الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / ولا ندري من الفائز/ بقلم :حسين الضاهر

ولا ندري من الفائز/ بقلم :حسين الضاهر

ولا ندري من الفائز/ بقلم :حسين الضاهر

ــــــــــــــــــــــــــ

من رسائل الواتس :

العائمون على بحر من الدماء والجوع يرسلون لنا أصواتهم و يقولون:
إن بيتكم مازال بحالة جيدة وإن خالك توفي بعد أن نجى من الحصار.

أخوالي الخارجون من منظومة العشيرة منذ زمن أقاموا عزاؤه ثلاثة أيام ولياليها، شربوا الشاي والقهوة المرة، شاركوا الحضور نقاشاتهم عن غلاء الأسعار ثم تولوا إلى حزنهم صامتين

ابن عمي اشترى دراجة نارية وعلبة سجائر وصار يمسك المقود بيد واحدة ويدخن بالأخرى يقول والده : فليحمل سيجارة خيراً من حمل السلاح
حارتنا مازالت مغلقة لدواع أمنية
أفراحنا متوقفة حتى إشعار آخر
وثلاجة الدكان سُرقت

يقولون لنا : أنتم الفائزون ببعدكم
نرد عليهم : أنتم الفائزون بقربكم
ولا ندري من الفائز
صديقي الشاعر افتتح بقالية صغيرة وكتب على جدارها ( الدين ممنوع خصوصاً للأقارب ) وراح يشتم الشعر والشعراء

خالتي هاجرت
ابن خالتي الأخرى هاجر
ابن عمتي لم يحتمل الهجرة الداخلية فهاجر إلى الخارج
جارتنا وأهلها هاجروا
صديقي لم يمتلك نقوداً للهجرة فحمل سلاحاً وهاجر إلى السماء
الذين أعرفهم ولا أعرفهم هاجروا وبقيت جدتي تعد أحجار الرصيف وتبكي

يقولون :
الخضروات في هذا الوقت من السنة رخيصة
الأرواح رخيصة
وما عداها غال

يسألني قريبي : كم ادخرت منذ خروجك ؟
أجبته: الكثير من الشعر الأشيب في رأسي والكثير الكثير من الأسئلة على لساني فيضحك ثم يراسل أبي بعد يومين ليشير عليه أن أضع عقلي في رأسي وألتفت إلى عملي

هذي البلاد لا شبان فيها : تقول العجوز وهي تسرح بأربع دجاجات وحزن
هذي البلاد تبدل أثوابها كلما طُرق الباب : يقول أحدهم
( هذي البلاد خازوق لا يزول ) قرأتها في نص نثري
( هذي البلاد العصفورية ) كما يردد ( باسم صباغ ) دائماً
هذي البلاد ملك للعابرين على أجساد أبنائها وهذه حقيقة

هذي البلاد تبعد خمسة وخمسين كيلو متر عن هنا كما يشير ( غوغل أيرث )
هذي البلاد صارت تقتلني كلما سمعت اسمها .

فأجيبهم بتسجيل صوتي مقتضب :

أخبروا كثبان الغبار بأن تستريح في الجرح المسمى (بيتنا)
وهنئوا المفاتيح فقد صارت كذبة بأسنان
أخبروا جيراني أن يسقوا خطواتي اليابسة لعلها تدل غريباً ما إلى الفرنِ
وأخبروا أخوتي العشرة بأن يغسلوا أيديهم من دمي كي لا يكتشف أبونا المكيدة
قد لا أرجع.

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman