يدان والبحر/ بقلم: نوال حسن الشيخ
ــــــــــــــــــ
شعرك المعربدُ
يشعل اليدين
يسكب في كأسيهما خمر السفر
يستنفر الأصابع
فتبارز الفراغ
يد اختارت المغامرة
وأخرى ٱثرت السلامة
يدٌ مغامرةٌ
ترقبُ البحر في شوق
تعبثُ بها أمواج القلق
يدٌ كزورق خفيف
تغريه أمواجُ الشَّعر المتلاطمة
يصيبه دوار البحر
وهو ما زال على الشاطئ
رائحة البحر
البواخر المحملة بصندل الشرق المسحور
والزورق الخفيف مازال على الشاطئ يعاني دوار الشعر
ويتنشق رائحة الحناء
والعطور التي تهمي من كفين تعابثان أعلى الشعر
تسكبان ما اختمر في ذهن السودانيات
وفي قنانيٌ الرغبة
التي هشمت زجاج صبر الزورق
فاختار المغامرة
تعبث الأمواج بالزورق
فيغيب هناك
في البعيد
اليد الأخرى ٱثرت السلامة
فالتفٌت كثعبان ماكر
تبحث عن اليابسة
يعترضها جبلان ناهدان
تصعدهما
إلى قمتين حادتين تطعنان سحابة اللهفة
فتهمي حليباً فضيٌاّ
اليدان تنزلقان دون وعي
من أعلى الشعر
ومن قمة الجبلين
إلى …..
حيث النهاية
وحيث مبتدأ الحياة
فيضيعان هناك وإلى الأبد.
نوال حسن الشيخ
السودان/بريطانيا