الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / إنها امرأة…/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

إنها امرأة…/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

إنها امرأة…/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

ــــــــــــــــــــ

أَتَحَسَّسُ الماءَ بَينَ أصابعي
كلما مَرَرتُ بنَبعِ أنوثتِها

كأنها نَهرُ موسيقى
يَتَمَشّى على قيثارةِ الروح
يتَساقطُ زَخات زخات .

.
..

إنها امرأةٌ

تَشَكَّلَتْ من مَخمَلِ الغَيم
ِ من وَشوشاتِ الورد
و من ثرثرةِ النوافير
ِ لتَرسُمَها ريشَةُ السحرِ
في أحلى بَراويزِ الأنوثة .

تُصَلّي على صَرحِ مَلامحِها المُمَرَّدِ بحكايا المَرمرِ و ابتهالاتِ الرُّخامِ أَلفُ قصيدةٍ و قصيدة .

أَشتَمُّ رائحَةَ النساءِ بها
إذا ضَحِكَتْ و هَبَّتْ من شَذا فَمِها النسائم .
..

.

إنها امرأةٌ

من سُلالاتِ العصافيرِ تَكَوَّنَتْ نِصفاً،
و نصفاً من سُلالاتِ الخيول

بتفاصيلِِها الصغيرةِ
تَختَصِرُ قاموسَ النساء

تُشبِعُ ذائقَةَ الرجولَةِ
حينَ تُشرِقُ
و جَدائلُ الليلِ
تَستَلقي على كَتفَيها
كأوراقِ مُصحَفٍ من لُُجَين .

حتى الوردُ
لم تَعُدْ لهُ تلك الهَالةُ من العطر
عندما يَتَعَلّقُ الأمرُ بقامتِها
التي تَستَحِمُّ بدِلاءِ الهَالِ
و تَلتَفُّ بعباءَةِ الياسمين .

.
.
.

إنها الماءُ إذا تَمَشّى
و العطرُ إذا تَفَشّى
و بَينهُما أنوثةٌ طاغيةُ الحُضورِ
شَفافةُ المَعنَى ، أنيقةُ الرؤى .

يَسيلُ لُعابُ مُخَيّلَتي
إذا مَرَّتْ أمامي
عَاريةً لا يَلُفُّها إلا عطرٌ خُرافيٌّ
ٌّ فرنسيُّ الغواية
يَتَمَرَّدُ حتى على زجاجاتِ العطور .

على يَدِها
تَقِفُ العصافيرُ الملونةُ
تشدو
تُغني
تَتَراقَصُ على إيقاعِ صَوتِها المُدَلَّلِ على ذراعِ الناي

حتى الطواويسُ بقُربِها يَسكُنُها الغُرورُ .

.
.
.

إنها امرأةٌ

تُمطِرُ أنوثةً في حُقولِ الروحِ
تَنسابُ
تَتَماهَى
تَجري بأعماقي
جَرَيانَ الماءِ في عُروقِ الجَداول
تَصمُتُ إذا قالت
و بصَمتِها تُسمِعُني
كلماتٍ ليست كالكلمات

إني أَرَى مَملَكَةَ النساءِ
تَرفُلُ في غُرفَتِها
تُدَلّلُ أشياءَها الصغيرةَ
سَريرَها
مراياها
فساتينَها المَلَكيّةَ الألوان
شالَها البُنّي
مِشطَها القُرمُزي
أَقراطَ الكريستال
مَلاقِطَها
مَناكيرَها
رُوجَ الشفاه
قارورةَ العطر
أَساورَها
خاتَمَ اللازورد
ساعتَها الزرقاء
حَقيبَتها
مزهرياتِها
براويزها
حتى بأَريجِ أنفاسِها
تَرتَبِكُ الأَماكنُ
و تَهذي شُرُفاتُها الوردية .

.
.
.

إنها امرأةٌ

عندما أَقفُ أمامَ عَينَيها المَرسومَتَين بريشةِ الفيروز

أُدركُ تماماً
بأنها أَكبَرُ من مُجَرّدِ فتاةٍ خُرافيةٍ
أو امرأةٍ استثنائيةٍ
أو أنثى ملكية

نعم .. إنها أَكبَرُ من ذلك بكثيييير

كأن اللهَ حين أَبدَعَ خَلقَها
قال للسحرِ كُنْ فيكون .

………………

عبدالحميد الرجوي

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman