يومٌ رماديّ…/ بقلم: رياد صعابنة
………………
ذهبتُ لأعود…
فعدتُ بدوني…
كنتُ هناكَ لأفهم…
ولكني فشلت
في التَّركيز…
أفكارٌ تخربشُ ذاكرتي…
وكأنَّها سقطت في
بيتِ عنكبوت…
وأفكارٌ كالغربانِ في
كهفٍ مظلمٍ
تأكلُ رأسي قطعةً
قطعة…
عيونٌ تقطرُ من الدَّمعِ
سواده..
تبحثُ عن شيءٍ مفقود..
أجل فقدتُ البوصلة…
والاتجاهاتُ سيوف…
أينما ذهبتُ يقتلني
المسير…
كلُّ الأرصفةِ حزينةٌ…
والنَّاسُ أمامي تتطايرُ
كالورق…
أصواتٌ هنا وهناك…
وفي أُذني أنغامُ الوداعِ
تبكي الصُّدفةَ والقدرَ
والغدر…
ويدي تمسكُ أصابعَ
الهواء…
حينَ كانت بلا
نبضٍ گقلبي…
والهواءُ يخنقُ العبراتَ
في صدرِ المدينة…
حاولتُ وضعَ رأسي
على كتفٍ يطبطبُ
على قلبي…
بلا جدوى…
فهناكٕ كلُّ الأشياءِ
كانت كاذبة…
فكيفَ أستوعبني…
حينَ ينقلبُ كلُّ شيءٍ
على رأسِ الأمل…
حينَ تكونُ كلُّ الكلماتِ
مصنَّعةٌ في علبٍ محكمةٍ
بالكذبِ المبطَّنِ بما يسمى
عرفٌ زائفٌ وعادةٌ بالية…
أجل…
كنتُ هناكَ لأعود…
لأمسح الآثامَ عن
صفحاتِ القلب…
لأطلبَ الغفرانَ على مذبحِ
كنيسةٍ تئنُّ أجراسها حزناً…
أناجي غفوةً تأتيني على
غيرِ موعد…
وكلما صحوتُ أضربُ
النِّومِ على رأسهِ…
لأكونَ والحلم وحدنا…
أرتشفُ شهدَ الألم…
بهمسٍ خافت…
أغوصُ في نبضي…
بكلِّ الزَّوايا
فوقَ الثُّغورِ
وبين الهضاب…
أزرعهُ على رصيفِ
النهايات…
فلا جدوى من الهرب…
عندما أضعتُ من عينيَّ
البريق…
فأصبحتُ في ثنايا
الغيابِ غريق…
وعلى شفاهِ البؤسِ
لظىً من حريق…
وفي وجعيَ المرُّ ضحكةٌ
وسرٌّ عميق…
أجل…
عدتُّ قبلَ أن أصل..
أُلملمُ العثراتَ من
خطواتي الهاربة…
أتسلَّلُ من بينِ
المارَّةِ كطفلٍ أضاعَ
الطريق…
وكلُّ الشوارعِ كانت
تابوتٌ تحملُ نعشي…
تُرى من أضجرَ قلبي..
غيرَ قلبي…
حينَ آمنَ بالوهلةِ الأولى
وحينَ وضعَ في روايتهِ
أبطالٌ من ورق…
لستَ قلبي إذاً…
حينَ أفلتتَّ منِّي
ما تبقَّى منِّي…
وحينَ وعدتكَ أني
سأخونُ وعدكَ وعهدكَ…
وأني سأخلعكَ منّي
كما يخلعُ الربيعُ ثوبهُ
لأغدو خريفاً بلا
أوراق…
بلا حياة..
وبلا ألوان…
R…S
2/6/2021
