الرئيسية / مقالات / نحن موؤدون كالنساء/ بقلم: يوسف الراجحي

نحن موؤدون كالنساء/ بقلم: يوسف الراجحي

 

نحن موؤدون كالنساء/ بقلم: يوسف الراجحي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يسألني أحدهم لماذا كل مقالاتك غزلية تتحدث عن المرآة فقط

وكأننا وجدنا لأجلها؟

أصابني هذا السؤال بحزن شديد رغم أنه متوقع، فجل كتاباتي أدبية لا تخلو من نصوص الغزل، رغم أنني لم أمس امرآةً قط، ولم أعش الحب حتى أكتبه بهذا الشكل، ولست عربيدا يتغزل في النساء، ولا صبي مراهق كل ما تنقصه امرأة.

لكنني إنسان مدفون، ومكممٌ فاه لا يستطيع التحدث عما يريد قوله.

إن كتبت قناعاتك سينقض عليك الأعداء من كل صوب

سيصوبون سهامهم عليك وسينظرون اليك كمجرمٍ .

 

حتى الحب، رغم أنه شيءٌ أساسي ولو كان موجودا اليوم لما تقاتلنا وأشهر أحدنا سيفه في وجه أخيه قاصدا قتله.

 

نحن موؤدون كالنساء في زمن الجاهلية، كانوا يمارسونها على النساء فأصبحت اليوم على الجميع ولكنه وأدٌ من نوع آخر

أشد من وأّد أبو جهل سابقا.

أصبحنا مكبلون بذوق الآخرين وبما يريدونا أن نكون.

كثيرٌ من المواهب موءودة بشكل أو بآخر، يريدونك أن تكون نسخة مطابقة لِمَ يريدون هم.

أليس من الوأد أن نكون مجبرون على ابتلاع رأي أحدهم في كل ما يدور حولك وإلا مصيرك الكره والسجن والبغض.

الأب السلفي يريدك نسخة منه،

الأخ الإخواني سيقاطعك إن لم تتبع مبادئه.

الصديق المتعلم يريدك أن تنسى كل تراث الدول الإسلامية وما قدمت وتتبع منهج الغرب المتطرف، لأن الدين يتعارض مع الدولة، لكم دينكم ولي دولتي افعل بكم ما أشى وأبتغي.

 

أحدهم لا يأتيه النوم حتى يتفقد حالاتك ومقالاتك، لا ليطمئن عليك، أو يشجعك، بل ليجد عيبا حتى يرد عليك ويعمل حملة شعواء من أجلك.

عندما نضع في حالتنا أغنية لا يعني أننا أولاد شوارع حتى تقذفونا بالشتيمة

وعندما نمدح شخصا لسنا متملقون وتجار كلام

وعندما يكون كتاباتنا دينية ليس معنى هذا أننا خرجنا للتو من الجامع.

وعندما نكتب نصوصا غزلية هذا لا يعني أننا نشتهي المرأة أو نبحث لقضاء شهوتنا من خلال الكلمات.

لا نريد منكم شيء سوى أن تدعونا وشأننا.

نحن لنا شأننا فيما نريد أن نكون ولسنا مجبرين على رأي أحد، فلا يجب أن تكون وصيا على أحد.

حتى في الكتابة ينتقدونك البعض يظن كتاباتك تافهة لأنك تكتب مشاعرك

والآخرين يرونك ماردا شيطانا لأنك كتبت في شيء لا يهوونه، أو لا ترتقي عقولهم لفهم كتاباتك.

البعض يريدك كالمتنبي شعرا، لكنه لم يعلم أن المتنبي كان يطلب بشعره قوت يومه من رصيفٍ إلى رصيف أيضا.

هذا ليس عيبا فيه ولكنه وبالأخير كانت قناعته هكذا، المهم ما أنتج لا ماذا كان يفعل.

والبعض يريدك زاهدا ورعا كالإمام محمد بن عبد الوهاب ولم يعلم بأن هذا الشيخ قد سكر وتعربد في صغره أكثر منك.

 

نحن حين وجدنا على هذه الأرض ليس لأحد شأن في قناعاتنا، وحين نريد أن نتقمص دور شخص ما سرعان ما نقع في الفخ ونسقط.

خالد سيف الله المسلول كان مشركا، وتحول ليكون قائد الإسلام.

ليس بالضرورة أن نكون في بيئة مؤمنة ونخرج مؤمنون، فابن نوحٍ قد غرق، وابن أبي رباح أذن على سطح الكعبة.

حتى في الرياضة يريدون إجبارك أن تكون مشجعا لفريق هم يشجعوه وإلا لست رياضيا، ولا تفهم في الكرة.

منذ أيام أنصدم صديقي معي كثيرا وقاطعني والسبب تتويج ريال مدريد الذي يبغضه هو.

 

الخلاصة لا أدري لا يريدوننا أن نكون اتباعا،

ألم يكفينا تبعيتنا لحكامنا ليتنازعو ويسفكوا دمنا وجعلونا وقودا لحربهم

ارحمونا يكفينا أننا نموت خوفا لا نتجرأ عن الحديث عمن يسرقنا وينهبنا، ويأخذ خيراتنا ويسجن مفكرينا وعلماءنا

افتريدونا أن نبتعد حتى عن الكتابة عن الحب؟

دعونا وشأننا

تتركون كل قضاياكم وتنسفون وتذمون رجلا كتب منشورا ربما حتى هو ليس مقتنعا به.

فقط أراد أن يمارس هوايته.

 

#ترفعوا بعقولكم يرحمكم الله فلستم أوصياء على أحد.

 

#يوسف الراجحي.

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman