الرئيسية / إبداعات / كالبَينْاتِ إن أحجَمَ الدَليلُ/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

كالبَينْاتِ إن أحجَمَ الدَليلُ/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

كالبَينْاتِ إن أحجَمَ الدَليلُ

بقلم: ميرفت أبو حمزة

ــــــــــــــــــــــ

أَعبُرُ إليكَ بكلِّ يقيني

تاركةً خلفي

كلَّ مخاوفِ الطريقِ

لا عصافيرُ تؤنسُ وحشةَ المسيرِ

ولا شجرةٌ تورفُ لي ظلالَها

ظمآنةً أعبرُ نحوكَ ..

وأنتَ الماءُ ..

لا يُكْفَرُ بك

كالخشوعِ في قداسةِ الإيمانِ ..

كالكتابِ حين تنزَّلَ

على آخرِ المرسلينَ ..

كضوءٍ صادقٍ

على ذمّةِ الصباحِ ..

كشمسٍ لم تُغَيِّرْ كلمتَها

من أوَّلِ التكوينِ ..

ولأنكَ نورانيُّ القسماتِ

قمريٌّ في عتمةِ الليلِ

وواضحٌ في قرارةِ قلبي ..

أبصرتُكَ ..

وحدَكَ لا أحدَ سواكَ !

تُشِعُّ بداخلي كالبصيرةِ

في خيالٍ كفيفٍ ..

تعبرُني لطيفاً من مسامي

وتدقُّ وتدا أبدياً في أتونِ الروحِ

فأشهقُ نشوانةً كأنَّني ؟

أولَدُ من ضلعِكَ !

لا تُنسى ..

كومضةِ برقٍ

في جسدِ شتاءٍ حزينٍ ..

كدعاءِ أُمٍّ في ذاكرةِ الوجعِ ..

كَكُفوفِ أبٍ متشققةٍ

على وجنةٍ باكيةٍ ..

كذاكرةِ الجرحِ في خاصرةِ الوطنِ ..

كأطفالِ الحجارةِ ..

كدمِ الشهداءِ

كالقدسِ ..

كدمشقَ ..

كبيروتَ ..

لا يُكفَرُ بكَ ..

كالروحِ في الجسدِ

واضحٌ كالحبِّ

كالقدَرِ ..

لا تُمَسُّ ولا تُرى ..

حتميٌ .. كالموتِ ..

حقيقيٌّ .. كالولادةِ ..

أزليٌّ .. كالترابِ

وسماويٌّ .. كهيمنةِ الأزرقِ

على سقفِ النهارِ

ولأنكَ عَبَراتُ فردوسٍ

في أنفاسِ مؤمنٍ حسيرٍ

ولأنكَ روضٌ من غناءٍ

في ذاكرة خريفٍ يعَنْدِلُ

لحنَ الأُفولِ ..

أحِبُّكَ ..

ك

ا

ل

م

ط

ر

على كفوفِ مُزارعٍ فقيرٍ

كَدِثارٍ على جسدٍ يرتجفُ

كقُفْلٍ على بوابةِ الجحيمِ

كبابٍ مفتوحٍ على الأبدِ

كطفلٍ في رَحْمِ عاقرٍ

لا يُكفر بكَ .. أبداً

كَ اللهُ أكبرُ

حين تصدحُ من كلِّ المآذنِ

كأجراسِ الكنائسِ العتيقةِ

كإشارةٍ بينةٍ

ل

ت

ا

ئ

هٍ

من إصبعِ الدليلِ…

___________________

ميرفت ابو حمزة

من ديوان ” كنتُ أرى “

 

 

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كوثر الروح../ بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

يا كوثر الروح بعدك اضناني أشعل حرائق أحزاني نبش ذاكرتي بحكايا الليالي ...

عزيزي… / بقلم: فوزية اوزدمير

كلّ شيءٍ آخر لا شيء .. وأنّ وراء الأكمة ما وراء .. ...

شوق../ بقلم: شام حسن

  و للشوق حكاية أخرى عندما يمرّ على ذاكرة المكان فيعصف كالريح ...

لم يكن الحب فرضاً كيف ألزمني/ بقلم: صفية الدغيم

يا رب لم تسقِني يوماً جَداولهُ فكيفَ تكبرُ في قلبي سنابلُهُ؟ ولم ...

خطيئتي حبل من مسد/ بقلم: محمد زينو شومان

  آتٍ كفاقد رصيده الأخيرْ كخاسرٍ كلّ المراهناتْ لم يبق لي غير ...

غياب… / بقلم: علاء سعود الدليمي

وأنتِ غائبة لا تحزمي حقائب الوقت اتركي لي شيئًا من النبض لأرتبَ ...

أتنفسه …/ بقلم: دكتورة ريم النقري

قالوا صفيه كيف يبدو لك ؟ قلت عصيٌ عن الوصف لا أمتلك ...

لكم أقوالكم/ بقلم: فاطمة المسلماني

لكم ألوانكم ولي الأبيض والأسودُ   لكم أقوالكم ولي صمتي وكلامي   ...