يا عراق / بقلم: أحمد نصار
ــــــــــــــــــــــ
يصحو على شفتي نشيد
بين دجلة والفرات
…
يرثو جفاف النخل
في أرض الهبات
. ….
يتفطر السياب
صوتاً صادماً يبكي العراق
يرتد من صدع المدى
يمتد يثخن في السبات
….
وأقول يا بحر النخيل
يا موطن الأوجاع
والجوع الدخيل
……
لو كنت في هذا الزمان
فما تقول
خرج الشتات من الشتات
….
يبدو العراق بأطراف الحياة كسمها
فوضى مبعثرة ويصعب لمها
….
يبدو كبابل حين مات نضارها
واستوطنت فيها العناكب والقوارض
تستبد بقفرها
…
والمجد والقعصاء مصلوبين في
ريق الرشيد
ولعله يخشى وأخشى
أنه فات الفوات
……
يتقطر السياب أصواتاً تدق بمسمعي
ويصيح من ألم الفجيعة
يا عراق
…..
ويذوب في الشريان من هجروا العراق
وينام في الأحداق من عشقوا ووفوا
للعراق
ويفيق في الآفاق من قتلوا العراق
….
صرنا بأطراف الوقيعة نقتفي آثارنا
لا كان هولاكو ولا جنكيز خان
لكنه سوس النخيل
…..
يا صوتنا المغصوب في المعنى الكليل
يا وجهنا المنزوع في عطش النخيل
في كل شبر لا أرى إلا نشيج
يعلو ويعلو كلما ضاق الخليج
….
يا جالب الرومان والفرس الغلاظ
يا تارك الأحلام نهباً للشواذ
يا جاعل الدنيا بلا عيد بهيج
….
نطفو على فوضى
ونبحر في ضجيج
….
ورفاتنا خرجت على عرف الرفات
…
يا مانحاً ثدي العراق منوحة
يا صالباً وجه العراق مثوبة
فكم سنلطم يا عراق
وكم سنلعن قاتليك
وكم سنلعن آكليك وناكريك
على نفاق
ولمن سندعوا بالثبات
….
والكل فينا آبق
والكل فينا مارق
ودمائنا قد زورت
أو هرّبت أو بيّضت
بحساب أبناء الجهات
أو الذوات
……
والشح يضرب نابه وجذوره
في كل باب
والفقر ينبت في نواحينا نبات.
احمد نصار
القدس
