائي ان قد كلفتَ نفسك

قلت :

يا صديقي لا يتعلق الأمرُ بي ولا بالهدية ولكن بـ ” ذلكَ ” و ” تلكَ ”

 

قال: وما بالُ ” ذلكَ ” و ” تلكَ “..؟

قلتُ : أنتَ تشيرُ بهما غير مبالٍ بنوعِ و عددِ من توجه إليه خطابَك

 

ف ” ذلكَ ” و ” تلكَ ” بفتح الكاف تكون فقط إذا كان المخاطبُ مفرداً..

 

فإن كانت واحدة تقول :

” ذلكِ ” عمكِ محمود و” تلكِ ” هديتُه بكسر الكاف .

 

وإن كان مثنى بنوعيه قلتَ :

” ذلكما ” عمكما محمود و” تلكما ” هديته .

 

أما إذا كان من تحدثُ جمعاً تقول

” ذلكم ” العمُ محمود و” تلكُم ” هديته .

 

وإن كان الجمعُ من إناثٍ تقول :

” ذلكُن ” العم محمود و” تلكن ” هديته .

 

قال : لا أذكرُ أن علمونا هذا الأمرَ في المدرسةِ يا صديقي وتعلمُ أن اللغةَ ليست صنعتي فالتمسْ لي عذرا..

 

قلتُ : لا عليك ..لنا في مُعلمِ البيانِ مدرسةٌ و مرجع يا صديقي

اسمعْ لقولِ ربِك مخاطباً نبيَّه :

” ذلكَ ” من أنباءِ الغيبِ نوحيه إليكَ

 

ومخاطبا مريمَ يقول:

ك ” ذلكِ ” قال ربُّكِ هو عليَّ هينٌ

 

ومخاطباً آدم وحواء

ألم أنهكما عن ” تلكما ” الشجرة

 

وعلى لسان يوسف لصاحبيِّ السجنِ يقول

” ذلكما ” مما علمني ربي

 

وللجمع يقول تعالى

” ذلكم ” خير لكم إن كنتم تعلمون

 

وتقول امرأةُ العزيزِ لنسوةِ المدينة

فـ ” ذلكُن ” الذي لُمتنني فيه.

 

قال: صدق الله العظيم

والله لأعلِّمن هذا لأبنائي وبناتي وأقولُ لهم

ذلكم ما أهداني عمكم محمود وتلكم وصيته .

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman