الرئيسية / مقالات / فخامة اللقب وقلة الفعل / بقلم: خالد السلامي

فخامة اللقب وقلة الفعل / بقلم: خالد السلامي

 

فخامة اللقب وقلة الفعل

بقلم: خالد السلامي

ــــــــــــــــ

 عُرفت الألقاب في مجتمعاتنا أنها تجذب لها الشخص الذي يشبهها، وتُمحور أفكاره، وتزرع فيه الشغف للعمل، والمثابرة، والاجتهاد في الحصول عليها بشرف وجدارة، فتصنع شخصا قادرا على أن يبني للقبه مجدا هو صانعه.

وظهرت في القرون الوسطى العديد والعديد من الألقاب التي تضفي الفخامة والجلالة لأصحابها من عالم أو مثقف أو لحكام الأرض وخصوصا في بلاد الغرب وغيرها وما بين لقب معروف وآخر هناك ألف لقب لا نعلم المغزى الوظيفي له وصلاحياته التي تاهت في جبروت الألقاب ولو تعمقنا في بعض الألقاب لوجدنا أن كل لقب له من المرتبة والمكانة التي تختلف عن غيرها من الألقاب فمثلاً؛

الإمبراطور

هذا اللقب يعتبر أعلى مكانة وسلطة من الملك حيث يجمع بين السلطتين السياسية والدينية وقد يتجاوز حكمه البلد الواحد والعرق والدين الواحد ويتوارث الحكم عن أباءه وأجداده شرط أن يكون قد خبرته الحروب والمعارك وحقق الانتصارات وسيطر على مساحات واسعة من الأرض فتسمى هذه المساحات التي يسيطر عليها بالإمبراطورية وهي أكبر من المملكة أو الجمهورية وقد انقرض هذا اللقب في وقتنا الحاضر باستثناء اليابان التي لا زالت تستخدمه رغم أنها ليست إمبراطورية

الملك:

يحكم إقليما واحدا وهو يمتلك السلطة السياسية فقط بدون سلطة دينية وكان يحكم جماعة تتكون من عرق معين والان صارت المجتمعات متعددة الأعراق في البلد الواحد فصار حكم الملك يشمل كل من يسكن رقعة حكمه.

العاهل:

لقب العاهل يطلق على الملك أيضا ولكن سلطته محدودة بينما تكون السلطة المطلقة بيد رئيس الحكومة الذي من المفروض أن ينتخب من قبل الجمهور وهو نفس الحال بالنسبة للدول ذات النظام الجمهوري والسلطة الحكومية وليست الرئاسية فتكون صلاحيات الرئيس كصلاحيات العاهل وتكون السلطة بيد رئيس الوزراء المنتخب   ويسمى حكام الولايات والمدن التابعة لولاية الملك أو العاهل أمراء وهم من سلالة الملك وعائلته وهناك من الأمراء من يحكم بعض الدويلات المستقلة كما في منطقة الخليج العربي والدوقيات الأوربية.

القيصر:

فهو أيضا من ألقاب الحكام الجبابرة وهم من عُينوا بتشريع إلهي حسب معتقداتهم أو كما يحاولون إيهام مجتمعاتهم بذلك وقد يحكم منطقة جغرافية أصغر من الإمبراطوريات ولأن تعيينهم إلهي حسب ادعائهم فإنهم لا يضعون التيجان على رؤوسهم لأنها تعتبر تجاوز على حرمة الآلهة وهناك اختلافات كثيرة في تبرير أسباب تسمية القيصر  بهذا الاسم فالبعض نسبه إلى يوليوس قيصر  ومنهم من يقول أن الإمبراطور  يطلق هذه التسمية على خليفته الذي يختاره ليستلم الحكم بعده ولكن التحليل الأكثر اتفاقا هو لانهم لا يضعون التيجان على رؤوسهم كالملوك والأباطرة وقد انتهى هذا اللقب بعد الحرب العالمية الأولى كقيصر الروم وقيصر الروس ولم يبق أي استخدام له إلا لتفخيم مكانة المشاهير في المجالات الأخرى غير السياسية كالفن والرياضة حيث يسمى اليوم الفنان العراقي المعروف كاظم الساهر بقيصر الغناء العربي.

الرئيس:

يعتبر رئيس الدولة أو رئيس الجمهورية في الأنظمة الرئاسية، الذي من المفترض انه يأتي عن طريق الانتخابات، هو رئيس السلطة التنفيذية وهو موظف عليه الالتزام بأحكام الدستور وممارسة اختصاصاته لصالح شعبه طبقا للدستور.

الزعيم:

الذي يتكفل بقيادة فئة محددة ولديه القدرة على متابعة أفكارهم وسلوكياتهم وخدمتهم

. هذا بالإضافة إلى عدد آخر من الألقاب كالسلطان كما في سلطنتي عُمان وبروناي وملك الجهات الأربع التي كان ملوك بلاد الرافدين قبل التاريخ يطلقونها على أنفسهم تعبيرا عن سعة ملكهم وملك الملوك الذي كان يستخدمه ملوك فارس ويطلقون عليه اسم الشاهنشاه بلغتهم وكثيرا ما كان يتغنى به الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

وفيما يتعلق بوطننا العربي فلدينا اغلب تلك الألقاب موزعة على (٢٣) ثلاثة وعشرين عرش وكرسي رئاسة يتمتع أصحابها بالفخامة والعظمة والجلالة والسمو والسيادة والسعادة التي لا تمس شعبهم بشيء سوى سلطتهم عليه وتحكمهم فيه دون فعل مهم يُظهر إثر تلك الألقاب والصفات على واقع بلدانهم وشعبهم ففخامة الألقاب لم تأت إلا بقلة الأفعال.

وما زال الكثير من المسميات والألقاب ما بين خليفة ووال وكونت وآغا وباشا وبيك (بيه باللهجة المصرية) وأفندي وأصحاب السعادة

والسمو وغيرها.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية Hejmara (21) a Kovara Şermola Derket

  صدور العدد (21) من مجلة شرمولا الأدبية   صدر العدد (21) ...

السهل الممتنع في ديوان “للحبر رائحة الزهر” للشاعر نصر محمد/ بقلم: ريبر هبون

وظف نصر محمد الإدهاش مغلفاً إياه بالتساؤل مقدماً اعترافاته الذاتية على هيئة ...

شعاراتٍ العربْ / بقلم: عبدالناصرعليوي العبيدي

فــي  شعاراتٍ العربْ دائــماً تَــلقى الــعجبْ . رُبّما  المقصودُ عكسٌ لستُ أدري ...

 القراءة :النص بين الكاتب والقارئ/ بقلم مصطفى معروفي

من المغرب ــــــــــــ بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن ...

جديلة القلب/ بقلم: نرجس عمران

عندما تضافرتْ كلُّ الأحاسيس في جديلة القلب أيقنتُ أن رياحكَ هادرة ٌ ...

على هامش تحكيم مسابقة تحدي القراءة / فراس حج محمد

من فلسطين تنطلق مسابقة تحدي القراءة من فكرة أن القراءة فعل حضاري ...

نســـــــــــــرين / بقلم: أحمد عبدي 

  من المانيا “1”   توقف البولمان  في المكان المخصص له  بعد ...

أناجيكَ ياعراق / بقلم: هدى عبد الرحمن الجاسم

أناجيكَ بين النخلِ والهورِ والنهرِ وأشكو لكَ الإبعادَ في الصدِِّ والهجرِ إلامَ ...

واحة الفكر Mêrga raman