الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / إلى أمي ../ بقلم: حاتم الناعور

إلى أمي ../ بقلم: حاتم الناعور

إلى أمي ../ بقلم: حاتم الناعور

…………..

وبَعدَ ماشَاءَ اللهُ لَكِ بالرّحِيلِ صَار لازِماً على قَلبِي الصَّغِير أن يَستَعِّدَ للخذْلاَنِ وإكمَالِ مَشَاقِ هذا الطّرِيق
فلم يَعُد لشَكِيمَتِي أيَّةُ قُوَّةٍ، فَعُلُوّ هِمَّتُي كَانَ من وَحْيِ ضُعفِكِ والحَنَانِ الذِّي يَتَسَرَّبُ في أحْدَاقِ عَينَيكِ إلى تَمْتَمَةِ شَفَتَيكِ
قَد يرحَلُ عنك من تُحِب بصُورَة مُرعِبة فَلا تَبقَى له رُوح ولا جَسَد في هذه الدُّنيا …ويخلف هذا الرَّحِيل تَفاصِيل صَغِيرة يضج بِها فُؤَادُك ويَنكَسِر لهَا ظَهرُك
تَرقُب تِلك الحُجْرَة وتِلك الزّاوِية التًِي كَان يَجلِس بها
تَتَأمَل ذلك الفِنجَان الذِّي كَان يَحتَسِي به الشَّاي
تَتَأمَّل كُلّ ماحَوْلَك فَلاَ تَجِد أثَراً لمَن تُحِب …سِوَى مَاخَلَّفَهُ مِن ذِكرَيَات تَضْطَرِب في قَلبِكَ وعَقْلِك
أُمَّاهْ مَازِلتُ أَرقُبُ تِلك الحُفرَة الضَّيقَة التِّي أَنزَلتُكِ بها بيَديّ
كَيفَ وَقَفَ النَّاسُ مُصطَفِين حَولِي يُعَزُّونَنِي فيكِ
وأيُّ عَزَاء ….فَلَو لم تَكُن سُنَّةٌ قد ثَبُتَت في دينِنَا لأَنْكَرَهَا قَلبِي وجَوَارحِي فللّهِ ما أخَذْ ولله ما أعطَى
أُمَّاهْ تِلكَ القِطَّة التِّي كانت تَتْبَع رِدَائَكِ كَي تُطعميهَا ،لم يَعُد أَحَداً يُشفِقُ عليها أو يُطعِمُهَا …تِلكَ الدَّجَاجَات الاتي كُنَّا يَلتَفِفْنَ حَولك ويَلتَقِمنَ القَمحَ مِن بين يَديْكِ قد صِرنا يتَامى
تِلك الأشجَار التّي كُنتِ تَسقِيهَا لم تُثمِر منذُ فَارقتِهَا
فقد كانت تَستَمِد المّاء من وجْهِكِ وعُذُوبَةَ يَديكِ
حتّى القَمَر الذِّي في سَمائِنَا لم يَجِد ليلة بعدَ رحِيلكِ ليكُونَ بدراً ….لازلتُ ياأمَّاه أُمعِنُ النَّظَر في وُجُوهِ خَالاتِي فَلاَ أجِد وجْهاً كَوجْهِك ولا قلباً كقلبك ولا حُبّاً كَحُبِّك
ولا خُبزاً كخُبزِك اللّذيذ ،ولا طعاماً كطعامِك الشَّهيّ

فلو كان النِّسَاءُ كمن فَقَدنَا
لفُضِّلت النِّسَاء على الرِّجَال

حاتم الناعور

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman